أحمد المغلوث
سألني أحد المتابعين لرسوماتي الكاريكاتورية، خاصة التي تجسد الزوج وهو يشارك في أعمال البيت: هل تستمد أفكار رسوماتك الساخرة هذه من واقع تعيشه أم انها مجرد أفكار عامة.
فأجبته: إنها أفكار عامة وليست بالضرورة تكون وليدة واقع معاش وإنما هي وبصورة عامة ظاهرة تكاد تكون موجودة في كل المجتمعات خاصة في الدول التي باتت تعتمد على المشاركة بين الزوجين في تدبير حياتهم الزوجية، وإذا استثنينا المجتمعات الخليجية وبعض الدول العربية التي باتت تعتمد على وجود خادمة بينهم بل أكثر فدول العالم لا توجد في بيوتهم أو مساكنهم عاملات يقمن بمهمة الأعمال المنزلية وبالتالي نجد في مثل هذه المجتمعات هناك من يتشارك القيام بهذه المهام الزوج والزوجة إلا ما رحم ربي، ولفئات محدودة وهم الأثرياء. ومازلت أذكر أن رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر كانت تقوم بكل شيء في شقتها بل قامت أيضا بطلاء الشقة بنفسها.. وأمثال السيدة تاتشر ملايين في مختلف دول العالم، ولا يعني هذا أن المرأة هنا يجب أن تقوم بأعمال من المفروض أن يقوم بها الرجل لا المرأة خاصة في الأعمال التي تتطلب بذل جهد كبير، ومع هذا لقد أثبتت المرأة في بلادنا أنها قادرة على العمل في العديد من المجالات التي رأتها الدولة مناسبة لها فها هي تثبت جدارتها وتميزها في مختلف المواقع والمجالات الاقتصادية والسياسية والفنية.
ومن هنا ومع خروج المرأة إلى عملها كل يوم بات باستطاعتها أن تكون لديها عاملة منزلية تساعدها في القيام بما يحتاجها منزلها من خدمات أكان في الاهتمام بأطفالها الصغار أو التدبير المنزلي، يهذا نجد كثيرين من الأزواج الشياب لا يترددون في المساهمة والمساعدة في أعمال عشهم الزوجي، خاصة عندما يكونون خارج الوطن للدراسة، فكم هناك من أزواج حققوا نجاحات في دراستهم وحياتهم الزوجية باعتمادهم على أنفسهم بدون عاملة أو حتى طلبات «دلفري».
هؤلاء وأولئك كلهم في طليعة أبناء وبنات الوطن الناجحين وهم قدوة للتعاون والمشاركة الزوجية الناجحة والمتميزة.. وفي وطننا الكبير والذي أنعم الله عليه بخير كثير وقيادة تحسن التفكير والتخطيط والتقدير فلقد أتاحت الفرص المختلفة التي تساهم في التخفيف من أعباء الحياة الزوجية عبر توفير المسكن المناسب والتأشيرات المختلفة لاستقدام العمالة، والتي لاشك أن بعض الأسر بحاجة إليها خاصة إذا من الله على الزوجين بأطفال؛ ففي كل مدينة توجد دور للحضانة ولكن من الضروري مراجعة أسعار هذا الدور فهي مرتفعة بل هناك دور كالمدارس الخاصة أسعارها بالمقارنة بأسعارها في دول أخرى مرتفعة جداً، والحمد لله توجد مدارس حكومية ساعدت على استقطاب أبناء وبنات من يرغب في إلحاق أطفالهم فيها.. شكراً وطني.