بدر الروقي
ما تقدمه قطر بلجانها المشرِفَة والمشَرِّفة على تنظيم بطولة كأس العرب أو مونديال العرب إذا سمحت التسمية بنسختها الحادية عشرة لشيء يستحق الوقوف والتأمل.
هذا الإبهار القطري ليس بالجديد، ولم يأت على سبيل المصادفة، فقطر التي أعادت وخلقت نهجا ووهجا حديثا للبطولة العربية. لا من النواحي الفنية والتشويقية فحسب، بل وحتى من الناحية التنشيطية والجماهيرية، والنقل التلفزيوني، ثم الحضور اللافت والذي تجاوز المليون ليس من هذه النسخة، بل من النسخة الماضية.
اعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم بهذه البطولة لم يكن من باب المجاملة والمداهنة، إنما جاء للعمل المميز والجهد المنظم التي تقوم به اللجان المشرفة والجهات المعنية على الأحداث الكروية في قطر.
وما تصريح «جياني إنفانتينو» رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم قبل عدة أشهر حينما قال مبديا إعجابه بما تقوم به قطر من تنظيم لبطولات كرة القدم: «لو أن الأمر بيدي لجعلت النسخ الخمس القادمة من كأس العالم في قطر» إلا دليل على النجاح القطري في إدارة المسابقات، وتأكيد على الجاهزية الكاملة والمتكاملة من بنية تحتية صلبة، وأيدي عاملة ولجان منظمة تتشارك في صناعة النجاح وتسعى لمخرجات وعوائد قوية، لا من حيث النمو المتصاعد ماديا وجماهيريا، بل من عمل تسويقي ضخم، وثقافة سياحية متنوعة وممتعة.
قطر اليوم تبهر وتخبر الجميع بأن النجاح ليس مالا يجمع، ولاسلطة تصنع، بل فكر يبرز، وابتكار يتجلّى، وكفاءات تقف خلف الكواليس وبعيداً عن الأضواء والضوضاء؛ لأنها باختصار: لا تجيد سوى العمل الخلّاق المحترف الذي يجذب ويجلب النجاح ويصنع الدهشة.
الإخوة في قطر يشكرون على هذه التجربة الفريدة، والعمل النوعي المبهر والذي نفخر به كعرب أولا وكرياضيين في مختلف دول العالم كافة.
ولعل التجربة القطرية اليوم تكون خريطة طريق وبوصلة مسار غدا لمن أراد المضي نحو التميز والإبهار.