الأثنين 26 ,شعبان 1422                                                                                                   Monday 12th November,2001

قالوا عن الفهد


مشاعر المواطنين


سيرة ذاتية


الرياضة في عصر الفهد


قصائد في الذكرى


من اقوال الفهد


إنجازات الفهد


مقالات في المناسبة


لقاءات


محليــات


محاضرة


ارشيف الموقع


معالم إنجازات خادم الحرمين الشريفين في المدينة المنورة
دور العبادة والتعليم والمياه

توسعة المساجد التاريخية
رغم الحرص الكبير الذي بذله خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله في تبني ومتابعة مشاريع التوسعة الكبيرة في الحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة إلا ان رعاه الله كان خلال العقدين الماضيين من عهده الزاهر الميمون حريصاً على تنفيذ العديد من المشاريع التطويرية في المشاعر المقدسة لضمان أكبر قدر ممكن من راحة ضيوف الرحمن والمعتمرين، كما شملت اهتماماته تطوير وتحسين مواقيت الحج والعمرة في كافة المناطق ومنها المدينة المنورة حيث وجه الملك المفدى بتوسعة ميقات المدينة المنورة آبار علي ضمن العديد من المشروعات الاسلامية الكبيرة والتي شملت بعض المساجد التاريخية التي يحرص حجاج بيت الله الحرام وزوار المدينة المنورة خلال اداء مناسك الحج او العمرة او حتى الزيارة على زيارتها خلال تواجدهم في المدينة المنورة وقد حظيت هذه المواقع في هذا العهد الزاهر الميمون برعاية خاصة وعناية متواصلة من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين من خلال العمل الدائم على تطويرها وتجديد عمارتها في اطار سياسة حكيمة تهدف منها الدولة رعاها الله حماية هذه المواقع والمحافظة عليها، وقد شهدت أكثر هذه الاماكن في السنوات الاخيرة مشروعات كبيرة لتطويرها وتوسعتها لاستيعاب الاعداد الكبيرة من الزوار ويسرنا ونحن نحتفي بمناسبة ذكرى البيعة المباركة ان نستعرض ابرز هذه المشروعات للتعريف بدور الملك فهد في توسعة المساجد التاريخية التي يزورها الحجاج والعمار بالمدينة المنورة ونبدأ بميقات ذي الحليفة آبار علي حيث يقف فيه الحجاج والعمار لعقد نية الحج او العمرة قبل مواصلة سفرهم الى مكة المكرمة.
مسجد وميقات ذي الحليفة
وهذا الميقات يقع في ضاحية آبار علي غرب المدينة المنورة وهو احد مواقيت الاحرام بالحج والعمرة والذي يرتاده الحجاج والمعتمرون لعقد نية الاحرام وقد شهدت كافة مواقيت الاحرام في عهد خادم الحرمين الشريفين مشروعات عملاقة لتطويرها وتجديد عمارتها ومنها هذا الميقات المسمى بميقات ذي الحليفة او آبار علي، وقد عرف هذا المسجد باسم مسجد الشجرة وهي شجرة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل تحتها بذي الحليفة، وشهد هذا المسجد عدة محاولات لتوسعته وتجديد عمارته ومنها توسعته مع توسعة المسجد النبوي الشريف الاولى ولكن اهم توسعة لهذا المسجد كانت في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله حيث نفذت هذه التوسعة بشكل معماري منبثق من فن العمارة الاسلامية كما جاءت عمارته مواكبة للبيئة المحيطة بموقع المسجد حيث اشتمل مشروع التوسعة على توفير عدة ساحات محيطة بالمسجد تمت زراعتها باشجار النخيل التي تجسد بيئة آبار علي حيث يقع المسجد، وتبلغ مساحة المسجد حوالي «6000» متر مربع وتم تنفيذه على شكل مربع طول ضلعه «77» مترا كما يشتمل على جزء داخلي مكشوف مساحته «1000» متر مربع وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمسجد الآن