ناصر زيدان التميمي
ترسم المملكة العربية السعودية اليوم فصلاً جديداً من فصول التاريخ الإنساني، معلنةً عن تحول استراتيجي كوني عبر استضافتها لبطولة كأس العالم ومعرض إكسبو الدولي. إن هذه الأحداث لم تعد في عرف السياسة السعودية مجرد مناسبات رياضية أو منصات ثقافية، بل هي تجلٍ حقيقي لسيادة الطموح، وترجمة حية لرؤية وطنٍ قرر أن يقود القوافل نحو المستقبل، واضعاً نفسه في صدارة المشهد العالمي كوجهة أولى للابتكار، والرياضة، وصناعة الأمل.
وهنا، يقف التاريخ وقفة إجلال وتقدير لمهندس هذه النهضة وعرّاب التغيير الشامل، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-. ذلك القائد الملهم الذي سكب روح الشباب في عروق الدولة، وبنى بمبضع الجراح ورؤية الحكيم وطناً لا يقبل بغير القمة سبيلاً. إن الثناء على سموه هو ثناءٌ على الإرادة التي حطمت قيود المستحيل، وعلى الفكر الذي جعل من «الصحراء» مهدًا لأذكى مدن العالم، ومن «الشباب السعودي» قوةً بشرية يشار إليها بالبنان في المحافل الدولية. لقد نقل سمو ولي العهد المملكة من مرحلة الترقب إلى مرحلة المبادرة، ليجعل من اسم السعودية علامة فارقة في سجل العظمة والريادة.
إن هذا الاستقطاب الاستراتيجي ينسج خيوط اقتصاد وطني متين، حيث تتدفق الاستثمارات العالمية لتلتقي بفرص السياحة الواعدة، وتتحول مدننا إلى ورش عمل كبرى تبني بنية تحتية لا تخدم الحدث فحسب، بل تؤسس لإرث مستدام يرفع جودة حياة المواطن السعودي لأجيال قادمة. ومع كل حجر يُبنى في ملعب، أو فكرة تُطرح في ردهات إكسبو، تتعزز القوة الناعمة للمملكة، وتتلاشى الصور النمطية لتظهر الحقيقة المشرقة لوطنٍ يجمع بين عبق التاريخ وقوة التكنولوجيا.
وفي قلب هذا الحراك العظيم، يبرز المواطن السعودي كأغلى الثروات وأهم الركائز؛ فهو النبض الذي يحيي هذه الفعاليات، وهو السفير الذي يحمل قيم الكرم والشهامة والترحاب لكل زائر ومشارك. إن الشباب السعودي، بوعيه وإبداعه، هو الضمانة الحقيقية لنجاح هذه الاستضافات، محولاً كل زاوية في الوطن إلى قصة نجاح تروى للعالم. هكذا تمضي المملكة، بقيادة ملهمة وشعب طموح، لتثبت للعالم أجمع أن الأحلام العظيمة لا تتحقق إلا على أرض العظماء، وأن السعودية ستبقى دائماً منارة للمجد، ووطناً يصنع المستقبل ولا ينتظره.