تعمل المملكة اليوم على إعادة تشكيل مدنها لتكون أكثر قربًا من الإنسان بما يتوافق مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 بقيادة ومتابعة من خادم الحرمين الشريفين وولي عهد الأمين -حفظهما الله- رؤية شاملة تجعل الإنسان محورًا رئيسيًا في جهود تطوير البنية العمرانية. وتأتي جائزة الأمير عبدالعزيز بن عيّاف لأنسنة المدن امتدادًا لهذه الرؤية التي تستهدف تحسين جودة الحياة في المدن السعودية وتعزيز ممارسات التصميم الحضري المستدام. وتهدف الجائزة إلى تشجيع المبادرات والمشاريع التي تُعطي الإنسان الأولوية في التخطيط والتنمية العمرانية، سواء عبر تحسين المشهد الحضري، أو تعزيز الممرات الخضراء، أو تهيئة مساحات عامة تُمكّن السكان من التفاعل والعيش في بيئة حضرية صحية وآمنة.
وقد برزت الجائزة خلال السنوات الماضية بوصفها إحدى المبادرات الوطنية الهادفة إلى دعم التحوّل الحضري في المملكة، وذلك عبر عدة محاور رئيسية، ومنها:
- تشجيع الابتكار في التخطيط والتصميم العمراني وذلك من خلال فتح الباب أمام المخططين والمعماريين لطرح حلول مبتكرة تسهم في إعادة صياغة المشهد الحضري بصورة أكثر حيوية وارتباطًا بالإنسان. والإسهام في تطوير حلول حضرية تعالج تحديات مثل الازدحام، والتشوه البصري، وقلة المساحات العامة، ونقص خيارات التفاعل الاجتماعي.
- إبراز المبادرات والنماذج الملهمة حيث تسلط الجائزة الضوء على الأفكار والمشاريع لتحويل المدن إلى بيئات نابضة بالحياة وتحسين مستوى الممارسات في التخطيط العمراني.
- تعزيز الاستدامة وجودة الحياة من خلال إبراز الجائزة الجهود التي تهدف إلى خلق أحياء ومساحات خضراء، وتطوير المساحات المفتوحة، وتوفير بيئات صحية تشجع على المشي والأنشطة المجتمعية.
- تنمية الوعي المجتمعي عبر نشر ثقافة أنسنة المدن وتقديم مبادرات تخطيطية لتطوير الحي والمدينة مبنية على معايير عمرانية تراعي الاحتياجات اليومية للإنسان، مثل المشي، وسهولة الوصول، والصحة، والهوية الثقافية، وهو ما يشكّل قاعدة للتغيير الحضري المستدام.
وفي الحفل الختامي للجائزة في دورتها الثالثة والذي شهدته جامعة الملك سعود يوم الاحد 7 ديسمبر 2025، جرى الإعلان عن المشاريع الفائزة في فروع الجائزة المختلفة، والتي شملت أعمالاً بحثية ومشاريع إبداعية في مجال التخطيط والتصميم الحضري. وشهدت هذه الدورة ارتفاعاً في مستوى المشاركات، والتي تعكس تسارعًا واضحًا في الوعي بأهمية دمج البعد الإنساني في التخطيط العمراني. والجائزة بذلك لا تحتفي بالمشاركين في هذا الجانب فحسب، بل تساهم في رسم ملامح بيئات عمرانية نابضة بالحياة، وتضع البعد الإنساني أولا في التنمية الحضرية.
وبفضل توجه الجائزة المستند من رؤية رائد أنسنة المدن وداعمها الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف في تعزيز البعد الإنساني، تسعى الجائزة لتصبح منصة وطنية تعزّز الإبداع وتدعم التحول الحضري نحو مستقبل أكثر استدامة وازدهارًا، فالجائزة ليست مجرد جائزة تكريمية، بل هي أداة لتحويل المدن إلى بيئات إنسانية مستدامة، وداعم مهم لمسار التحول الحضري في المملكة من خلال تشجيع الابتكار ورفع الوعي لبناء مدن تناسب الإنسان وتواكب تطلعات المستقبل.
** **
عبدالعزيز بن جارالله الدغيشم - نائب رئيس مجلس إدارة الجائزة - عميد كلية العمارة والتخطيط بجامعة الملك سعود