د.مساعد بن سعيد
(1)
لابد من تعميق دور الثقافة معرفة وتربية وأمانة ومصداقية لما لها من أثر في تطوير الذائقة وتهذيب النفس وتوسيع المدارك والملكات الفكرية والإبداعية.
وحري بالإنسان العاقل أن يتوقف عند نهاية كل عمل يقوم به ولو للحظات ليراجع ويتأمل! فالأهم أن نؤثر بأعمالنا وصدقنا وفنوننا وثقافتنا وتراثنا وإعلامنا بما ينفع ويطور ويبني ويغير نحو الأسمى، وعجبًا مِن اللاهثين خلف سراب الوهم ووهم الحقيقة وأقنعة الخداع ثم لا يجدون في نهاية المطاف إلا شهرة زائفة ونجاحا مزيفا!
(2)
الإبداع الحقيقي يتطور وفق تطور العمل ذاته، وتطور وسائله وأدواته، وهذا ما نفتقده في مجالات عدة، ولعل من غرائب الأمور أن النماذج الإيجابية المشرقة المبدعة الصادقة الإيجابية موجودة فلم الحرص على تقديم النماذج السلبية التي سببت لنا التراجع والمواجع؟!.
نحن في عالمنا العربي فاشلون في معاملة المبدعين، وأصحاب المواهب الحقيقية والإنجازات متميزة، وعلى الرغم من أن عالم اليوم لايعترف إلا بالقادرين على العطاء والإبداع والابتكار إلا أننا نجد الاهتمام بالقشور وتلميع الفاشلين حتى باتوا للآسف من النخبة!
لذلك نحن بحاجة إلى تسليط الأضواء على الإبداع الحقيقي والقيم الصادقة ومواطن الجمال السامية والأعمال النافعة الهادفة.
(3)
الإدارة والقيادة فن بشكل عام في جميع المجالات، وخاصة الإبداعية منها؛ فهي بحاجة إلى مد جسور التآخي والمحبة بين العاملين في تلك المجالات لأن ذلك سبيل الرقي والتقدم والنجاح، وحتما يظل الحافز في أي عمل هو توأم الأمل والعين الأخرى التي تكحل منظومة الرؤيا لغد قادم ومستقبل مشرق بإذن الله في ظل بيئة عمل عادلة، وكفاءات وطنية بارعة.
(4)
إذا اجتمعت الممارسة والثقافة والعلم ثم توجت بالمصداقية والتنوير والفهم بلغ أهل الإعلام والصحافة مقام صاحبة الجلالة وتمكنا من السلطة الرابعة.
(5)
للآسف في زمن الماديات تتوارى جميع العواطف ويموت ألف إحساس فوق محطات الحيرة! نراها باتت ظاهرة قد طفت في الفترة الأخيرة بشكل مألوف وصادم، فلا وقت للحب في زمن المحمول وبرامجه!
وفي ظل كل ذلك أحمل روحًا حالمة شغوفة تشتعل أملاً وتفاؤلاً وطموحاً.
تحلم بعالم فوق السحاب
عالم كله نابض بالحب
يزيد الفؤاد أشواقه، ويزيد الفجر إشراقه..
ابحث فيه عن مكان للأمان وأمان للمكان، عن دفء المشاعر، وصدق النبضات،
حيث يغدو الكون أكثر بهاء ونقاء، وأردد أنشودة الحب والجمال والسعادة:
عندما يتعانق عندي الهوى والطموح
هوى المحب.. ومجد الطموح
أجدكِ الوحيدة التي أتنفس معها النقاء
أنتِ وحدكِ الغالية نبضًا وفكراً إيجابية وإنسانية ولا أحد مثلك.
فالقلب الذي لا ينبض بالحب لايعرف آهات الحياة.