إبراهيم البابطين
يُعد الشيخ عبدالعزيز بن سعود البابطين -رحمه الله- قامة استثنائية في عالم الثقافة والعطاء الإنساني. لم يكتفِ بكونه رجل أعمال ناجحاً، بل سخر حياته ليكون مؤسسة تنويرية تهدف إلى تعزيز الهوية العربية ومد جسور التواصل بين الأمم.
ومن خلال «مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية»، رسخ الشيخ عبدالعزيز قناعة بأن الكلمة الطيبة تصنع المعجزات، وأن الشعر هو ديوان العرب، فدعم الشعراء وعقد مؤتمرات السلام، مؤمناً بأن الثقافة هي الركيزة الأساسية لبناء الحضارات، وأن الحوار هو السبيل الأمثل للتقارب بين الشعوب.
برحيله في 12 ديسمبر 2023، فقدت الأمة العربية أحد أبرز رواد نهضتها المعرفية، لكنه ترك إرثاً خالداً جعل منه رمزاً للعمل الثقافي الخالص لوجه الإنسانية، و»صرحاً للأدب» كما وصفه النخبة من المثقفين العرب.
ولم ينقطع هذا العطاء بوفاته، فقد تسلم الراية ابنه البار الشيخ سعود بن عبدالعزيز البابطين -حفظه الله- ليكون خير خلف لخير سلف. تولى الشيخ سعود رئاسة مجلس أمناء المؤسسة، واضعاً نصب عينيه ليس فقط الحفاظ على هذا الإرث العظيم، بل تطويره ليواكب العصر ويعزز حضور المؤسسة عالمياً.
وقد تجلى ذلك في إدارته لأنشطة المؤسسة المتعددة، وكان من أبرزها افتتاح «المنتدى العالمي الثالث لثقافة السلام العادل» في القاهرة في فبراير 2024. يواصل الشيخ سعود اليوم المسيرة برؤية حكيمة تجمع بين الوفاء لنهج والده وبين التطلع للمستقبل، لضمان استمرار المؤسسة كمنارة عالمية للسلام والحوار وقيم التسامح.
رحم الله المؤسس العم عبدالعزيز البابطين، ووفق ابنه سعود وإخوته لمواصلة مسيرة الخير والنماء.