ناصر زيدان التميمي
الوظيفة في جوهرها ليست جمعية خيرية، بل هي عقد لتبادل القيمة الاقتصادية. تأسست المؤسسات لتحقيق أهداف محددة، أولها الاستدامة والربح. الشركة تدفع لك راتباً كاستثمار مقابل القيمة والنتائج التي تُضيفها إليها، وليس من باب الإحسان.
ينبع سوء الفهم عندما يخلط الموظف بين ولائه وجهده وبين ضرورة تحقيق نتائج ملموسة. فمعيار البقاء والنمو في بيئة الأعمال هو الفعالية والكفاءة، وليس مجرد الانشغال أو سنوات الخدمة.
مع ذلك، فإن نفي صفة الجمعية الخيرية لا يعني التخلي عن الإنسانية. الشركات الناجحة تستثمر في رفاهية الموظف وبيئة العمل الجيدة، ليس كصدقة، بل كإستراتيجية ذكية لزيادة الإنتاجية وتقليل التكاليف. إن معاملة الموظف بكرامة واحترام هي أفضل استثمار اقتصادي.
خلاصة الأمر: الوظيفة هي تبادل للقيمة المهنية؛ يجب أن تُدار بمنطق الأعمال، وتُنفذ بروح إنسانية عالية.