سليمان الجعيلان
لك ان تتخيل عزيزي القارئ ان التحكيم المحلي الذي ارتكب خطأ تحكيميا كارثيا في احتساب ضربة جزاء خيالية لفريق النصر، في الوقت بدل الضائع من الشوط الثاني في مباراة النصر والفيحاء هو نفس التحكيم المحلي الذي وقع في خطأ تحكيمي ليس كوارثي فحسب بل وغير إنساني في تجاهل التدخل العنيف الذي حصل من حارس النصر نواف العقيدي على لاعب الاخدود خالد ناري في مباراة النصر والأخدود، ونتج عنه إصابة خطيرة للاعب ناري اضطر على أثره ان يرقد على السرير الأبيض عدة أيام!.
ولكي تعلم وتعي عزيزي القارئ ان مشكلة وقضية التحكيم المحلي هي مشكلة وقضية أزلية ومزمنة إليك هذه المعلومة والحقيقة الصادمة عن واقع التحكيم المحلي المأساوي وهي بالمناسبة ليست معلومة قديمة بل كانت في الأسابيع والأشهر القليلة الماضية وتتلخص بان قائمة الحكام المختارة لقيادة مباريات بطولة كأس العرب التي أقيمت في قطر قد خلت من أي اسم حكم سعودي ما عدا الحكم عبدالله الشهري الذي تم اختياره لتقنية الفيديو VAR فقط.
هذا على مستوى البطولة العربية. أما على صعيد بطولة كأس العالم للأندية والتي أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية الصيف الماضي وشهدت مشاركة (117) حكماً من مختلف القارات من بينهم (13) حكماً عربياً يمثلون سبعة اتحادات رياضية، فقد سجلت غياب التحكيم السعودي نهائياً على الرغم من تواجد فريق سعودي وهو الهلال وهذا مؤشر حقيقي وكشف حساب فعلي عن واقع التحكيم المحلي بأنه أصبح لا مكان له في المنافسات العربية فضلاً عن إبعاده عن المسابقات الدولية، وسط عجز الاتحاد السعودي عن إيجاد حلول لإعادة تأهيله وتطويره واستعادة ثقة الوسط الرياضي والجمهور السعودي، ومن ثم انتزاع ثقة الاتحادين العربي والدولي دون مناشدات أو مطالبات لاختيار أحد طواقمه وحكامه!.
وعلى كل حال، وعوداً على ذي بدء عندما تشاهد التدخل العنيف الذي حصل من حارس النصر نواف العقيدي على لاعب الأخدود خالد ناري في مباراة الفريقين الجولة الماضية وتقرأ بيان إدارة نادي الاخدود عن تفاصيل الإصابة الخطيرة التي تعرض لها خالد ناري بسبب هذا التدخل العنيف وتعرف ان حكم المباراة فيصل البلوي وزميله سامي الجريس حكم الفار قد فشلا في أهم مهام ومسؤوليات الحكام وهي حماية اللاعبين من التدخلات والالتحامات العنيفة حتى مع وجود تقنية الفيديو VAR تدرك حينها مدى السوء الذي وصل إليه التحكيم المحلي، وتعي معها منتهى الفشل في إدارة ملفه والذي هو بكل تأكيد نتاج وحصاد المجاملات والعلاقات في منظومة التحكيم المحلي منذ سنوات، ولذلك لم ولن يتطور ويتقدم التحكيم المحلي في ظل استمرار مسؤولي ومسيري اتحاد القدم على نفس الآلية والطريقة السابقة والفاشلة في اختيار القيادات والكفاءات في إدارة ملف التحكيم المحلي، والتي بكل اختصار تعني الاستمرار والإصرار على تقويض جهود تطوير التحكيم المحلي دون الحاجة للسؤال أو الاستفسار عن متى يتطور التحكيم المحلي؟!
السطر الأخير
مازال بعض الإعلاميين وبعض المغردين لم يستوعبوا الوعي الذي وصل إليه الوسط الرياضي والجمهور السعودي فيسعى لكتابة التغريدات وافتعال الأزمات وتوجيه الاتهامات لبعض اللجان في المنظومة الرياضية، وإقحام الأندية المنافسة ولعب دور الضحية وادعاء المظلومية لعل وعسى أن يصرف الأنظار عن الأخطاء التحكيمية التي يستفيد منها فريقه، ودون أن يفهموا ويفقهوا بأن اللعبة مكشوفة وباتت قديمة، وأنه لا يمكن أن ينساق أو ينقاد لها هذا الجيل الجديد الواعي والفاهم الذي أصبح يبحث عن الحقيقة عبر الأجهزة المحمولة بكل سهولة وبات يعي جداً بأن المظلومية المصطنعة والادعاءات المختلقة من الأساليب القديمة وقد عفى عليها الزمن!.. نقطة آخر السطر.