عبدالله سعد الغانم
العطاء والإحسان في وطني الحبيب المملكة العربية السعودية سمةٌ وجبلةٌ، فقادته الأماجد أهل عطاءٍ وإحسانٍ ووفاء اقتدى بهم رعيتهم من ذوي المال واليسار فسابقوا وسارعوا. إنَّ الحديث عن أهل البر والإحسان والعطاء ليحلو ثم يحلو ثم يحلو، فهم من زينة الحياة ومن بهجتها فبهم يفخر الوطن وبهم يأنس الناس، حيث وقفاتهم الرائعة وأياديهم الكريمة التي تسهم في تنمية الوطن من خلال بناء مشاريع الخير من مساجد وأوقاف بأنواعها صحيةً وتعليميةً واجتماعيةً وتدأب في تفريج الكروب والوقوف مع المحتاجين، راجين ما عند الله من ثواب موقنين أنَّ ما في أيديهم من مال إنما هو مال الله وهم مستخلفون فيه، شاكرين ربهم على ما مدهم به من إنعامٍ وعطاء.
من هؤلاء المخلصين رجل فاضل مفضال، له أيادٍ بيضاء في مجالات الخير في وطن الخير، وهو الشيخ محمد بن عبد اللطيف المناع، حيث شيَّد جامعًا كبيرًا على أحدث طراز وهو بصدد بناء جامع آخر أكبر منه وكلا الجامعين في بلدته التي وُلِد فيه ونشأ وترعرع، مُبتهجًا بما قدَّمه ويُقدِّمه وفاءً لوطنه الأكبر المملكة العربية السعودية ووطنه الأصغر «تمير»، ولم يقتصر عطاؤه - متَّعه الله بالصحة والعافية - على هذا بل رأيناه يدعم القرآن وأهله من خلال كفالة بعض الحلقات، إضافةً لسعيه المبارك في الإحسان للفقراء والمحتاجين سائلاً عنهم مسارعًا لقضاء حوائجهم وفك كرباتهم، وحين يُشكر على هذا الصنيع الطيب يرد بكلمة هي بمثابة الدرس لكل صاحب مال فيقول: (الحمد لله هو مال الله هو الذي أعطانا).. إنه نموذج مشرّف لرجل الأعمال - جزاه الله خير الجزاء -، مثل هذا الرجل المبارك من حقه أن يُذكر فيشكر، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله كما ورد في الحديث، وهو من النماذج المشرفة في وطني التي تُحتذى ويُقتفى أثرها.. وأختم هذه الحروف بهذه القصيدة الوفائية التي يستحقها هذا الشيخ المبارك:
يداك بالخيرِ شيخَ الفضلِ سحَّاءُ
وأنت في سبلِ الإحسانِ معطاءُ
تفرِّج الهمَّ عن ذي الكربِ تُسعدُهُ
وطاب منك على المحتاجِ إرواءُ
أنت المسابقُ للإحسانِ تبذلُهُ
لا يعتري البذلَ تسميعٌ وإيذاءُ
ولانرى المَنَّ عند المالِ تُنفقُهُ
يحدوك من خالقي أجرٌ وإرضاءُ
تسقي المصلين من ماءٍ أتى غَدِقًا
عسى ينالُك في الجنَّاتِ إسقاءُ
بذلتَ مالك في سرٍّ تجودُ بهِ
لم تُغْرِكم شيخَنا المفضالَ أضواءُ
للهِ درُّ ذوي الإحسانِ إنَّهمُ
نورُ الحياةِ وهم في الناسِ نعماءُ
أيا محمدُ شيخَ الفضلِ أبعثُها
حروفَ شكرٍ عسى في الشكرِ إيفاءُ
يا ربِّ متِّعهُ مع عفوٍ بعافيةٍ
عسى تغيبُ عن المفضالِ أدواءُ
ولتجزِهِ جنَّةً واغفرْ لمُنجبِهِ
يدومُ منك على المفضالِ إعطاءُ
لك المحبةُ والتقديرُ يتبعُها
وأحرفي فيك شيخَ الفضلِ حسناءُ
** **
تمير - سدير