سلمان المشلحي
في حفر الباطن، ينبض ميدان الفروسية كفضاءٍ تتقاطع فيه الذاكرة مع الطموح، ويجتمع فيه شغف الإنسان بالخيل مع روح أهله الأصيلة، هنا يلتقي التاريخ بالحاضر وتستعيد الخيل حضورها بوصفها شريك الإنسان ومرآة أصالته، وصوتاً يشي بأن العراقة لا تزال تنبض في أرجاء المحافظة، حاملةً معها حميمية المكان وامتداد أحلامه.
منذ انطلاقته، شق الميدان طريقه بثبات، مدعوماً بجهود المخلصين من القائمين عليه وحماس الملاَّك والمدربين وأصحاب الإسطبلات الذين يجدون فيه مساحة لتحقيق شغفهم، ولم يكن لهذا التميز أن يكتمل لولا الدعم الكبير من سمو محافظ حفر الباطن الأمير عبدالرحمن بن عبدالله بن فيصل، الذي جعل من عشقه للفروسية حافزاً لتطوير الميدان وتعزيز حضوره.
وفي هذا الموسم، يبرز الحراك الإعلامي للميدان كعلامة فارقة؛ محتوى نوعي وصياغات عصرية وصناعة صورة احترافية تجاوزت حدود التغطية لتبني حضوراً بصرياً يجذب المتابعين ويستقطب رجال الأعمال والمؤسسات، وتفتح أمام الميدان آفاق فرص واعدة.
ومع محدودية مواقع الترفيه في المحافظة، أصبح الميدان متنفساً حقيقياً لأهالي حفر الباطن، من عائلات وشباب وأطفال، حيث حولت فعالياته وأنشطته الثقافية والاجتماعية والرياضية الميدان إلى مهرجان نابض بالحياة وبيئة جاذبة توفر الترفيه والتجربة الأصيلة لجميع الزوار.
إن فروسية حفر الباطن اليوم ليست مجرد رياضة، بل مشروع تنموي وثقافي وإعلامي متكامل، يمضي بثقة ليصنع موسماً يليق بتاريخ المحافظة، ويعيد للفروسية وهجها وعمق حضورها في حياة المجتمع.