فهد المطيويع
لا يخفى على أحد أن الرياضة عمومًا، وكرة القدم على وجه الخصوص، تمر بطفرة كبيرة ودعمٍ غير محدود، بهدف التطوير ورفع مستوى كرة القدم السعودية، حتى أصبح دورينا واحدًا من أكثر الدوريات متابعةً على المستويين الإقليمي والدولي.
ملايين -بل مليارات- تضخ لتحقيق هذا الهدف الطموح، وصناعة منتج كروي يليق بحجم الإمكانات والرؤية. المحزن في الأمر أنه، وبعد كل هذه الجهود المبذولة لإنجاح هذا المشروع، لا تزال هناك محاولات -مباشرة أو غير مباشرة- لإعاقة التقدم في الاتجاه الصحيح، إما بسوء إدارة، أو بقلة استيعاب لحجم المهمة، والأدوار المفترض أن يقوم بها شركاء هذا المشروع.
في الواقع، تفاجأ الوسط الرياضي بخبر إيقاف نادي النصر وبعض الأندية الأخرى عن التسجيل خلال الفترة الماضية، بسبب مديونيات متعلقة بحقوق لاعبين. خبر كهذا عكس حجم اللامبالاة تجاه الجهود المبذولة لإنجاح المشروع، وأثار الكثير من علامات الاستفهام ، كيف يمكن لنادٍ أن يؤخر حقوق لاعبين، أو يتجاهل جدولة مبالغ متفق عليها، ليصل الأمر إلى حد الإيقاف والمنع؟ وهو قرار سيكون له بلا شك صدى واسع في الأوساط الرياضية، خاصة في ظل ما يشاهد ويسمع من أرقام فلكية تضخ في الأندية، لا سيما أندية الصندوق.
من الطبيعي أن يكون لما حدث تأثير مباشر على سمعة المشروع، وجهود القائمين عليه، بل وعلى مصداقية الخطاب الإعلامي المصاحب له.
وهنا لا أتحدث عن الأندية التي لا تحظى بالدعم ذاته، بل أتساءل: كيف وصلنا إلى هذا الوضع للنصر بالرغم من كل هذا الدعم وهذه الملايين ؟
وأين غاب نظام الحوكمة والشفافية، وكل ما وضع أساسًا لتلافي مثل هذه الإشكالات؟ بصراحة، ما حدث وضع مخجل، سببه سوء إدارة وإهمال، وأشخاص وضعوا في المكان الخطأ.
وأتمنى ألا نسمع مستقبلًا عن المزيد من قرارات المنع الدولي، حتى لا ينطبق علينا المثل الدارج: «كأنك يا أبو زيد ما غزيت».
وقفة
البداية الجميلة لمنتخب المغرب في البطولة الإفريقية تعطي انطباعًا واضحًا بأن «أسود الأطلس» عازمون على المنافسة بقوة على اللقب.
أداء مميز، توازن ذهني وبدني لافت، وخبرات دولية حضرت بهدوء لتجاوز التنظيم الدفاعي لمنتخب جزر القمر.
مبروك لمنتخب المغرب هذا الانتصار الجميل، وبشكل عام نحن على موعد مع بطولة تحمل في طياتها مستويات راقية، ترتقي بذائقة الجماهير المتعطشة لجمال كرة القدم الإفريقية.