علي حسين (السعلي)
أيها الأحبة والمتابعون في كل مكان من مثقفين ومفكرين وقادة للفكر في دولة الأدب وجزيرة البيان من شمال الرياض إلى جدة البحر، وخير ما كل شيء يدعو للفرح أيها المسرح.
خير ما أبتدر به مقالي نسلّم عليكم رحمة من الإله سبحانه وبركة منه كل شيء يدعو للفرح في بلادي من غرب الإبداع إلى الجنوب، ومن شمال البرد والورد إلى شرقية الودّ، سأفرد ما أكتبه الآن كلمات وأسطراً وعبارات مسجوعة في أغلبها، فكل شيء يدعو للفرح أيها المسرح في الطريق أيها الصديق إلى منتدى المسرح بجمعية أدب جدة، مررت على البحر مسلّما وفي داخل قلبي عشقٌ مهيمن، أوقفت سيارتي وإذ بالنوارس فوق رأسي محلقاً والشمس تودعنا قرب شفق الغروب راحلة على أمل شمس جديد تشرق على جدة، وتغرس في كبد البحر أنفاس السلام، دفعتُ إطار مركبتي وسمعت أغنية كلماتها مهندس الشعر بدراً ومن حنجرة فنان العرب طرباً:
يا مركب الهند.. يابو دقلين
ياليتني كنت ربانك
واكتب على دفتك شطرين
اسمك حبيبي وعنوانك
ياليتني كنت ربانك
ترجّلتُ إلى أدبي جدة قرب العشاء وأنا أهيم بالنور من الماء إلى الماء، تواردت حواسي وابتسمت عيناي وامتلأ فؤادي بالفرج، يا هناي ضغطت مفتاح الدور الثاني وأنا في المصعد وروحي إلى لقاء الأحبة تصعد، كان أول من احتضنتني روحه قبل جسده مهندس ليلة المسرح فهد الأسمري الذي نثر الجمال في أرجاء المكان بفل لسانه وعذب منطوقه بداخله كاد وريحان، كان من ضمن الحضور المثقف البروفيسور عبد الله السلمي وله مني باقات زهر عطري، وبجانبه رائد القصة محمد علي قدس اجتمع الاثنان فعرفت أن ليلتنا عابقة بالأدب والفكر والتاريخ وكل من له حدس.
شاهدنا جميعاً الإبداع في مشاريع مسرحية عبر لقطات أبهرت وفي وجوه الجميع ورداً أثمرت خصوصاً تلك الأرجوان لها مستقبل حاضر وزمان مشبع بالدهشة يهز المكان، طلب مني رئيس المنتدى أن أتحدث ودون أن أعلم تكلمت عن النادي الأدبي بجدة نسيت أنه تحول إلى جمعية، مدحت من يستحق وعتبت على زمن الأندية وبي غصّة في القلب زالت حين توزعت الأسماء الفائزة متدلية من انسلال الماء غير متعدية، وهاجت بي الذكرى حين كنّا في زمن ياسر مدخلي ذاك الشاب الذي يمتلئ حيوية بالفرح، حين صافحت يداه مجلد المسرح، وفي ختام ليلتي ودعت الزمان وفي داخل رمشي عبرة هل أعود لهذا المكان؟!
سطر وفاصلة
إذا أردت أن تعرف هِمّة شعب مثقف فانظر اهتمام الجميع بفن المسرح.