د. سيف محمد الرشيدي
في لحظة خاطفة داخل المسجد الحرام، تحوّل الجندي السعودي ريان بن سعيد العسيري إلى رمز حي للبطولة والتفاني، حين اندفع بجسده لحماية حياة معتمر ألقى بنفسه من أحد الأدوار العليا. لم يتردد، ولم يفكر في المخاطر، بل وضع حياة الآخر فوق سلامته الشخصية.
الثواني التي سبقت الحادث كانت كفيلة بأن تتحول إلى مأساة، لكن يقظة ريان وحسن تقديره للأمور حوّل الخطر إلى قصة بطولية نادرة، جعلت المعتمرين يحبسون أنفاسهم. نتيجة ذلك، أصيب ريان بكسور ونُقل إلى المستشفى، حيث يتلقى العلاج اليوم في حالة مستقرة، وسط إشادة واسعة من المواطنين والمجتمع الإسلامي.
هذا الموقف ليس مجرد حادث أمني، بل درس تربوي وإنساني لكل الشباب، يذكرهم أن الشجاعة الحقيقية تكمن في اتخاذ القرار الصحيح في أصعب اللحظات، وأن التضحية من أجل الآخرين قيمة عظيمة تبني مجتمعًا أكثر إنسانية وأمانًا.
ريان العسيري أصبح رمزًا حيًا للبطولة والتفاني، وقصة يُقتدى بها، تؤكد أن حماية الأرواح والتصرف بمسؤولية في اللحظات الحرجة هو أسمى درجات النبل والإنسانية، ودرس عملي للأجيال القادمة.