اكثر من «5000» مصل، ومما يجدر ذكره هنا ان المساحة الكلية للمشروع بمكوناته وهي المسجد والملحقات التابعة له والخدمات المساندة والساحات المحيطة به تبلغ «90» الف متر مربع منها «26» الف متر مربع للمسجد وملحقاته و «64» الف متر مربع مساحة الطرق والارصفة والمواقف والخدمات ويتكون المسجد من سلسلة صفوف من الاروقة مرتبة على التوالي ومحمولة على اعمدة ضخمة تغطي هذه الاروقة قباب طولية وارتفاع هذه الاروقة «16» مترا من مستوى الارض، ويضم هذا المشروع وحدات يتميز بها كونه احد المواقيت وهي وحدات خاصة للاحرام والوضوء ودورات المياه والتي تتكون من مجموعتين مساحة كل مجموعة «3900» متر مربع بطول «130» مترا وعرض «30» مترا وتضم «512» حماما و «384» غرفة ملابس خصص جزء منها للسيدات إضافة الى «566» دشا للاستحمام كما تم تخصيص جزء من هذه الوحدات للعجزة والمسنين زودت بمكونات خاصة، واشتمل المشروع على مواقف للحافلات تستوعب «80» حافلة كبيرة في آن معا و«20» حافلة صغيرة ومواقف السيارات الصغيرة.
جامع قباء
وهذا الجامع هو احد المساجد التاريخية التي تتميز بأهمية كبرى لكونه اول مسجد اسس في الاسلام كما جاء في القرآن الكريم حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: «لا تقم فيه أبداً لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين» «التوبة:108» وهذا المسجد كان موقعا لبداية هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث وصل رسول الله الى قرية قباء التي كانت خارج المدينة واصبحت الآن احد احياء المدينة واقام الرسول في مواقع بني عمرو بن عوف عدة ايام واسس هناك مسجد قباء ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح «من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه ركعتين كان كأجر عمرة»، وقد شارك الرسول كما يقال في عمارته حيث كان عليه السلام ينقل بنفسه الحجر والصخر والتراب مع الصحابة رضي الله عنهم، وقد شهد هذا المسجد على مر التاريخ العديد من مشروعات التوسعة وكانت اول التوسعات في عهد الخليفة الراشد/ عثمان بن عفان رضي الله عنه كما جدد عمر بن عبدالعزيز الذي كان واليا على المدينة المنورة عمارته في عهد الخليفة الوليد بن عبدالملك الاموي وانشأ اول مئذنة للمسجد وتوالت عليه توسعات عديدة.
وقد كان للدولة السعودية جهود موفقة في تطوير هذا المسجد وتجديد عمارته إلا ان توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله لهذا المسجد هي الاكبر في اطار اهتماماته بعمارة المساجد حيث نفذت اكبر توسعة للمسجد حيث بلغت النسبة في التوسعة اكثر من 550% فقد كانت مساحة المسجد قبل التوسعة الفهدية «1352» مترا مربعا واصبحت بعد التوسعة حوالي «7465» مترا مربعا وقد تم تنفيذ التوسعة على احدث الطرق المعمارية واصبح المسجد يتسع لاكثر من عشرين الف مصل، وتبلغ مساحة الجزء المبلط بالجرانيت خارج المسجد حوالي «2474» مترا مربعا ومساحة الجزء المخصص للصلاة «4518» مترا مربعا اضافة الى الجزء المخصص للسيدات والبالغة مساحته «742» مترا مربعا، ان الناظر لعمارة المسجد يجد افضل تجسيد للعمارة الاسلامية حيث تعتلى المسجد «56» قبة متفاوتة الارتفاع قطر كل منها «30 .5» مترا الى جانب ست قباب كبيرة قطر كل منها «12» مترا بارتفاعات تتراوح ما بين «30 .24» و «30. 18» مترا وترتفع فوق المسجد اربع مآذن ارتفاع كل منها «42» مترا، وقد تم تكييف المسجد بالكامل وتمت تكسية حوائطه بارتفاع «6. 3» أمتار بالجرانيت المزخرف، كما تم رصف ارضيات الصحن المكشوف بالرخام والجرانيت المزخرف فيما تغطي الجزء المكشوف خيمة كهربائية كبيرة، كما اشتمل مشروع التوسعة على ملاحق خاصة بدورات المياه للرجال والسيدات تبلغ مساحتها مجتمعة «857» مترا مربعا.
