علي الخزيم
* الدافع لتدوين الكلمات التالية ما دار بين مواطنين وآخرين من دول شقيقة وصديقة على هامش مناسبة جمعتهم كانوا يشاركون بفعالياتها صحفيًا وإعلاميًا؛ إذ جاء الحديث بجلسة استراحة ببهو الفندق على ما وصلت إليه المملكة من تقدم بالمجالات التقنية، فكان يبدو على أحد الحضور (من الأشقاء) ضعف المهنية وقصور بالمعلومات والمتابعة والاطلاع للارتقاء بمهنته، فبينما غيره يُثنِي على التقدم السعودي بالتقنية والذكاء الاصطناعي كان هو يُقَلّب شفتيه تعجبًا وانتقاصًا؛ وعلَّق بقوله: بكل مرة نقابل بها إخواننا السعوديين ونسألهم عن بلادهم يتحدثون بهذه الطريقة المُبالغ بها.
* تصدى له البعض مِمَّن يملكون اطلاعًا وثيقًا على الجوانب الحضارية والتطور الشامل بمملكتنا الحبيبة؛ وليكون الحديث أقوى وأصدق بالإقناع استأذن أحد الجلساء للحديث نيابة عن السعوديين؛ واستعرض جملة من جوانب التحديث والتطوير والخدمات الراقية بأنحاء المملكة كافة، فكان مِمَّا تطرق له بعُجالة أوضاع السجون بالمملكة وامتدح -باختصار- ما يتم فيها من إجراءات ومشروعات جليلة وتعامل إنساني لطيف مع الموقوفين تُملِيه السجايا المُستَمَدة من الشرع الإسلامي الحكيم، وما جُبلت عليه العرب من التسامح والعطف والرحمة.
* وحينما لم تُعجِب تلكم الجُمَل المُعترِض أخذ يُمِيل صدغيه استنكارًا ونفورًا؛ وكُلّه ثقة بأن ما يسمعه نمط من الخيال! فأخذ عربي آخر زمام الحديث ليبين له -ولغيره- أن ما يُقال عن سجون المملكة يستحق المزيد من البيان والجلاء، فأكد بمعرض حديثه بأنها تُسَمّى إصلاحيات وليست سجونًا بالمعنى المفهوم ببعض الدول التي تمارس الضيم والإساءات للمسجونين، بل هي إصلاح وتهذيب وتعليم وحياة إنسانية كريمة، غير أن كل مخطئ ومتجاوز للأنظمة سينال عقابه المناسب بالعدل.
* وطَفِق -مستندًا إلى أرقام ومعلومات موثقة- يُحدّثهم عَمَّا يتم ويجري داخل الإصلاحيات هنا بالمملكة؛ فمِمَّا أورده -ونحن هنا نعرفه دون حاجة للغير لإيضاحه- لكنه أراد أن يُسمِعَ الغافلين عنه، فأوضح بإيجاز يناسب الحضور: إن لدى سجون المملكة (الإصلاحيات) مبادرة تُسمى (فرجت) تتيح للأفراد المساهمة بالتبرع لسداد ديون الموقوفين بقضايا مالية غير جنائية عبر منصة أبشر؛ كما تعمل (المديرية العامة للسجون) على تطوير بيئة ملائمة تسهم بتعزيز جودة حياة النزلاء وتوفير فرص للعمل بواسطة شركاء يمثِّلون رافدًا للأنشطة المتعدِّدة، وتنفذ المديرية برامج قائمة على أسس علمية تُعد الأولى من نوعها للنزلاء أصحاب القضايا البسيطة ومن دخلوا السجن أول مرة لتجنيبهم صدمة السجن والآثار النفسية والاجتماعية مع البقاء على تواصلهم بالمحيط الخارجي.
* وإن العمل يتم وفق معايير تراعي خصوصية المملكة بصفتها دولة عربية إسلامية فهي تطبق المعايير الدولية وتزيد عليها ما تمليه عاداتنا وتقاليدنا وشريعتنا الإسلامية الراقية السمحة، فالبرامج المنفذة تتيح للنزلاء التعليم بكل مستوياته حتى ما بعد الجامعة، والاهتمام بالتدريب المهني والتعليم الفني؛ والتأهيل المهني لما بعد الخروج من الإصلاحية، ويتمتع كثير من النزلاء بالالتقاء بأهليهم وذويهم وأيام خلوات منفردة مع أزواجهم وأطفالهم مع توفير احتياجاتهم كافة، والحديث يطول والمِيزات كثيرة مُذهلة بالموازنة بمثيلاتها بأنحاء متفرِّقة من العالم، ولهذا: فليعلم الغافلون والمُغرضون بأننا بمملكة العز والعزم والإنسانية!