د. محمد عبدالله الخازم
نفخر بنهضة عاصمة بلادنا، الرياض، وضخامة مشاريعها التي منها المشاريع الصحية الكبرى التي تقودها لأن تصبح الرائدة في حجم الخدمات الصحية وقبلة الباحثين عن العلاج بكافة أنواعه. كما نقدر الاهتمام بتسهيل حياة الناس في المدينة وجعلها صديقة وجاذبة لكافة الفئات. وفق ذلك ودون التقليل من حجم الإنجازات الضخمة، أكتب وجهة نظر/ نقاط حول المشاريع الصحية الكبرى التي يتم تأسيسها في الرياض كأبراج تفتح أبوابها بشكل مباشر على الشوارع الكبرى.
أولاً: الناحية الجمالية وما لم تكن هناك ضرورة عملية، لا أراه مناسباً وجود مستشفى تفتح أبوابه على شارع رئيس كبير دون ارتداد ومساحات محيطة جميلة تليق بحجمه. قد يكون الأمر متعلقاً بذائقتي الشخصية، التي تستلهم حرص الرياض هويتها البصرية، حيث نراها تتوسع في المسطحات الخضراء وأماكن المشاة وغيرها.
ثانياً: الضغط على الحركة المرورية في تلك الشوارع وكأنه ينقصها زيادة الحركة المروية والضغط على أرصفتها ومواقفها الجانبية من قبل بعض الشركات والمحلات. تعتبر المستشفيات مقرات خدمات عليها حركة مراجعين عالية جداً في كافة الأوقات، وبالتالي تختلف عن غيرها من المشاريع.
ثالثاً: توجهات وزارة الصحة وبرامج جودة الحياة التي تحرص على (أنسنة الصحة) أو ما نطلق عليه في أدبيات الصحة «تحسين تجربة المريض» لتكون مريحة على كافة الأوجه؛ المعنوية والاقتصادية والجسمانية. تتفاخر المستشفيات بجوائز أفضل تجربة مريض ويحرص مركز الاعتماد الصحي (سباهي) على قياس التجربة. جل تجربة المريض تكون خارج العيادة، بدءاً من حجزه موعده، تنقله من وإلى وفي داخل المستشفى وحصوله على الموقف ومكان الانتظار بيسر، وتحقيق راحته المعنوية والبصرية خارج العيادة.
رابعاً؛ زيادة كلفة الخدمة الصحية على المريض. يعتقد المريض أن الخدمة مجانية طالما لديه تأمين، ثم يطلب منه دفع مبلغ مالي مقابل إيقاف سيارته من قبل عمالة المستشفى الخاص، أو شركات ذات علاقة. يفترض الاهتمام بكافة الفئات بمن فيهم ذوو الدخل المحدود أو من لديهم مراجعات متكررة وطويلة. تذكروا، المريض يأتي بأوجاعه، التي ليست بحاجة إلى مزيد من القلق والتوتر في البحث عن موقف ومداخل/ مخارج مريحة للمستشفى.
خامساً: تتواجد العديد من المراكز الطبية وأحياناً لذات الشركة على مسافات متقاربة وفي شوارع/ أحياء/ اتجاهات محددة معينة في المدينة دون غيرها. لدي سؤال أتمنى مشاركة أهل الاختصاص فيه: ما هو مبرر تأسيس مركزين/ برجين أو ثلاثة أو أكثر لذات الشركة في نفس المدينة / في أماكن متقاربة، بدلاً من مركز واحد (مدينة طبية واحدة، مثلاً)، بحجم أكبر؟ هل هو توجه تجاري للشركات أم تخطيطي للمدينة؟
الخلاصة، المستشفى لا يحتاج فتح بوابته على شارع رئيس وزبائنه ليسوا عابرين نحاول اقتناصهم في كل شارع. ولتوضيح الصورة الذهنية التي أود رؤيتها؛ أشير إلى مشاريعنا الصحية والتعليمية الكبرى (عند تأسيسها) مثل مستشفيات التخصصي ومدينة الملك فهد الطبية والحرس الوطني والجامعات وغيرها، نجد مسافات تفصلها عن الشارع ولديها مواقف ومساحات رحبة وجميلة حولها. ما هو المانع لأن تكون مشاريعنا الصحية الحديثة مماثلة لذلك؟