أحمد بن عبدالرحمن آل سحمان
- عندما أهيم بخيالي وأبحث في سراديب أفكاري وأنقي أحرفا لكي أكون منها كلمات ومن الكلمات جملا ومن الجمل أسطرا، ومن الأسطر صفحات عندها يكتمل شيء ما يجول بخاطري.. فيأيها القلم قد تم ذكرك بالقرآن لعظم شأنك فما أنت إلا أداة تترجم لصاحبها.
- فيا أيها القلم إني قابضك بين أصابعي فكأن بك روحا تتحرى ماذا أقول لك، فأكتب بك سطرا تلو سطر، وأمحوا كلمه لا تروق لي وأكشف عن مخزون مكنون في أعماق فكري هذا أريد وهذا لا أريد، فكن القلم الذي يسرني ولا تكن قلما يقتلني.
- طفولتي بكبري، فكم تمنيت أنني لم أتجاوزها، وأن أظل محصورا بقوقعة طفولتي لا أكبر، وليس لي هم غير المرح وأقراني.. توالت السنون سنة تلو سنة فأصبحت بحاضر ليس كالماضي الذي ليس لي منه إلا الذكرى خزنت بتفاصيلها فأقلبها عند حاجتها..
- حاضري أجبرني على إثبات نفسي لتقول ما أنت صانع!، نعم، ماذا أصنع فقد توقفت عجلة الحياة أمامي، فعلي أن أصنعها لتعمل لي وحدي، أخذت أهم وأهم بشي لم أكن مدركا أنني سوف أجبر عليه في يوم ما، فما الحياة إلا وبها صعاب، فعلي أن أصنع من الصعاب بقدر إمكاناتي سيراً لحياتي.. فأدركت أنني أمام حياة فيها تحد ليس فيه رحمة، ولكي أثبت نفسي في خضم الحياة عليّ أن أضحي بشي أو ببعض شي أو أشياء بحياتي لكي أنال مبتغاي.
- الحياة كالبستان متنوع الزهور والروائح العطرة، فهذه وردة متفتحة وهذه زهرة تنمو، وهذه خضرة وهذه سواقي وهذه غابات بها كل ما يسر النظر، وهذه سماء يتخللها سحب وتتساقط منه قطرات ماء فتروي الأرض العطشى، وهذا ندا على ورق الأشجار وهذه طيور تحلق بالقرب مني وتود وأود أن أعانقها ولها أصوات تطرب مسمعي، وكل ما سبق لهو إيجابيات البشر بالحياة التي يشتاق لها القلب والعين قبل الجسد، فيكتسي الجسد براحة واطمئنان..
- وأما السلبيات في هذه الحياة لهي معول هدم للبدن والصحة، وكالأرض الجرداء ليس بها إلا أخاديد افتقرت إلى قطرات ماء لتروي عطشها، فنحن البشر بكفنا نبته نستطيع زرعها ونستظل بها ونتنعم بما أثمرت فتتغذى الروح منها قبل الجسد، وباليد الأخرى لبعض البشر معول هدم كلما هموا أو ضربوا الأرض به هدموا بصمة إيجابية قد أوجدها من سبقنا بزرعها للكل..