الجوف - محمد السياط:
تجري حاليًا الاستعدادات على قدم وساق لإعلان افتتاح مشروع إنساني عملاق يحمل أسم (مدينة الدلما الإنسانية) في مدينة سكاكا بمنطقة الجوف والتي تكفل بها رجل الأعمال ورئيس مجلس الإدارة (الباذل) الأستاذ/ شافي بن فاحس الصقري، وهي مدينة متكاملة لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة من أجل مساندتهم ودعمهم صحياً واجتماعيًا ونفسيًا وتعليميًّا.
وتعد مدينة الدلما الإنسانية مشروعا متكاملا خُصِّص لرعاية وتمكين ذوي الإعاقة، ويقام على مساحة 50 ألف متر، ويضم 7 مبانٍ رئيسية ومرافق خدمية ومساحات خضراء وملاعب، وستكون هذه المدينة الإنسانية بمشيئة الله صرح إنساني خيري ليس على مستوى المملكة فحسب بل على مستوى العالم حيث تهتم بالأشخاص ذوي الإعاقة وتوفر لهم سبل الراحة والرعاية الكريمة والاهتمام بهم كفئة غالية في مجتمعنا تستحق العناية والتقدير.
اندماج واستقلالية
يهدف هذا المشروع العملاق إلى إيجاد بيئة اجتماعية وتربوية وترفيهية تتعاطى مع ذوي الإعاقة بما يتوافق مع رسالتها العامة والتنسيق مع الجهات الرسمية الإنسانية ذات العلاقة لتكوين أكبر قدر من التكامل والتعاضد مع الجهود المبذولة والخدمات المقدمة لتقديم خدمات التأهيل والتعليم والعلاج والدعم النفسي والاجتماعي لأكثر من 300 مستفيد مع إمكانية التوسّع لاحقًا، ويهدف المشروع إلى خدمة ذوي الإعاقة مثل طيف التوحد والإعاقات المتعددة، من خلال رعاية شاملة وبرامج تمكين تعزز الاندماج المجتمعي والاستقلالية.
الدلما حيث تكون الإنسانية
جاء تأسيس هذا المشروع وفق خطط استراتيجية ليكون مؤسسة رائدة، وقد تحوّل من حلم صعب إلى واقع بفضل من الله ثم رؤية السعودية 2030 التي دعمت إطلاق مثل هذه المبادرات الإنسانية، خصوصًا مع ازدياد حاجة الأسر إلى مراكز متخصصة دون الاضطرار للسفر خارج المملكة، ويجري العمل حاليًا في سباق مع الزمن بعد أن تم اختيار مدينة سكاكا بمنطقة الجوف للمشروع حيث من المتوقع تدشين الخدمة خلال العام القادم 2026م.
وتُعد «مدينة الدلما الإنسانية» نموذجًا تنمويًا حديثًا يقدم منظومة خدمات متكاملة تُسهم في تحسين جودة حياة ذوي الإعاقة وتمكينهم من الاندماج في المجتمع، مع خطط مستقبلية لتوسيع الطاقة الاستيعابية لخدمة المنطقة بشكل خاص وعموم المستفيدين منها وبشكل أكبر.
اتفاقية بين سخاء والدلما
في إطار جهود (برنامج سخاء) المستمرة لدعم التنمية المجتمعية، وترسيخًا لمفهوم العطاء المُستدام، وقّع البرنامج اتفاقية مشاركة مجتمعية لتنفيذ مشروع «مدينة الدلما الإنسانية» في منطقة الجوف، وذلك في خطوة تنموية تهدف إلى إقامة مشروع نوعي يُسهم في تأسيس بيئة شاملة ومتكاملة لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة بمختلف فئاتهم، بما في ذلك المصابون بطيف التوحد، والاضطرابات العقلية، والشلل الدماغي، والإعاقات المتعددة، وقد مثّل برنامج سخاء في مراسم توقيع الاتفاقية الأمين العام م. عبد العزيز بن محمد الحسين، فيما وقّع الاتفاقية أ. شافي بن فاحس الصقري، بصفته «الباذل» وصاحب المُبادرة والمشروع انطلاقًا من التزامه المجتمعي النبيل، وإسهامه في دعم الفئات ذات الأولوية عبر مشاريع تنموية ذات أثر مستدام.
وتهدف هذه الاتفاقية إلى تمكين الباذل من تنفيذ المشروع عبر تقديم حزمة من التسهيلات والمحفزات التي يوفرها برنامج سخاء، وتشمل تخصيص عقار ملائم لإقامة المشروع، والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لإصدار التراخيص النظامية، إلى جانب تقديم الدعم الفني والإجرائي اللازم لضمان كفاءة التنفيذ واستدامة الأثر، وذلك في إطار ما يقدمه البرنامج من تبني ودعم للمشاريع التنموية الرائدة.
