سليمان الجعيلان
في (27 أغسطس 2024 ) نشر نادي الهلال في حسابه الرسمي عبر منصة أكس الخبر المقتضب التالي: (أنهت شركة الهلال بيع المتبقي من عقد اللاعب سعود عبدالحميد لصالح نادي روما الإيطالي متمنيًا له التوفيق في تجربته الاحترافية ) والذي فتح الباب أمام الكثير من الاجتهادات الإعلامية والتأويلات الجماهيرية بسبب هذا الخبر المختصر وهذه الصفقة الغامضة بكل فصولها وتفاصيلها، بل وبجميع تبعاتها وتناقاضاتها، لاسيما أنه في البداية تم ترويج وتصدير احتراف سعود عبدالحميد صاحب الـ(26 عاماً) يأتي ضمن مشروع احتراف اللاعبين السعوديين في أوروبا.
ولكن ما حصل على أرض الواقع يتعارض ويتناقض مع هذا المشروع خاصة عندما أعلن نادي النصر في (02 يونيو 2025 ) بأنه تعاقد رسمياً مع لاعب المنتخب السعودي الشاب عبد الملك الجابر البالغ من العمر (21 عاماً) ولمدة أربع مواسم قادماً من نادي زيلجيزنيكار البوسني في صفقة وخطوة تدعم وتدفع للمزيد من الاجتهادات الإعلامية والتأويلات الجماهيرية حول صحة ودقة أهداف مشروع احتراف اللاعبين السعوديين في أوروبا، خاصة وأن تعاقد النصر مع عبدالملك الجابر جاء بعد ثمانية أشهر من انتقال سعود عبدالحميد من الهلال.
وبعيداً عن هذه التناقضات الواضحة، وهذه الغايات المزعومة من إخراج سعود عبدالحميد من فريقه الهلال وإحباط صناعة نجم سعودي كان الجميع يراهن عليه، بات السؤال الذي يفرض نفسه اليوم: أين سعود عبدالحميد الآن في مسيرة احترافه الأوروبي وتشكيلة منتخبه السعودي؟!.
الجواب يعرفه ويعلمه الجميع بأن تجربته الاحترافية في روما الإيطالي، ثم مع فريق لانس الفرنسي قد فشلت وإمكانية وجوده في تشكيلة المنتخب السعودي مع المدرب مانشيني سابقاً قد تضاءلت، ثم مع ريناد حالياً انتهت دون مبادرة أو مسارعة من أصحاب القرار لتصحيح هذا الخطأ لمصلحة المنتخب السعودي الذي على أعتاب مشاركة مهمة في كأس العالم 2026 وتحتاج القليل من الشفافية، والكثير من الشجاعة في الاعتراف بالخطأ أولاً والعدول عنه ثانياً لكي يدرك ويعي الجميع بان احتراف سعود عبدالحميد بالفعل كان غاية لتنفيذ مشروع احتراف اللاعبين السعوديين في أوروبا، ولكن لم يكتب لها النجاح، وقد دفع الهلال ثمنها فنياً ومادياً كثيراً، وأعتقد أنه آن الأوان الآن لتعويض الهلال.
ولذلك على لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي اليوم أن يكون لها موقف حازم وصارم أمام ما يتم تداوله وتناوله بان سعود عبدالحميد سينضم لنادي النصر في الفترة المقبلة على حساب تطبيق اللوائح والأنظمة التي تمنع وتردع الالتفاف عليها، سواءً من بعض الأندية أو بعض وكلاء اللاعبين حينها تكون لجنة الاحتراف بالفعل قد حققت مفهوم الشفافية في عملها ومهامها بكل أصنافه وأهدافه، وأغلقت باب الاجتهادات الإعلامية والتأويلات الجماهيرية بكل أنواعه وتبعاته، وأوقفت موضوع المزايدات على عمل اللجنة بكل أطيافه وتوجهاته وقطعت الطريق على محاولات التأليب والتحريض على مشروع احتراف اللاعبين السعوديين في الخارج بكل أشكاله وغاياته وفرضت تطبيق اللوائح والأنظمة بكل موادها وقوانينها على كل اللاعبين وجميع الأندية دون تمييز أو محسوبية لناد عن آخر.