د. مساعد بن سعيد آل بخات
تتنافس مؤسسات المجتمع فيما بينها لتحقيق أهدافها التي تم وضعها في الخطط الإستراتيجية لتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030م نحو وطن طموح ومجتمع حيوي واقتصاد مزدهر.
وتعد الجودة من الأمور التي تحرص على وجودها كل مؤسسة تعليمية من خلال تشكيل لجنة خاصة بالجودة في المؤسسة التعليمية ويكون لها خطة محددة وأهداف واضحة تعمل على تحقيقها خلال فترة زمنية معينة. وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف على إتقان العمل، والذي يعد أحد مفاهيم (الجودة)، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه).
فلماذا تحتاج المؤسسات التعليمية للجودة؟
إن المؤسسات التعليمية بحاجة إلى الجودة من أجل التغيير وتحسين فرص العمل، فالتغيير كفيل بجلب الفرص، ولنتذكر: المؤسسة التعليمية التي لا تتغير فهي تتقادم. فمن مزايا التعليم الفنلندي «إعداد معلمين لمهنة قائمة على البحوث» ليستفاد منهم فيما يأتي:
أولًا: تخطيط المناهج الدراسية.
ثانيًا: تقويم نتائج التعليم.
ثالثًا: إدارة عملية التحسين المدرسي (الجودة في التعليم).
رابعًا: تشخيص مشكلات البيئة المدرسية، مع وضع حلول لها.
فماذا يقصد بالجودة؟
الجودة هي فعل الشيء الصحيح من أول مرة وفي كل مرة مع التحسين المستمر.
وللجودة أربعة مراحل تمر بها وهي كما يأتي:
أولًا: التخطيط Plan بجمع المعلومات عن المشكلة الموجودة في المؤسسة التعليمية وتصميم خطة للتحسين متضمنة معايير تقييم تنفيذ الخطة.
ثانيًا: التنفيذ Do بشكل متدرج على الواقع وفق الخطة التي تم كتابتها.
ثالثًا: افحص Check برصد مدى فعالية التطبيق مع تقويم الأداء لتحقيق أفضل النتائج.
رابعًا: باشر Act باتخاذ الإجراءات المناسبة لتنفيذ التغييرات وإدراجها في الخطط القادمة.
وما ينبغي التأكيد عليه بأن هناك علاقة وثيقة بين الجودة والإدارة أو القيادة، لأن الجودة تتأثر بالإدارة أو القيادة، من حيث: هل الإدارة أو القيادة داعمة للجودة وتمنحها صلاحيات ومجال واسع للعمل أم لا؟ وبناءً على ذلك يتحدد هل الجودة فاعلة في المؤسسة التعليمية أم لا؟. كما ينبغي على مسؤول الجودة في المؤسسات التعليمية أن يكون متفائلًا، لكي يقوم بتوعية أفراد طاقم العمل في المنشأة بأن هناك فرصة لتحسين العمل، لشحن الهمم ورفع المعنويات، وصدق القائل: تفاءل لتجد فرصة في كل صعوبة، ولا تتشاءم فتجد صعوبة في كل فرصة.
ويبقى السؤال الأهم متى تتحقق الجودة في التعليم؟
تتحقق الجودة في التعليم حينما يكون حماس الطلاب والطالبات عند الحضور إلى المدرسة يوازي حماسهم عند الخروج منها، ولتحقيق ذلك ينبغي تحقيق ما يأتي:
أولًا: أن تكون البيئة التعليمة جاذبة للطلاب والطالبات، بتجهيز المختبرات بالأدوات، وتزويد المعامل بالحاسب الآلي، وتفعيل مراكز مصادر التعلم، ووضع سبورات ذكية في الفصول، وتشجير الممرات والفناء الخارجي ..إلخ.
ثانيًا: اختيار قادة المدارس بناء على الكفاءة والقدرة على التكيف مع بيئة العمل والتغلب على العقبات.
ثالثًا: وجود علاقة وثيقة يسودها الحب والشغف بين المعلمين ومهنتهم، فإذا حب المعلم مهنته كمعلم يؤدي رسالة عظيمة فإنه سيتجاوز العقبات ويضع الحلول ويبدع ويبتكر.
رابعًا: استخدام المعلمين والمعلمات لإستراتيجيات تدريس متنوعة بما يحقق أهداف الدروس ويضمن تحفيز الطلاب والطالبات على الفهم والتفاعل مع الدروس.
خامسًا: تكثيف الحصص الدراسية في تدريس اللغة العربية، الرياضيات، العلوم، فأسئلة الاختبارات الدولية مثل: Timss, Pirls, Lisa تختبر الطلاب والطالبات في هذه المواد دون سواها.
سادسًا: التركيز على الكيف وليس الكم، فليس المهم أن يتم تدريس طالب في صف أول ابتدائي تسعة مواد مثلًا بقدر التركيز على تدريسه المواد الأساسية لكي يتخرج الطالب من صف أول ابتدائي وهو يجيد الحساب وتهجئة الكلمة لقراءتها والكتابة بخط واضح وجيد.
ختامًا..
تسعى الجودة إلى تحسين فرص العمل.