مسجد القبلتين
يعتبر مسجد القبلتين من المساجد المعروفة والمتميزة بشهرة تاريخية حيث ان هذا المسجد شهد في الثاني من شهر شعبان من العام الثاني من الهجرة تحويل القبلة في الصلاة من بيت المقدس الى الكعبة المشرفة بمكة المكرمة وقد اكسب هذا التغيير للمسجد اسمه «مسجد القبلتين» وقد اشار القرآن الكريم الى هذا الحدث في قول الحق سبحانه وتعالى «قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون»«البقرة:144»، وكانت عمارة هذا المسجد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحجر واللبن وجذوع النخيل والجريد وقد جدد بناء هذا المسجد في عهد عمر بن عبدالعزيز وشهد العديد من اعمال التوسعة على مر العصور.
وفي العهد السعودي الزاهر شهد هذا المسجد اهتماما كبيرا حيث بادر الملك عبدالعزيز رحمه الله وأمر بتجديد عمارته وتوسعته وجعل له مئذنة وكان بطول تسعة امتار وعرض اربعة امتار ونصف كم حظي المسجد باهتمامات من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله الذي اعاد عمارته بحلة جديدة مع توسعته بمقدار تسع مرات حيث كانت مساحته «425» مترا مربعا قبل التوسعة لتصبح مساحته «3920» مترا مربعا ويشتمل المسجد بعد التوسعة على قاعة للصلاة مساحتها «1190» مترا مربعا تتسع لاكثر من «2000» مصل اضافة الى جزء مخصص للسيدات مساحته «400» متر مربع اضافة الى الخدمات المساندة مثل دورات المياه والمواقف المخصصة للسيارات.
النهضة التعليمية في المدينة المنورة
يسجل تاريخ الجزيرة العربية للملك عبدالعزيز تأسيسه للمملكة العربية السعودية، وإعادته للبلاد موئلا للعلم والنور من جديد، مباشرة بعد توحيده لأشلاء الوطن؛ بالتعليم ونشره في ربوع المملكة الناهضة اهتماما منقطع النظير.
فعلى يدي الملك عبدالعزيز كانت البداية لأول حركة تعليم منظمة في البلاد وتمثلت في افتتاح المدارس النظامية والتوسع في افتتاحها، واقتضى هذا التوسع تأسيس مديرية المعارف عام 1344ه للإشراف على المدارس النظامية المستحدثة وتنظيم وتنسيق عملها.
ثم كانت الانطلاقة الثانية والقوية للتعليم النظامي في المملكة بدءا من تأسيس وزارة المعارف عام 1373ه وإسناد وزارتها إلى الأمير فهد بن عبدالعزيز آل سعود (خادم الحرمين الشريفين)، فهذه الوزارة بكل مقاييس ومعايير التقويم قامت بعمل يشبه الأساطير والمعجزات فيما يخص تغيير الوضع التعليمي في البلاد من مستويات الأمية شبه التامة إلى التعليم شبه التام لكافة أفراد المجتمع وفئاته، حسب ماتبينه معدلات النمو العالية والمستمرة في مخرجات هذه الوزارة كما وكيفا.
لقد حظيت وزارة المعارف وما تلاها من مؤسسات تعليمية أخرى في البلاد اهتماما خاصا من قبل خادم الحرمين الشريفين أميرا/ وزيرا ثم ملكا، وهذا هو سر التجربة التعليمية الرائدة للمملكة لمن يجهله.
عشرون عاما بلغة الأرقام
يمثل مرور عقدين من الزمان من عهد خادم الحرمين الشريفين؛ فرصة مواتية لمراجعة إنجازات الوطن في كل مجال، والإدارة العامة للتعليم بمنطقة المدينة المنورة كواحدة من تلك المؤسسات ضمن منظومة وزارة المعارف التي شهدت تطورا لافتا وإنجازا متميزا تصدق عليه لغة الأرقام والإحصائيات في هذا التقرير، والوضع التعليمي في المنطقة يسير وفق ما هو مأمول ومحدد له سلفاً، وبرعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين وحكومته، بدعم من صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة، وبمتابعة وإشراف مباشر من وزارة المعارف وعلى رأسها معالي وزير المعارف، والمتتبع للإحصائيات والأرقام يلاحظ تطورا فائقا وملموسا خلال العشرين عاما المنصرمة (1402 ه - 1422ه) في المنطقة.
