إيمان حمود الشمري
1909 لنعد لهذا التاريخ تحديداً، لعام اجتاح فيه الجوع أرض نجد بسبب قلة الأمطار، لتصبح أرضاً جرداء قاحلة بسبب الجفاف، حيث تداول الناجون الروايات عن تلك الأزمة العصيبة، وكيف أن الشوارع امتلأت بجثث الموتى بسبب شدة الجوع، واضطر الناس لأكل الدواب والجراد وغيرها للنجاة بنفسهم والبقاء على قيد الحياة، تلك المجاعة التي تسببت في انخفاض حاد في الأمن الغذائي، ليتدخل الملك عبدالعزيز غفر الله له، ويعمل على إقامة مشروعات زراعية من أجل حل الأزمة وتوفير المحاصيل الزراعية.
منذ ذلك التاريخ والمملكة في تطور مستمر لرفع جودة المنظومة البيئية، إذ يعد الأمن الغذائي أحد أهم بنود رؤية 2030، وتعمل المملكة على مواجهة تحديات المناخ وحماية البيئة والمساهمة في زيادة الإنتاجية، وذلك عن طريق عدة مبادرات وخطط تم إطلاقها لتنمية الموارد الحيوية، وتحسين كفاءة استخدام الموارد الطبيعية وضمان استدامتها، وتحقيق الأمن الغذائي من خلال تعزيز مصادر المياه، ورفع درجة الاستفادة من المياه المعالجة من الصرف الصحي، وزيادة الطاقة الإنتاجية للمياه المحلاة، وتنمية الغطاء النباتي، بإطلاق 59 مبادرة لدعم المحاصيل الزراعية، فضلاً عن التصدي للاحتطاب ومكافحة التصحر، ووضع غرامات مالية للصيد الجائر وحماية الحياة الفطرية.
تبذل وزارة البيئة والمياه والزراعة جهوداً ضخمة، مستعينة بعدة تقنيات، كالزراعة المائية، و»البيوت المحمية»، وغيرها.. فضلاً عن «الزراعة الذكية» باستخدام الذكاء الاصطناعي..... حزمة من التقنيات الحديثة التي تقدم حلولًا واعدة لتحسين الإنتاج الزراعي وتقليل استهلاك المياه، وزيادة الإنتاجية، حيث لم تعد البيئة الصحراوية عائقاً أمامها.
كما أطلقت هيئة الأمن الغذائي السعودية، عدة استراتيجيات لتشخيص وتحليل الوضع الراهن، فضلاً عن نظام للإنذار المبكر، ونفذّت وزارة الزراعة المرحلة الأولى لمبادرتي زراعة 45 مليون شجرة فاكهة في المدرجات الزراعية، وزراعة 4 ملايين شجرة ليمون بحلول 2030، ضمن مبادرة السعودية الخضراء.
تكاتف بالجهود أثبت صمود المملكة واستقرار السوق السعودي في الأزمات، كجائحة كورونا، وأيضاً أثناء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ذلك الاستقرار الذي من شأنه أن يقفز بالمملكة لتحقيق أعلى المستويات في مؤشر الأمن الغذائي الدولي، ويكلل نجاح خطط المملكة في تحقيق الاكتفاء الذاتي.