الدلما.. ماذا يعني للباذل شافي؟
أطلق رجل الأعمال «الباذل» شافي الصقري على هذه المدينة الإنسانية أسم «الدلما» تيمنًا باسم والدته «رحمها الله» التي ربّته واحتضنته في حجرها وهو طفل صغير بعد وفاة والده «رحمه الله» حتى كبر واشتد ساعده وصار شابًا قويًا وشجرة مظلّلة مثمرة، فأَيُّ مشاعر أرق، وأيُّ فضل بعد فضل الله أحق من رد الجميل، والاعتراف بالفضل لأعظم صاحب فضلٍ عليك؟
فالوفاء للأم يُظهر كرم النفس ويجلب البركة للحياة ويُبني مجتمعًا صالحًا، ويجعل الشخص يرى الخير في حياته، إذ يُعد بر الوالدة من أعظم الأعمال التي تُقرب العبد إلى الله وتجعل دعائه مستجابًا وقد كان بارًا -بالفعل- بوالدته التي أوصته عدة وصايا من بينها تأسيس مدينة إنسانية تُعنى بذوي الإعاقة.. فكان وفيًا، وبارًا، ومُلهمًا، ومُحققًا لها ما أرادت وتمنّت رحمها الله حيث عمل على إنشاء وتأسيس هذا الصرح العملاق وقد سبق ذلك بتأسيس كلية الشمال للتمريض وبناء مسجد لوالدته ووالده ليحقق بذلك وصية والدته.
الرؤية
مدينة إنسانية ذات بيئة حضرية بحيث تكون نموذجا إنسانيا رائدا محليًا وإقليميًا، يُحدث أثرًا مستدامًا في حياة الأشخاص ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة، من خلال تقديم خدمات رعاية وتأهيل وتعليم بمعايير عالمية وقيَم تمكينية أصيلة.
الرسالة
تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في المملكة العربية السعودية من خلال تقديم رعاية شاملة تُعزز فرص التعليم، وتنمية القدرات، والمشاركة في الحياة المجتمعية بكرامة واستقلالية وفاعلية.
خدمات مدينة الدلما:
1 - الرعاية الاجتماعية اليومية.
2 - برنامج الإيواء للأشخاص ذوي الإعاقة.
3 - التدخل المبكر متعدد التخصصات.
4 - التأهيل العلاجي التكاملي.
5 - تعزيز السلوك الإيجابي وتطوير المهار ات الانفعالية والاجتماعية.
6 - التمكين الأكاديمي والدمج التربوي.
7 - التأهيل المهني والتوظيف المدعوم.
8 - الدعم النفسي والإرشاد الأسري.
أهمية المدينة الإنسانية
الأمن الإنساني أحد الاحتياجات المهمة من هرم الحاجات، وشعور الإنسان بالأمن يحقق الحاجات الاجتماعية والنفسية والتقدير والانتماء وتحقيق الذات، وقد نصّت اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في موادها على جوانب عديدة من الأمن الإنساني اللازم والضروري للأشخاص المعاقين كأهمية إدماج قضاياهم كجزء من استراتيجية التنمية المستدامة في الدولة، وعدم التمييز ضد أي شخص من ذوي الإعاقة لمجرد إعاقته، في جميع مجالات الحياة والتمتع بحقوقهم وحرياتهم الأساسية ومشاركتهم الكاملة، بما يقضي زيادة شعورهم بالانتماء والولاء لوطنهم، ويحقق تقدمًا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ويمثل الأمن الإنساني للأشخاص المعاقين تعبيرًا عن حقهم في تلبية حاجاتهم الأساسية وضرورة تلقيهم للعناية الطبية اللائقة، والتعليم المناسب، والتعامل معهم في بناء هذا الوطن في ظل قيادة حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان (حفظهم الله).
وقد أصبحت الحاجة إلى وجود مدن إنسانية عالمية متكاملة لذوي الإعاقة بمساهمة الأشخاص المعاقين في تحقيق نمو المجتمع والتنوع فيه، وتشجيع تمتعهم بحقوقهم الإنسانية، ومشاركتهم الكاملة وتحقيق التنمية البشرية والاجتماعية والتنمية الاقتصادية لبلدهم مستقلًا عن الآخرين، معتمدين على ذواتهم في تحقيق احتياجاتهم، ويؤمن مختلف متطلبات الحياة ويحقق لهم الاستقرار والتكيف مع مجتمعهم، وضرورة إدماجهم في مختلف برامج وأنشطة الحياة الاجتماعية والاقتصادية، ويحقق لهم الأمن النفسي والاجتماعي والاقتصادي، وبالتالي الأمن الإنساني.
الباذل.. شافي
يظل العمل الإنساني تجسيدًا حقيقيًا لمعاني الرحمة والإخاء، ومظهرًا من مظاهر التقدم الحضاري والإيماني، ويشمل جهودًا أوسع تهدف إلى التنمية المستدامة وتحسين حياة الإنسان على المدى الطويل ورئيس مجلس الإدارة وصاحب المُبادرة والمشروع «الباذل» الأستاذ شافي فاحس الصقري تتمثل فيه صفات البذل، وخصال النبل، وصور الإيثار، ومبادرات العمل الإنساني الحضاري الشمولي والخالص من كل شائبة، فهذا الرجل الشهم التزم بفعل الخير وقد برز بشكل لافت في الآونة الأخيرة على ساحات العمل الإنساني وقد أسهم كثيرًا في دفع الدية لدرء القصاص عن عدد من المحكومين بالقصاص، فله وللقائمين والعاملين في هذا المشروع الإنساني العملاق الشكر والتقدير، جزاهم الله خير الجزاء، وبارك الله فيهم وفي جهودهم الخيّرة.