عثمان بن حمد أباالخيل
تلميحات كثيرة يعيشها الإنسان في كل يوم تُشرق فيه الشمس، تلميحات مهمة لكن الغالبية من الناس تهملها مع إنها مهمة وربما تكون مصيرية، تلميحات من الناس الذين يعيشون بالقرب منك، من المجتمع، من مكان عملك، من زوجك زوجتك، من صديقك صدِقتكْ، من زوج المستقبل من زوجة المستقبل، من تفاصيل علاقاتك في المجتمع وهناك تلميحات مهمة، تلميحات أنصح الجميع دون استثناء الانتباه لها والسماع لها ألا وهي الإشارات الجسدية (الجسد) الإيجابية والسلبية التي تدل على الاعتلال والعافية.
هناك من يفهم لغة التلميح وهناك من لا يفهمها، وهناك من يسيء الظن في لغة التلميح ويحولها إلى لغة تجريح، وفي معجم المعاني الجامع (كانَ تَلْميحُهُ واضِحاً: إِشارَةٌ تَنْبِيهِيَّةٌ لِشَيْءٍ مَّا) و(طريقة بارعة لإسماع شيء أو لإفهامه دون التعبير عنه بصراحة، وهو خلاف التصريح).
تُرى ما هو سبب استخدام الشخص للتلميح بدلا من التصريح؟ أترك الإجابة لكم.
وربما من تلك الأجوبة ترك الباب مفتوحاً للعودة للوراء حين يساء الظن ويقول (مو قصدي).
وكما ذكرت من أخطر التلميحات، إشارات الجسد حيث يصدر الجسد «إشارات بيولوجية» يعتبرها الباحثون مؤشرات واضحة تدل على الصحة والعافية، أو على حالات مرضية.
ومن تلك الإشارات (يعتبر التهاب اللثة مؤشراً على نقص حاد في فيتامين (سي) وتقلصات الأعضاء ليلاً يؤكد هذا المؤشر على وجود نقص في المغنيسيوم والبوتاسيوم، ويربط بعض العلماء بين انخفاض قدرة حاسة الشم وارتفاع احتمالية التعرض إلى خطر الإصابة بمرض الزهايمر، والشعور أن «ستار داكن» يغطي مجال الرؤية.
هذا الوضع يمكن أن يحدث بسبب انفصال الشبكية، والذي يحدث عندما تنفصل شبكية العين من الطبقة الأساسية للأوعية الدموية، هناك العشرات وربما المئات من الإشارات التي يصدرها الجسد وعلينا عدم تأخير اتخاذ قرار الفحص.
وهناك من الناس يُريد أنْ يُوصل رسالة لكنه يخشى من المواجهة فيقوم بالتلميح، والمشكلة التي يوجهها البعض حين تسمع: (وش قصدك) ربما فهم أو لا يريد أنْ يفهم، وهذا عكس القول (اللبيب بالإشارة يفهم)، أو كما يقال:(فهمها وهي طايرة).
للأسف، هناك من يقوم بالتجريح بالتلميح وهذا باب مفتوح على مصراعيه ويمكن التهرب منه حين يكون رد الفعل كبيراً وغير متوقع. لا بأس بالتلميح الحسن الطيب الذي يدل على حسن النيات، وتباً للتلميح السيئ الذي يخلق الحزازات والمشاكل وإشارات الجسد تسيء حين نتركها، وعلينا أنْ نسأل من يفهم تلك الإشارات.
فن التلميح، القليل من الناس يتقونه ولا يدركون أنها وسيلة تواصل غير مباشر تسمح بالتعبير عن الأفكار والمشاعر بطريقة ذكية وبعيدة عن زلات اللسان.
همسة
(لا تتجاهل تلميحات جسدك ولا تتغاضي عن تلميحات من حولك).