د.شريف بن محمد الأتربي
لقد فضَّل الله تعالى اللغة العربية على اللغات كافة حين اختارها واصطفاها من دون اللغات لتكون لغة خاتم الأنبياء والمرسلين سيد ولد أدم أجمعين سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، بل إن الله تعالى تحدى الكفار أن يأتوا ولو بآية من مثله فما فعلوا.
إن اللغة العربية هي لغة الكتاب وفاتحة للأسباب، من أتقنها تدبر، ومن هجرها تعثر، فيها تجتمع العلوم، وبأحرفها تغزل المتون.
إنها ليست مجرد وسيلة للتواصل فحسب، بل هي أم اللغات المتعددة الأبعاد، ففيها تجتمع العلوم والآداب، والفهم والاستيعاب لكل ماض مضى وكل مستقبل آت.
اللغة العربية هي واحدة من أكثر اللغات انتشارًا في العالم، حيث يُقدّر عدد الناطقين بها بحوالي 400 مليون نسمة، وهي تُصنف السادسة بين لغات العالم من حيث عدد المتحدثين. تمتد المناطق الناطقة بالعربية لتشمل الدول العربية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى الجاليات العربية في مختلف أنحاء العالم.
في حين يتنصل العرب من عروبتهم، ويتكلمون غير لغتهم؛ نجد غير العرب يقبلون على العربية، حيث تشهد اللغة العربية إقبالاً متزايداً من غير الناطقين بها للتعلم، سواء لأغراض ثقافية، أو دينية، أو أكاديمية. يُظهر العديد من الإحصاءات أن هناك أكثر من 30 مليون شخص غير ناطق بالعربية يتعلمون هذه اللغة في مختلف أنحاء العالم.
وفقاً لتقرير أعدته منظمة اليونسكو، زاد عدد الطلاب الذين يدرسون اللغة العربية في الجامعات الأوروبية والأمريكية بنسبة تزيد على 50 % في السنوات الأخيرة. بالإضافة إلى ذلك، أصبحت عدة مؤسسات تعليمية تقدم برامج تعليمية متخصصة لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، مما يسهل عمليات التعلم والوصول إلى اللغة.
إن اللغة العربية ليست فقط لغة القرآن الكريم، بل هي لغة تحمل في طياتها تاريخاً عريقاً وثقافة غنية.
ومع الزيادة المستمرة في عدد المتعلمين على مستوى العالم، يبقى الحفاظ على اللغة من واجب كل فرد يتحدثها، فهي مفتاح للفهم والتواصل بين الثقافات المختلفة.
لقد وردت كلمة العربية في القرآن الكريم 11 مرة وهي محفوظة بحفظ الله تعالى لكتابه، قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).
نحن لا نحتاج يوماً للعربية؛ بل نحتاج العربية أن تكون دوماً.