راشد الزهراني
أغلب الباحثين عن الشهرة يعمدون إلى طلب الزيادة في عدد المشاهدات عبر قنوات التواصل الاجتماعي بمختلف أطيافها وفئاتها المتعددة !!
فما بين فترة وفترة تخرج لنا فئة من الفلاسفة يتحدثون عن مواضيع اجتماعية أغرب من الخيال، وقد يعمدون الرقص على الخطوط الحمراء بأفكار غريبة وشاذة يتحدثون في حواراتهم عن وجهات نظرهم، أو كيف هي حياتهم أو كيف ينبغي أن تكون الحياة الأسرية أو الزوجية، أو كيف ينبغي لنا أن تكون حياتنا.. فمنهم من يتحدث عن شيء من سماته أو سلوكه أو صفاته بما يوحي عكس سمات وسلوك الآخرين. فمثلا يتحدث عن موضوع (ما) قد يستفز المستمع أو المشاهد كونه مخالفا للعادات والتقاليد التي تعودنا عليها، فلا يقبله العقل ولا المنطق، ولكنه من وجهة نظره (هو) أنه صحيح وعنده ما يبرر ذلك، ولكن المعنى قد يكون بمفهوم لا يفهمه السامع أو المشاهد.
وهنا يتفق الجميع على أنه مخالف، وهو ما يصبو إليه ذلك الفيلسوف، فمن هنا تبدأ شرارة (خالف تعرف) فينتشر ذلك المقطع (كانتشار النار في الهشيم) أو الكذبة التي تبلغ الآفاق، فينقسم معها الناس ما بين مؤيد وناقد حتى تعلو الأصوات بين الناس، فهذا يشتم وآخر يسب ويلعن، وهنا تكون الغيبة، ومنهم من حمل على عاتقه بالكتابة النقدية، أو من على منابر الصلاة يسخر خطبته للحديث عن هذا المخالف.
ضجة إعلامية عارمة، أو كما يقول البعض (قنبلة فجرها) أحدثها ذلك الحوار مع ذلك الفيلسوف، رغم ذلك تجده مبتهجا ومسرورا ويبحث عن (قنبلة أخرى) ليفجرها..
وهكذا حياته، يرى أنه أبدع وأنه زاد في أعداد المشاهدات والمتابعين وأن رصيده تجاوز الرقم الفلكي ولكن ثم لكن ثم لكن.. هل هذا الإنجاز يرضي الله ورسوله؟ وهل يعقل هذا العمل..؟
فكيف يعقل أو ترضاه شرعتنا السمحة وهو يوقظ الفتنة بين الناس فهم من يسعون إلى خلق شيء كبير من الفتن، فالأمر يحتاج إلى من يوقف هؤلاء المستهترين بعقول الناس.
من خلال نظرياتهم العلمية ذات الطابع (الغبي) التي نادراً ما يفهمها أحد وهؤلاء الفلاسفة في خطر من أمرهم «فالناس شهود الله في خلقه»، يعني أن ثناء الناس بالخير على شخص ما دليل على استحقاقه للجنة، وذمهم بالشر دليل على استحقاقه للنار، لأن شهادتهم الصادقة في الأرض تكون مقبولة عند الله، فراقبوا الله فيما تقولون أو تتحدثون به أو تكتبون فيه وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا. وهناك من المحاورين من جعل منبره للمواضيع (الماسخة) والحديث عما يدور حتى داخل الحياة الزوجية أو في غرفة النوم بالتفصيل المقزز للمستمع والغريب أن هذا المذيع قد يتهرب من سؤال أبنائه أو بناته عندما يسألونه عن مثل هذه المواضيع عندما يعود إلى بيته فيرد عليهم هذه المواضيع للكبار فقط.. وكأنه ثعبان ينفث سمه للآخرين..!
وكذلك كُتاب الرأي في الصحف والمجلات، منهم من يبحث عن مواضيع مزعجة ومخالفة لنمط الحياة التي نرغبها دون تحسب، أو بعد نظر لما يكتب فهناك الكثير من المواضيع التي طرحت وخلفت وراءها كراهية الناس لهذا الكاتب أو الكاتبة، فالبحث عن ما يفيد المجتمع والوطن والمواطن لا أن تسعى فيما يكدر الخاطر، فالوطن يحتاج منا الدعم بالفكر والآراء السديدة الناجحة..!
الشاهد..!
إن الكلمة أمانة، والقلم أمانة، والفكر والرأي أمانة، وقول الحق أمانة، والعمل الصالح أمانة..!