د.عبدالعزيز الجار الله
إطلاق وجهة «مسار» بمكة المكرمة الأربعاء 17 ديسمبر، 2025 حافلات النقل السريع الكهربائية، يعد نقلة في حركة المواصلات بالمملكة، ونمط جديد يلغي التاريخ القديم ويوقفه، حين كانت الشوارع والطرق المحيطة بالحرم تعج بالسيارات الصغيرة وشاحنات النقل الكبيرة منها الباصات التي تملأ محيط الحرم بالعادم والدخان والتلوث، يتضرر منه السكان والحجاج والمعتمرون ومدينة مكة المكرمة نفسها، حتى أصبح التلوث سمة تشتهر بها مكة. وبالتالي مع الحافلات الكهربائية ستختفي بإذن الله الصورة التاريخية لزحام ممرات وشوارع الحرم.
وتأتي مبادرة الحافلات الكهربائية ضمن جهود شركة أم القرى للتنمية والإعمار، المالك والمطور لوجهة «مسار» بمكة المكرمة، وبالتعاون مع شركة «إلكترومين» المتخصصة في حلول التنقل المستدام والطاقة المتجددة.
فهي أول شبكة حافلات كهربائية تعمل بنظام النقل الترددي السريع (BRT) في السعودية والشرق الأوسط، دعماً للاستدامة البيئية وتطوير منظومة النقل الحضري.
وهذا يتوافق مع مستهدفات «رؤية السعودية 2030».
مشروع مسار مكة والواقع غربي الحرم ويربط بين الطرق الدائرية الثلاث هو في الواقع جادة سكنية وتسويقية تؤدي وظيفة حيوية للحرم المكي تتمثل في سحب المنطقة المركزية لأكثر من (3) كيلومترات وهو طول مشروع مسار مكة، وعند الانتهاء تماما من المشروع تكون مكة في هندسة جديدة لربما تتيح المجال في استيعاب اعداد كبيرة جداً من الحجاج والمعتمرين والزوار والسياح التاريخيين الذين يرغبون في استجمام نفسي وعاطفي في مشاهدة الإعمار الحديث والأماكن التاريخية في مكة دون أن يكونوا في دائرة الزحام والاختناق المروري. إذن مسار مكة يقدم ثقافة جديدة للزوار بعد أن يؤدوا الواجبات الدينية في الحرم ينتقلون عبر الحافلات أو القطار المترو الجديد أو مشياً على الأقدام إلى المقر والإقامة في مسار مكة وهناك جميع المتطلبات والمرافق من فنادق وأسواق مركزية ومستشفيات وتسوق ومطاعم دون أن يكونوا في وسط المنطقة المركزية ذات الاكتظاظ والزحام.
أما الأرقام الإحصائية التقديرية والمنافع من تشغيل الحافلات الكهربائية فهي على النحو التالي:
- يبلغ طول مسار الخدمة للحافلات الكهربائية حوالي 4 كيلومترات، ويربط بين محطة قطار الحرمين السريع والمسجد الحرام، ويتضمن محطتين رئيسيتين و11 محطة توقف موزعة على طول الخط.
- تخدم ما يصل إلى 125 مليون راكب على مدى عمره التشغيلي، مع تقليص زمن الرحلات بنسبة تصل إلى 50 في المائة، وتخفيف الازدحام المروري.
- تقطع الحافلات الكهربائية ما يزيد على 15.8 مليون كيلومتر خلال فترة تشغيلها، مما يساهم في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الذي كانت تصدره الحافلات التقليدية.
يأتي هذا في إطار دعم التحول نحو وسائل نقل صديقة للبيئة التي عملت عليها وزارة الطاقة عبر الطاقة النظيفة ولسنوات طويلة، وتعزيز جودة الحياة في المناطق ذات الكثافة العالية، وهذا من مستهدفات رؤية السعودية 2030.