منى السعدي
في ظل المتغيرات التي يشهدها المجتمع بكافة أطيافه وأحداث العالم أجمع هناك عقل أدارها بطرق وهاجة وأرسى التغير المثمر بشجاعة، ليعلم الصغير والكبير أن التحول والارتقاء تكون بالإرادة والعزيمة في دفع الأفكار والسلوك والثقافات الدخيلة والهيمنة عليها تكون بإحلال هويتنا محلها، فنحن أمة تاريخية مجيدة بثقافتها وقيمها وأصالتها وإنجازاتها ومكانتها بين الأمم، بل لها عمق حضاري وتاريخ تليد.
تغيرت الحقب الزمانية وتوالت التطورات وتغير كل شيء شكل التلفاز من ذلك الجهاز الغليظ هيكله إلى آخر رشيق وحديث ومن خبر دون بحبر القلم على ورق إلى خبر دون بمفتاح الكيبورد ليخرج الإعلام من النزعة التنافسية إلى إعلام أكثر تأثيرا برسالته التي يؤمن بها ويركز على عمق ذلك من الفراغ إلى ملء وهنا تتناثر الأسئلة، متى يكون الإعلام نافذة صادقة على العالم؟ وهل الحقيقة فعلًا بنت البحث والمصداقية أم بنت الانفعال والتقليد؟ بالأمس كان الإعلام يصنع النجوم من ورق أما اليوم فهو يصنعهم من أثر صادق ورسالة خيرة وهدف نبيل فإلى أين سيمضي بهم هذا التأثير في المستقبل!؟
لقد أصبح الإعلام في وقتنا الحاضر نجما براقا ومضيئا ووليدة جديدة في حقبة وزير الإعلام سلمان الدوسري الذي أحدث نقلة نوعية في تاريخ الإعلام السعودي وأثبت أن مصلحة الوطن والهوية مقدمة على كل شيء فبقراراته الشجاعة التي أطلقتها هيئة تنظيم الإعلام وبما تبنته الوزارة من مبادرات لتطوير المحتوى الإعلامي وتنظيمه صار للإعلام السعودي وجه جديد يليق بعظمة هذه البلاد وعمقها الحضاري.
وزير الإعلام سلمان الدوسري لم يكتف بالتنظيم فقط، بل أحدث تغييرا في المضمون، فالإعلام اليوم لم يعد مجرد أداة لنقل الخبر فقط، بل أصبح صناعة واعية تقوم على فكر وتأثير ومسؤولية من خلال إعداد جيل واع مؤهل يمتلك أدوات العصر ويبرز وطنه بأصالته وقيمه لا بسفاهة التقليد ولا بمظاهر زائفة، فأنشئت الأكاديمية السعودية للإعلام لتكون منارة تصقل الموهبة وتزرع في الإعلامي روح الرسالة قبل الرغبة في الشهرة.
كما شهدنا خلال فترة قيادته للوزارة ارتقاء ملحوظا في المؤتمرات الصحفية الحكومية التي أصبحت مرجعا رسميا للشفافية والوضوح ومنبرا للرد على كل المغرضين والمشككين بمهنية عالية وأسلوب حضاري يليق بالمملكة، فالإعلام لم يعد في موقع الدفاع فقط، بل أصبح في موقع الهجوم الواعي بالحجة والبيان والمعلومة الدقيقة.
وفي التغطيات الإعلامية الكبرى سواء في موسم الرياض أو الحج أو الفعاليات الوطنية والدولية أظهرت الوزارة قدرة استثنائية على تقديم الصورة الحقيقية للوطن للعالم بصورة مشرفة ومؤثرة تنبض بالحياة وتعكس التطور الحضاري والإنساني الذي نعيشه، فالإعلام اليوم بات مرآة صادقة للوطن ولسان حاله أمام العالم. لقد انتقلنا من مرحلة الإعلام المقلد إلى مرحلة الإعلام القائد، إعلام لا يركض خلف الترند، بل يصنعه ويقوده بما يعكس القيم والمبادئ الراسخة في هذا الوطن، إعلام يعلي من قيمة المصداقية والأخلاق المهنية ويعيد للكلمة هيبتها وللشاشة احترامها ويغرس في المتلقي الوعي لا الانفعال.
الإعلاميون اليوم أمام مسؤولية كبيرة، أمانة وثقة في أعناقهم تجاه وطنهم وقيادتهم عليهم أن يكونوا لسان الحق وصوت الإصلاح وأن يعكسوا الصورة الحقيقية لرؤية 2030 التي يقودها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بعزيمة لا تعرف التوقف، فالإعلام هو الواجهة التي يرى العالم من خلالها هذا التحول الكبير.
في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها القطاع الإعلامي وخصوصًا الإعلام الرياضي الذي يحظى بمتابعة جماهيرية واسعة يصبح من الضروري تأسيس لجنة مصغرة تابعة لهيئة تنظيم الإعلام تحت مسمى (برنامج الإعلام الرياضي المؤثر برسالته)، يكون دورها تعزيز القيم المهنية وتنظيم ظهور الإعلاميين ومنح المنصات لمن يمثلون رسالة حقيقية قائمة على الوعي والمسؤولية.
ويكون معيار الاستحقاق مبنيًا على الالتزام بقيم التأثير البنّاء أما تكرار المخالفات فيستلزم إيقاف الظهور الإعلامي وإسناد مهام بديلة تتناسب مع قدراته بهدف رفع جودة المشهد الإعلامي وصناعة محتوى يرتقي بالوعي العام.
لقد قاد الوزير سلمان الدوسري مرحلة تحول حقيقية في المشهد الإعلامي السعودي نقلتنا من فوضى الأصوات إلى وضوح الرسالة ومن التشتت إلى الانسجام ومن التقليد إلى الإبداع. الإعلام اليوم في المملكة يعيش عصره الذهبي بفضل قيادة تعرف أن الكلمة مسؤولية وأن الرسالة الإعلامية أمانة أمام الله والوطن والناس.