دهام بن عواد الدهام
أثمن عالياً كل الجهود المبذولة في الحرب على تهريب وترويج المخدرات بكافة أنواعها وما رئاسة صاحب السمو الملكي سيدي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات إلا دليلاً قاطعاً على جدية هذه المكافحة، ومع كل الجهود الجبارة التي تقوم بها الجهات ذات العلاقة إلا أنني أجد واجباً يمليه عليَّ وطني المشاركة بالرأي حول أية جهود لتحقيق النجاح المنشود.
لذلك أود القول إن الوقاية خير من العلاج، ولعلي في هذا الإطار أعيد التأكيد لكل الأفكار التي طرحتها في مقالي بهذا الشأن بجريدة الجزيرة الغراء بتاريخ 3 مايو 2023م تحت عنوان: (تجارة تهريب المخدرات حرب معلنة) إلى جانب ما تم طرحه.. أعيد وأقول إن تهريب المخدرات وترويجه في وطني وبين شبابنا هي حرب معلنة لنا كل الحق بمجابهتها بأي وسيلة حتى بعقر دار المصنع والمهرب فالقانون الدولي يعطينا الحق المشروع لمقاومة هذا الحرب، وها هي الولايات المتحدة الأمريكية أقدمت على استخدام القوة المسلحة باعتراض والقضاء على تهريب المخدرات في خارج أراضيها في مواقع بأمريكا اللاتينية.
أعود إلى مكافحة هذه الآفة في بلادي وخطرها على مقدرات الوطن من قوى الشباب ونتائجها الكارثية على الأسر والمجتمع مع كل ما تقوم به الجهات ذات الاختصاص بمحاولة العلاج والاقلاع عن تناول هذه المخدرات وسن الأنظمة المغلظة بحق المهربين والمروجين إلا أن واقع الحال في مسألة العلاج ذات تكاليف عالية ومحدودية النتائج لعدة أسباب منها استمرار المروجين واستقصاد المتعاطين، أعيد وأؤكد أملي بالنظر إلى كل المقترحات في مقالي السابق وهناك سابقة بهذا المجال خاصة بتغير ظروف دول المنطقة واستعدادها للتعاون للقضاء على منبت هذه الآفات التي أضرت بالشعوب.
وأود أن أضيف بعض المقترحات التي أرى أنها تساعد على الوقاية والعلاج، من خلال تدابير العلاج إنشاء مراكز احتضان متعاطي المخدرات تتضمن هذه المراكز إلى جانب العلاج الاكلينيكي علاجات نفسية وجسدية تتمثل في برامج رياضية صارمة التدريب بما يعيد المتعاطي إلى لياقة جسمية سليمة (هناك في أستراليا وأمريكا مراكز تأهيل للشباب من أعمار مختلفة حين تشعر الأسر عن تمرد أبنائها على القيم الأسرية وإتباعهم العنف في التعامل، مما يعيد ضبط السلوك لهؤلاء النزلاء) مع عزل أي اتصال مباشر بين من بداخل المركز وخارجه إلا بترتيب صارم باستثناء أفراد مخصصين من أسرته، سن نظام اشتراطات لكافة أنشطة واحتياجات الشباب من الجنسين بفحص مختبري عن التعاطي مع فحص راغبي الزواج وعند الحاجة لإصدار البطاقة الوطنية أو جواز السفر وعند التقدم للالتحاق بالجامعات والكليات، الاختيار العشوائي لتجمعات الشباب من الجنسين لفحص التعاطي إجراء فحص التعاطي لطلبة مرحلة المتوسطة والثانوية وعدم منح رخص قيادة المركبات دون فحص التعاطي، وعدم منح تصريح لمجالات التوصيل وعند التقدم للوظائف الحكومية والقطاع الخاص دون نتائج فحص التعاطي.
نعم، هي إجراءات صارمة لكن المجتمع بحاجة إلى القوة في محاربة المخدرات بما يتوافق مع توجهات الدولة رعاها ووفقها الله في القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة المهددة لقوام المجتمع من شباب وشابات إلى جانب ذلك وضع الخطط الإعلامية التوعية البعيدة عن التقليدية وبروح العصر ووفقا لدراسات نفسية واجتماعية باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ذات التأثير القوى على المجتمع وخاصة سن الشباب لابد أن تتضمن رسائل التوعية معرفة المناخ الاجتماعي لكل فئة مستهدفة، استهداف أب متعاط أو أم غير استهداف شاب أو شابة.
التقنية اليوم تعطي الفرصة أوسع باستخدامها في المجال التوعوي مراكز الدراسات الاجتماعية يمكن أن تساعد بمحتوى الرسائل لكل فئة مستهدفه وما هي قوة التأثير بالشباب بارتباطهم الأسري أهمية الوالدين والعزف على هذه القيمة الاجتماعية للعلاقة بين الآباء والأبناء دق ناقوس الخطر عن مستقبل المتعاطي ولنتجاوز الأساليب التقليدية بإيجاد رسائل الصدمة حياته مستقبله وتأثير التعاطي على أسرته التي ستكون موضع خطر من المروجين، مجتمعنا واحد لكن تختلف بعض القيم الاجتماعية ارتباطات أسرية وقبلية ذات تأثر بين منطقة وأخرى، لنضع هذه الفضائل لكل مجتمع حين استهدافه بالتوعية لنخلق التأثير المطلوب داخل الأسرة والتي ستكون هي خط الدفاع الأول لحماية المجتمع جنبا إلى جنب مع أجهزة الدولة حتى لو احتجنا إلى تخصيص مكافأة بتنظيم محكم لكل متعاون من المواطنين والمقيمين للقضاء على التهريب والترويج إنني أرى في شباب الوطن الهمة والطموح وما وصلت إليه بلادنا والحمد لله من تقدم وتطور أصبحنا في مصاف الدول المتقدمة في كافة المجالات وشبابنا وشاباتنا هم عماد هذا التطور والمحافظة على هذه الأسس ودحر كل من أراد في بلادنا ومجتمعنا السوء من خلال أهدافهم الخبيثة بنشر هذه المخدرات في مجتمعنا.
حفظ الله بلادنا في ظل قيادتها الرشيدة ورعايتها من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله.