علي الخزيم
يستذكر العالم نعمة الأمن والاستقرار والوئام الاجتماعي بيوم محدد في العام بمناسبة (اليوم العالمي للشرطة)، ونحن هنا -ولله الحمد- بمملكتنا الغالية منذ تأسيسها على يد البطل المُظفَّر الموحد الملك عبد العزير بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله- ننعم بأمن وارف يشهد به كل مُنصِف يقول الحق، وتتحدث عنه المجتمعات عبر وسائلها الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي؛ وكل من زار مملكتنا الآمنة المستقرة للعمل أو السياحة والاستجمام، وعلى امتداد عهود ملوك المملكة -حفظها المولى وأعزها- إلى عهدنا الزاهر عهد رائد النهضة المباركة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده المُلهم ما زلنا ننعم بنعمة الأمن بجوانبها المتعددة.
وتشارك المملكة مُمَثَّلة في وزارة الداخلية وقطاعاتها مشاركة فعالة بيوم الشرطة العربية (18ديسمبر) وكذلك اليوم العالمي للشرطة، ويؤكد مدير الأمن العام بهذا الشأن:(أن يوم الشرطة العربية يُجسّد معاني التضحية والواجب، ويُبين الدور المحوري الذي تضطلع به الأجهزة الأمنية في حفظ الأمن والاستقرار، وما تحقق من تطور نوعي في العمل الأمني لمواجهة التحديات وتعزيز الطمأنينة في المجتمع) مشيرًا إلى أن الاحتفاء بهذه المناسبة ينبع من الإيمان بأهمية توحيد الجهود العربية والدولية وتبادل الخبرات والشراكات الأمنية لمواجهة مخاطر الجريمة ولبناء منظومة أمنية مستدامة بكفاءة ومهنية عالية.
بدوره يؤكد الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، بمناسبة يوم الشرطة العربية بقوله:(نستذكر المعاني والدلالات الكبيرة لهذا اليوم؛ ونتوجه بعيون مليئة بالتقدير والعرفان إلى هذه الفئة الاجتماعية التي نذرت نفسها لخدمة الناس وتأمين راحتهم وسلامتهم والحفاظ على أرزاقهم وممتلكاتهم)؛ وهنا بالمملكة خاصة نستذكر دومًا ما لرجال الأمن البواسل من جهود كبيرة مشكورة لحفظ الأمن وسلامة المواطن والمقيم، ومكافحة الجريمة بأشكالها وصنوفها كافة، وما بذلوه من تضحيات كبرى لمكافحة الإرهاب وترويع الآمنين، وبالتأكيد: هي جهود لا تنساها الأجيال إذ إنها مسجلة ومُدوّنة بذاكرة الوطن والوثائق الرسمية المعتبرة؛ فلهم كل الشكر والعرفان من الجميع! وبهذه المناسبة تَحسُن الإشارة باختصار إلى نشأة نظام الشرطة بالدولة الإسلامية إذ تقول كتب التاريخ أنها بدأت بما كان يسمى (العَسَس) في عهد النبوة والخلفاء الراشدين لحفظ الأمن ليلًا؛ إلى أن تطور بالتَّدرج بعهود الخلافة الراشدة ليصبح جهازًا منظمًا مِن مهامه الحفاظ على مقاصد الشريعة (الدين، النفس، العقل، النسل، المال)، وزاد تطورًا بتطور الدولة الإسلامية واتساع حدودها؛ واستجابة للظروف التي أدت لتعميم هذا النظام في الأمصار الإسلامية، وبعد عهد النبوة الشريفة وحين انطلقت الفتوحات في عهد الخليفة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- خشي مِن بعض المُحيطين بالمدينة المنورة فأقام الحراسات (الشُّرطية) بمواقع لحماية المدينة بغياب جيش الفتح الإسلامي عنها؛ ويُعَد الفاروق عمر بن الخطاب من وضع اللبنة الأولى للنظام بشكل مُعمق و أكثر ترتيبًا، واستمر التحديث والتجديد في العهود الراشدة وما بعدها.
فمنذ صدر الإسلام إلى يومنا الحاضر وحدودنا -ولله الحمد- تشهد أنظمة وإجراءات قد نكون السابقين إلى كثير منها، وفي عهدنا الحاضر -بظل القيادة الراشدة- لنا باع طويل بتحقيق الأمن تسجله الأرقام والمعلومات، فلله الحمد من قبل ومن بعد.