عبدالله إبراهيم الكعيد
يخلط البعض في تعاملاتهم اليومية في التعاطي مع متطلبات الحياة وأيضا في علاقاتهم مع الآخرين الأقرب منهم فالأبعد.
وفي المقابل هنالك البعض الآخر لم يُفكّروا أصلاً في التفريق بين الأهم والمهم، هؤلاء يعنيهم أن ينقضي اليوم دون مشاكل ولا نكد؛ سواء داخل بيوتهم أو خارجه.
السؤال :هل بهذه البساطة يفترض التعايش مع الأولويات واستسهال معالجة تلك القصص والمواقف حتى وإن لم يك للمعني له علاقة مباشرة بها أو حتى غير مباشرة، ومع هذا يجب التعامل باهتمام أو التجاهل؟
في اليومي هنالك المتطلبات الروتينية وهذه تتم في الغالب دون عناء تفكير أو تخطيط، بينما هنالك أمور قد تحدث دون توقع كاتصال عزيز يطلب النجدة لمأزق وقع فيه وهنا لا بد من معرفة كافة التفاصيل والبدء بالأهم قبل المهم.
يُؤكّد الأمريكي ستيفن كوفي (توفي 2012) مؤلف كتاب العادات السبع للأشخاص الأكثر فاعلية، على التركيز اثناء التخطيط على الأهم أولاً وليس المهم.. لماذا؟
لأن إيقاف النزف على سبيل المثال هو الأهم قبل وضع الضمادات وهو أمر مهم. إنقاذ الأرواح أثناء الحريق هو الأهم قبل إطفاء النار، وهو ايضا أمر مهم.. وهكذا.
أقصد بهذه الأمثلة أن المهم قد يكون عاجلاً لكنه قابل للاستبدال بينما الأهم غير قابل للتعويض ولا التأخير.
المهم في الحياة هو ما يتطلب الانتباه اليومي إذ يضغط بوقته كالعمل والمواعيد، الالتزامات، الردود وغيرها، لكن الأهم كيفية المحافظة على الحياة أثناء تنفيذ تلك المهام. قد. أقول قد يتناسى البعض الأهم ويُركزون جل اهتماهم على المهم وفجأة يحدث طارئ غير محسوب في الأذهان، ومن هنا يجدون أنفسهم في مأزق كيفية الخلاص لأنهم بكل بساطة لم يُفكرا في البداية بالأولويات.
صفوة القول: لمن يقول من ذا الذي يستطيع توقع ما قد يحدث في الدقيقة القادمة ما بالك بيوم غد أو الأسبوع القادم؟ وفي ذلك القول عقل و منطق.. ولكن أين «اعقلها وتوكل»؟ التفكير في الفرضيات المتوقعة حتى ولو لم تحدث سبب في نجاح الخطط المستقبلية.