سليمان الجعيلان
في 12 فبراير 2024 ظهر حسين الصادق مدير المنتخب السعودي السابق في برنامج (أكشن مع وليد) وصرح ووضح أن مدرب المنتخب السعودي السابق (مانشيني) قادر على تقديم إنجازات كبيرة مع الأخضر في حالة استمراره وفقاً للخطة المدروسة والمرسومة خلال الفترة المقبلة في الاستعداد والتجهيز لأحد أهم مشاريع الرياضة السعودية القادمة، وهو تنظيم كأس آسيا (2027)، وعندما سأل الزميل الإعلامي وليد الفراج عن الفارق والمقارنة بين المدرب هيرفي رينارد والمدرب مانشيني أجاب الصادق بأن رينارد مميز بالجانب النفسي أما مانشيني فيتميز بالجانب الفني.
ولكن ماذا حصل عقب هذا التصريح والتوضيح؟! غادر مانشيني موقعه بمميزاته الفنية وعاد هيرفي رينارد لتدريب الأخضر مرة أخرى بخصائصه النفسية دون أي جديد، بل واصل الأخضر السعودي الإخفاقات والانتكسات في جميع البطولات القارية والإقليمية والعربية ونجح فقط في التأهل لنهائيات كأس العالم 2026 عبر الملحق وبفارق الأهداف عن المنتخب العراقي صاحب المركز الثاني!
وهذه التصريحات الواضحة لمدير المنتخب قبل عامين تقريباً وهذه الإخفاقات المتتالية للأخضر مع مدرستين تدريبيتين مختلفتين تماماً تكشف مدى عمق المشكلة وغياب الرؤية لدى المسؤولين عن المنتخب السعودي وكيف أنها باتت رهينة وحبيسة القرارات الانفعالية لأنه لا يمكن أن يخرج حسين الصادق مدير المنتخب السعودي السابق ويتحدث عن تلك الخطط والبرامج المدروسة والمرسومة بكل ثقة ولاسيما أنه كان داخل هذه المنظومة ويعرف الخطط والأهداف المحددة وثم تتغير وتتبدل فجأة وفي يوم وليلة بإقالة مانشيني وليس هذا فحسب، بل وبإبعاد حسين الصادق معه وهو ما يعني أن الصادق إما أنه كان شماعة لتلك الخطط المرسومة الخاطئة أو ضحية لقضية استبعاد لاعبي المنتخب الستة وهذا يعيدنا ويقودنا إلى فهم الصورة ومعرفة الحقيقة بأن مشكلة المنتخب السعودي الفعلية هي ضريبة القرارات الانفعالية حتى مع وجود الخطط والبرامج المدروسة والمرسومة كما صرح ووضح مدير المنتخب السعودي السابق والتي بكل تأكيد لا تتناغم وتنسجم مع خطط وأهداف مشروع رياضة كرة القدم السعودية!
وبالمناسبة لست هنا بصدد الدفاع عن حسين الصادق وعن بقائه أو إقالته وإنما لتقديمه كنموذج ومثال لطريقة وكيفية إدارة العمل الفني والإداري داخل الأخضر السعودي وأنها مجرد اجتهادات شخصية ونتيجة قرارات ارتجالية دون رؤية واضحة أو خطة مستمرة مهما كانت الإخفاقات أو الضغوطات الإعلامية أو الجماهيرية وما خروج الأخضر السعودي المؤلم أمام منتخب الأردن في دور الأربعة من كأس العرب إلا محصلة ونتيجة لهذه الإدارة الخاطئة!
وعلى كل حال وبعيداً عن قضية إبعاد مانشيني الغامضة وعن قصة إعادة رينارد الخاطئة إذا أراد رئيس الاتحاد السعودي ياسر المسحل بالفعل إعادة المنتخب السعودي إلى مكانه ومكانته السابقة في اعتلاء المنصات وتحقيق البطولات فمن الضروري تخليص المنتخب السعودي من الروح الانهزامية، وأعني هنا تصريحات مدرب المنتخب هيرفي رينارد بأنه بعد الخروج من دور الأربعة أصبح يبحث عن المركز الثالث في البطولة العربية، وكذلك انتزاع الاستقلالية في اتخاذ القرارات التي تخص المنتخبات السعودية، وأقصد هنا في وجود عدد العناصر الأجنبية ليس في دوري روشن ودوري يلو فحسب، بل حتى في دوري الدرجة الثانية فضلاً عن نظام التعاقد مع اللاعبين الأجانب (21) عاماً والمواليد، وأيضاً العمل على الإصلاح والبناء في المنتخبات السنية بالاعتماد على الخبرات التدريبية الأجنبية والابتعاد عن مجاملة الأسماء التدريبية الوطنية واستنساخ التجارب الأوروبية في صناعة منتخبات شابة قوية كالتجربة الإسبانية والإيطالية والإنجليزية على سبيل المثال حينها يستطيع الاتحاد السعودي صناعة دوري قوي بأجانبه وكذلك بناء منتخب سعودي قوي بأبنائه الذين يحتاجون للثقة والفرصة التي فقدوها حتى في دوري الدرجة الثانية وسط هروب أو تهرب من تحمل المسؤولية في فرض ارتفاع عدد التعاقدات الأجنبية والضحية المنتخبات الوطنية!