محمد العبدالوهاب
لم يكتف جمهورنا النبيل بدعمه ومساندته لمنتخبنا كأكثر حضور جماهيري في مباريات البطولة، بل أقدم على بادرة مبهجة كتجربة ثقافية رياضية متكاملة وفريدة من نوعها على مستوى الجمهور بالوطن العربي وربما على صعيد الجمهور العالمي بتلك اللفتة الجميلة بمنطقة تجمع الجماهير والمشجعين بدوحة قطر من خلال مسيرة تمر عند كل مجمع دولة وتردد أهازيجها الداعمة لمنتخباتها.
أحسب أنها رسالة سامية تجسد عمق الترابط والإخاء للشعوب العربية بتعزيز الوحدة العربية وتطبيقها على أرض الواقع ومحاولة نشر هويتها الإقليمية للعالم عنوانها: المنافسات الكروية وإثارتها يجب أن لا تتجاوز محيط الملعب ولعلها تقضي على عقلية المتعصب!
أقول: كان لهذه البادرة صدى واسع ولافت لدى رجالات الرياضة هناك، وبردة فعل مباشر علقت المدير التنفييذي للاتصال والإعلام باللجنة المحلية المنظمة لبطولة كأس العرب: الجماهير السعودية حضورها مختلف وعادة ما يصنعون الحدث ويخلقون أجواء ممتعة ومفعمة بالجمال كفيلة بإنجاح أي تظاهرة رياضية، أما الإعلام الرياضي هناك سواء ببرامجه المرئية أو المكتوبة لم يتطرق لتلك المسيرة بالمبادرة السامية على اعتبار أنها لا تتماشى مع أهدافها التسويقية.
عربية بنكهة عالمية
على الرغم من أنها المواجهة الأولى من نوعها أن يلتقي فيه أسود الأطلسي مع النشامى على نهائي عربي إلا أن حضورهما بهذه الفترة على صعيد قارتهما حاضرة، وبالتالي فإن تأهلهما لنهائي كأس العرب مستحق ونترقب من خلاله للقاء حماسي ومثير مساء الغد والذي أتمنى أن تكون الندية والحضور الجماهيري الكبير يسهم في إخراجها كقمة كروية تنافسية (أفروآسيوية) لا تقبل سوى المتعة والإثارة وتتجلَّى فيها الروح الرياضية واللعب النظيف لتكون خير ختام لبطولة نجحت بكل المقاييس كاستضافة وتنظيم وحضور.
ومضات رياضية
- من المصادفات الجميلة تزامن ختام البطولة العربية مع اليوم العالمي للغة العربية (السامية) لغة القرآن ذكر وآيات ومعجزة الذهن البشري وأعجوبة التاريخ في عصوره كلها.
- حفلت البطولة بمنافسات مثيرة بين المنتخبات الكبيرة بإنجازاتها وبنجومها الكروية الذي أقل ما يقال عنها عالمية وتستحق اللعب بالدوريات الأوروبية الكبرى كسالم الدوسري (السعودية) وعادل بولينه (الجزائر) ويزن النعيمات (الأردن) ووليد أزارو (المغرب).
- تمنيت تأهل منتخبي مصر وتونس لدور ثمن النهائي ليكتمل وهج البطولة بالمنتخبات الكبيرة ممثلةً العرب بالمونديال العالمي 2026 ليساهما في صنع المشهد العربي الرياضي الكبير مع نخبة المنتخبات صاحبة السجل الحافل بالإنجازات والبطولات في قارتي آسيا وإفريقيا.
- المتابع والمشاهد لبعض البرامج الرياضية وما يطرح فيها من تحليل إعلامي ووصف فني للمباريات يتوقَّع أنهم يتناولون محتوى بطولة أخرى غير التي يشاهدونها بكأس العرب.
- قبل دور الثمانية أفردت بعض البرامج الرياضية مساحة لبعض لاعبين العرب (القدامى) الذي ربما لا يعرفهم الجيل الحالي على اعتبار أنهم لا يحملون أي إرث إنجازي أو بطولي لهم سواء على مستوى منتخباتهم أو احترافهم الخارجي! وذلك بترشيح منتخبات للكأس منهم من لم يحالفه الحظ بالتأهل وآخرون تم إقصاؤهم من الربع النهائي.
- شهدت مباراة السعودية والمغرب في دور المجموعات أكثر حضور جماهيري في تاريخ البطولات العربية 78131 متفرجاً تلتها مباراتنا مع فلسطين 77197 متفرجاً وأخيراً حفل افتتاح البطولة 61476 متفرجاً.
آخر المطاف
قالوا: يا سلامي عليكم يا السعودية تنطبق عليكم مقولة أبومدين التلمساني:
تحيا بكم كل أرض تنزلون بها
كأنكم لبقاع الأرض أمطار.