بدر الروقي
نتعجبُ كثيراً مما يرتكبهُ المتهورون، ويقدِمون عليه من سرعة جنونية قاتلة أثناء قيادتهم للمركبات سواء في الأحياء المكتظة أو في الطرق العامة.
ويجدون منا ما يجدون من سخط وحنق؛ بسبب هذا الطيش المقيت.
استهجاننا يعتبر ردة فعل - مقابِلة - وطبيعية بل هي الأصل لكل مخالف يخرق النظام ويتجاوز القانون.
تعودنا في كل مرة أن نرمي سهام نقدنا باتجاه مرتكبي هذا التصرف، وفي الوقت نفسه - نغفل ونتغافل - عن فئة هي أشد تهوراً، وأرعن تصرفاً. ليس من ناحية الخطر فحسب، بل من حيث حتى المبدأ.
أولئك الذين «يتوانون» ويتباطؤون أثناء اقتنائهم وقيادتهم لهذه المركبات في الطرقات المفتوحة معرضين أرواحهم وأرواح غيرهم للهلكة؛ بسبب هذا التبلّد
واللا مبالاة.
فهل أصبحنا -كمجتمع - شركاء في هذا الخطأ؟
خاصة حينما ندعم ونستخدم مقولة:
(في التأني السلامة) ونضعها في غير مكانها اللائق؛ إذ لا وجود لها في عالم وقانون قيادة المركبات الذي يؤكد بأنه كما» في العجلة الندامة «فإن «في التأني الملامة».
ولأجل ذلك عملت وزارة الداخلية متمثلة بإدارة المرور على فرض غرامة - مالية - لمرتكبي هذا التصرف.
ثم لنسأل أنفسنا بكل صدق وتجرد لماذا نختزل - كمربين ومسؤولين - موضوع التوجيه في كلمة (لا تسرع - لا تتعجّل) دون الأمر (بلا تتأنّى - لا تتباطأ) بالشكل المخالف عندما نوجه أبناءنا أو -من نحب- أثناء قيادتهم للمركبات؟!