محمد العبدالوهاب
لم تعد الأعذار مقبولة في ظل تراكم فشل المنظومة والتي كان آخرها إخفاق منتخبنا في البطولة العربية، والذي على أثرها ضجت منصات التواصل الاجتماعي بالتفاعل الجماهيري لتفريغ غضبها بعد خروج المنتخب من نصفها النهائي، مناشدة سمو وزير الرياضة بثورة تصحيحية لجميع المنظومات ومفاصل الرياضة من اتحاد ولجان وإدارات منتخبات وأكاديميات بعيداً عن المجاملات إذا أردنا التطوير بالنتائج والإنجازات، وللقضاء على ما تبقى من عواصف وخيمة قد تحل مستقبلاً برياضتنا وخصوصاً في كرة القدم.
شدتني كثيراً بعض التغريدات التي تجسد عمق تفكير وطموح أصحابها نحو ارتقاء الرياضة السعودية لمصاف العالمية من خلال تساؤلهم عن مخرجات أكاديمية (مهد) التي شيِّدت منذ 5 أعوام أو أكثر كمشروع وطني لاكتشاف المواهب الرياضية وصناعة أجيال من الأبطال، فما نشاهده اليوم بالفئات السنية وبمختلف الألعاب هم رجيع أندية وليست مخرجات أكاديمية! فليس من المنطق أن نعلق إخفاقاتنا دائماً على المدربين أو اللاعبين دون الاعتراف بالفشل الحقيقي في عجزنا عن إيجاد كوادر إدارية قادرة على تحقيق الأهداف من رؤى وإستراتيجيات وخطط رغم الدعم المالي السخي والكبير جداً من قيادتنا الحكيمة للقطاع الرياضي، بينما ذهبت الفئة الأخرى في تغريداتها إلى أهم العوائق التي حالت دون تطور رياضتنا وهي افتقارها للكفاءات الإدارية والفنية المتمكنة ثراءً وعمقاً بالخبرة والفكر الاحترافي، متسائلين: لماذا لا تتم الاستفادة منهم كخالد البلطان وفهد المدلج ونواف التمياط وحاتم خيمي وعبدالله المصيليخ وأحمد القرون وغيرهم.
امتداداً للحديث نفسه ومن حيث فشل بعض اللجان العاملة في الاتحاد والرابطة في تحقيق الأهداف الرئيسية للمشروع الرياضي السعودي خاصة للقضاء على ديون الأندية خارجياً لضمان بيئة رياضية احترافية جاذبة، أطلت برأسها من جديد قائمة 16 فريقاً ممنوعاً من التسجيل من بينهم 4 أندية من دوري المحترفين! تعكس لنا مدى الفوضوية والعبث دون مراعاة لسمعة الرياضة السعودية دولياً! هنا أتساءل: أين دور لجنة الاستدامة المالية وإشرافها المباشر على الجوانب المالية في الأندية لتحقيق التوازن للحد من الديون وتعزيز الحوكمة عبر مراقبة العقود وتسوية المستحقات والالتزامات المالية للمدربين واللاعبين والأندية؟!
آخر المطاف
قالوا: الأمس لم يذهب، بل انغرس فيك بكل ما فيه.