حمد عبد العزيز الكنتي
اصطحبني صديقي للمرة الأولى في حياتي لزيارة بوليفارد وورلد، فكانت تجربة مميزة عادت فيها ذاكرتي الى ماضٍ قديم لم تكن فيه الفعاليات بهذه الصورة وعلى هذا النسق، وتذكرت الفعاليات التي كان يعلن عنها ولا تقام! أو تموت في مهدها، أو تتوقف في بدايتها، أو تنفذ خاليةً من الجمال وفاقدةً للمعنى المميز والمؤثر!
وأنا أتأمل الفرح في وجوه الجميع في البوليفارد تذكرت فترات كانت فيها الدعوة للموت أكثر من الحياة، وكان الحظر يزاحم الطرقات، والمنع يقتل المتعة في كل مكان، فظهرت الفعاليات باهتة ومكررة، وبقيت في دائرة ضيّقة يشوبها القلق من كل مكان!
كنا حينها لا نسمع بها إلا فيما ندر، وإذا سمعنا تأرجحنا بين خيار الذهاب وعدمه، متسائلين هل ستقام؟ وما هو مضمونها؟ وهل فيها دخول للشباب ام أنها خاصة بالعوائل؟ وما هو الزي المناسب لحضورها؟ وغيرها من الأسئلة المُتهاطلة بزخم قلِق في باحة الحيرة!
ولأن بوليفارد وورلد مدينة ترفيهية عالمية تقدمها المملكة بكل الحب للعالم الذي يسافر في مكانه لعدة دول عالمية، ولا غرابة في البوليفارد ان تتهاطل عليك – أو تسمعها بجوارك- مثل هذه الأسئلة: وين فرنسا؟ وشلون نوصل للكويت؟ ما تدري المغرب وين؟ كيف نوصل لكوريا؟ درب الصين وين؟ وش فيها الهند من فعاليات؟ نبي نروح السوق العائم في تايلند؟ كيف نوصل للأهرامات في مصر؟
وغيرها من الأسئلة التي تشعر بغرابتها الجغرافية وهي تلامس مسامعك، فالعالم كله بأبرز معالمه الجميلة اجتمع في بوليفارد وورلد التي أصبحت قبلة عالمية ووجهة ممتعة للجميع وجد فيها كافة الأعمار بُغيتهم من ألعاب ترفيهية عالمية، وأسواق تجارية دولية، ومطاعم محلية وعالمية، وغيرها من الفعاليات الثقافية المتنوعة والملهمة.
ومن قلب الرياض تتسوق في بانكوك، وتتذوق أطيب الطعام في المغرب، وتعيش أجواء الآيس كريم المؤنسة في تركيا، وتشتري الملابس من الصين، وتتأمل التاريخ في مصر، وتستنشق عبق الخليج في سوق المباركية في الكويت، وتتجول في شارع الشانزليزيه في باريس، وتمد ناظريك في تاج محل في الهند، وغير من التي تجعلك تنبهر باستمرار.
لتثبت الرياض بذلك أنها وجهة العالم التي جمعت أبرز وجهات العالم في هذا البوليفارد الذي فتح أفاقه مع الجميع، ومد جسور التواصل مع أعرق ثقافات العالم، مقدماً مشهداً زاهياً واهجاً بنور التماهي مع فضاءات العالم، حيث الدهشة المُتجددة التي تُشبع شغف الجميع بعوالم تشويقها متصاعد لا يخلو من عنصر المفاجأة التي ترسم البسمة على وجوه الجميع، ليصبح لسان حالهم جميعاً: (لقد دخلنا الكون الذي تسمونه البوليفارد).