إبراهيم بن سعد الماجد
السودان، البلد العربي الإفريقي الذي يتصف شعبه بالنخوة وطيب المعشر والأمانة، يقتتل؟!
سؤال مشروع، وجوابه مُحيّر!
السودان يُعد ساحة التقاء تاريخيّ بين التقاليد الثقافيّة لإفريقيا والعالم العربي.
ولذا حقّق الإسلام حضوراً قوياً على الرغم من كثرة المعتقدات والطرق.
كذلك فرضت اللغة العربية حضورها وهيمنتها على الرغم من وجود ما يقارب 140 لهجة ولغة.
600 قبيلة سودانية تنتشر على أرض السودان، وتختلف مواردهم حسب مواقعهم، ولذا فإن الأكثر اضطراباً الأكثر موارد.
منذ الاستقلال عن الاستعمار البريطاني عام 1956 لم يهنأ شعب السودان باستقرار حقيقي، وقد كانت فترة حكم عمر البشير الأطول حيث مكث في الحكم 30 عاماً، لكنها كانت سنين الآلام والنكبات! وما بين حكم وحكم انقلاب قضى على مقومات الدولة، وأهدر موارد البلاد.
السوداني يُعد من أكثر الشعوب العربية حباً للقراءة، وخاصة السياسية منها، لكنه للأسف لم يستفد مما يقرأ! وهذه حالة غريبة عجيبة في هذا الشعب! طيب ودود. كريم مضياف.. هيّن ليّن. قارئ ومحلل، ومع كل هذا يتصارعون وتنزف دماؤهم المحرّمة! وكأنهم ليس هم من نعرفهم!
سألت صديقاً سياسياً سودانياً عن الوضع الحالي فقال: لولا وجود مرتزقة ودعم خارجي لمليشيات الدعم السريع لما كانت هذه الحرب.
وقال: أمل كل سوداني في قائد الأمة العربية وزعيم المسلمين الأمير محمد بن سلمان، الذي أعاد لنا أملنا، وأحيا فينا شيئاً فقدناه من زمنٍ بعيد ألا وهو السلام.
قراءتي لحال السودان حتى وإن خمدت نار هذا الصراع، إنه لن يستقر ما لم يهب الله له رجال اقتصاد لا رجال سياسة، فما أهلك الحرث والنسل في السودان إلا رجل (السياسة).
رجل الاقتصاد إذا مُكّن من إدارة البلاد فإنه سيعمل على التنمية، والتنمية تقضي على البطالة وتفكك التحزّبات، كون كل المكوّن الوطني سيكون مشغولاً بالإنجاز، لا بالكلام.
أعود لما أشار إليه الأخ السوداني في أن الأمل بعد الله في قائد الأمة وزعيمها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، الذي تحدث للرئيس الأمريكي خلال زيارته الرسمية لواشنطن، مما دفع واشنطن إلى الدخول في هذا الملف المؤلم.
ويبقى محمد بن سلمان ولا غيره هو الأمل بعد الله.
والله المستعان.