الهادي التليلي
الصناعات الترفيهية التي تطورت بشكل لافت بحكم استفادتها من علوم السيبرنيتيقا ومن مجالات الذكاء الاصطناعي ومن تطور الصناعات الروبوتية ومن علوم الإنسان ومجالات الخيال العلمي وتحول من مسار اجتماعي إلى قطاع اقتصادي أساسي لدى عديد الدول المتطورة.
فالترفيه صار صناعة جد مربحة في مختلف مجالاتها، بل وتركزت مناطق صناعية مختصة في أنشطة الترفيه وصار الترفيه معادلا للتنمية، فكلما ازدهرت صناعة الترفيه كانت البلدان المنتجة لهذه الصناعة متوفرة على حد أدنى من التطور والنماء؛ فصناعة السينما مثلا أو صناعة ألعاب الأطفال تدر بمداخيل خرافية على البلدان التي هي فيها، وقبل ذلك على المستثمرين في القطاع.
فلو نظرنا إلى لغة الأرقام نجد صناعة الترفيه توفر 2 تريليون دولار سنويا وتمثل 6 بالمائة من الدخل القومي الأمريكي وعدد العاملين في قطاع الترفيه 2.5مليون شخص في حين نجد في الهند البلد الذي يعتبر السينما من مرتكزات اقتصاده يشغل أكثر من 6 ملايين عامل في السينما وحدها، الذي يطرح نفسه ماهي المحطة التي تأتي في حيز التنامي بعد سقف صناعة الترفيه والجواب هو التعميد بمعنى صناعة التحكيم والاعتماد في مجال الترفيه وتقييم تصنيف مدى تطور وصلاحية المنتج الترفيهي؛ فصناعة محتوى تعميد المنتج الترفيهي مرحلة تنتمي إلى اللحظة البعدية، فأن تصبح قطبا في مجال الأنشطة الترفيهية أمر جيد، وأن تصبح من أقطاب صناعة الترفيه مسألة أميز، وأن تصبح المعمد والمصنف والمتحكم في سوق الترفيه العالمي وبورصته من خلال ختم التعميد ذي المصداقية الكونية، والتي تسمح بتسويقه على أوسع نقاط فهذا أمر ليس في متناول الجميع ويحتاج إلى الكثير الكثير من الجهد والسمعة في المجال، وجودة المقاييس المعتمدة والتي يتوجب أن يكون الاتفاق عليها على أوسع نطاق مراكز تقييم وتعميد المنتج الترفيهي يفترض أساسا أن تكون مرجعا دوليا في المجال والتعميد لا يعني الجودة، وإن كانت الجودة جزءا بسيطا وجب توفره في المنتج المقدم للتعميد.
عوائد صناعة مراكز التعميد خرافية لأنها تعطي القيمة المضافة للمنتج الترفيهي المعتمد كما تعطيه أيضا قيمة سوقية تفوق أحيانا قيمة المنتج الترفيهي، ولتأسيس هذه الصناعة المتجاوزة لصناعة الترفيه وجب استقطاب أميز الخبرات العالمية في القطاع سقف العالم في المجال.
فلو نظرنا إلى قطاع السيارات: هل تحتاج مرسيدس أو بي ام دبليو أو رويسرويس للآنسة بلوندي حتى تقول للعالم إنها الأفضل، ونفس الشيء بالنسبة لصناعات الترفيه لا تحتاج إلى ذراع تسويقية ولكن إلى اعتماد صناعي يعطي المصداقية والثقة لدى الجميع.
وكما قلنا هي تستثمر في أعلى الخبرات في العالم مع أرقى وسائل التقييم والاختبار ويعد ختمها مرجعيا ومعترفا به لدى القاصي والداني؛ لذلك ونحن نؤسس لصناعة الترفيه نضع نصب أعيننا صناعة تعميده وبناء محتوياته.
ويستوقفنا هنا مهرجان كولن الألمانية لصناعة محتويات ألعاب الأطفال وعوائده الخرافية
المرحلة التي ستكون المحطة الموالية في مسار عالم الترفيه هو بناء منظومة تعميد الترفيه وتأسيس بورصة للصناعات الترفيهية والتحكم في سوقه؛ فبورصة الصناعات الترفيهية أصبحت ضرورة ملحة بعد أن فرض القطاع الترفيهي نفسه في السوق العالمية.
فلِمَ لا.. إنشاء بورصة عالمية للصناعات الترفيهية في المملكة العربية السعودية قبل حلول 2030 خاصة وأن كل اشتراطات إنشائها صارت متوفرة؟!