طلاب.. فصول.. مدارس.. معلمين
شهد عدد الطلاب في جميع مراحل التعليم نموا متزايدا وملحوظا فمن 54210 طلاب عام 1402ه إلى 111797 طالبا هذا العام 1422/1423ه وهو رقم لم يبلغه عدد طلاب التعليم العام في المنطقة من قبل.
وبلغ عدد المدارس في المنطقة اليوم 486 مدرسة تضم 4368 فصلا، بعد أن كان لا يتعدى 2448 فصلا في عام 1402ه، واللافت للنظر أن عدد المدارس لم ينمُ بمثل نمو أعداد الفصول، والسبب الحقيقي لذلك هو أن الغالبية من المدارس الحديثة التي افتتحت خلال العشرين عاما الماضية؛ هي مدارس حكومية حديثة مجهزة بأحدث المرافق والمستلزمات في مجال المباني المدرسية، وقد استوعبت هذه المدارس أكبر عدد من الفصول والطلاب في المدرسة الواحدة.
وفي مجال المعلمين وتأهيلهم، قفز عددهم من 2894 معلماً عام 1402ه تشكل نسبة المتعاقدين منهم قسما كبيرة، ووصل العدد اليوم إلى 7070 معلماً يمثل المتعاقدين منهم نسبة ضئيلة لا تذكر، وجدير بالذكر أن المعلمين الوطنيين في معظمهم اليوم من حملة الدرجة الجامعية، مع الاستمرار في برامج التدريب للنسبة الباقية.
التعليم الموازي
وفي ميدان التعليم الموازي «محو الأمية والتربية الخاصة والتعليم الأهلي» يلاحظ من خلال الأرقام والإحصائيات أيضا مؤشرات تلفت الانتباه، فنتيجة للجهود الحثيثة التي تبذلها الإدارة ضمن جهود وزارة المعارف الرامية لاستئصال الأمية من المجتمع؛ فقد انحسرت نسبة الأمية في المنطقة بشكل ملحوظ، يدل عليه انخفاض المستهدفين وأعداد الدارسين في مدارس محو الأمية الليلية في المنطقة، فقد كان عدد الدارسين في هذه المدارس 3639 دارسا عام 1405ه، انخفض على 2756 دارسا عام 1415ه، ثم انخفض أخيرا على 2241 طالبا هذا العام.
ولأن وزارة المعارف تبدي اهتماما واضحا ومتزايدا بذوي الحالات الخاصة من الطلاب؛ فقد أوجدت في العديد من المناطق والمحافظات التعليمية مدارس للتربية الخاصة، ففي عام 1402ه افتتح معهد للتربية الفكرية وصل عدد طلابه إلى 165 طالبا هذا العام يقوم على رعايتهم 40 معلما من خلال 19 فصلا، وافتتح في ذات العام معهد الأمل للصم والبكم بمرحلة ابتدائية ثم متوسطة عام 1414ه ثم ثانوية عام 1418ه كما افتتح في العام نفسه أيضاً معهد النور للبصيرين بالمرحلتين الابتدائية والمتوسطة ثم المرحلة الثانوية عام 1416ه.
وخلال السنوات الخمس الأخيرة؛ افتتحت عدة مراكز لأنواع مختلفة من التعليم الخاص وهي مراكز الدمج والتوحد ومراكز صعوبات التعلم، وبلغ عدد مدارس التعليم الأهلي بمنطقة المدينة المنورة 13 مدرسة يدرس بها 6180 طالبا، بالإضافة إلى أربعة معاهد خاصة هي: معهد دار الهجرة الليلي، ومعهد الخط العربي، ومعهد العقيق للغات، ومعهد معد لتعليم اللغة الإنجليزية، ويتضمن التعليم الأهلي فيما يتضمنه التعليم الأجنبي، ولها أقسام مصرح بها ملحقة بالمدارس الأهلية.
الشؤون التعليمية
وفي مجال الشؤون التعليمية في الإدارة «الإشراف التربوي والتدريب التربوي والتطوير التربوي»؛ فحتى هذا العام بلغ عدد الشعب التابعة لإدارة الإشراف التربوي بالإدارة العامة للتعليم بالمنطقة ثلاث عشرة شعبة يعمل بها 80 مشرفا تربويا في مختلف التخصصات، إضافة إلى ثلاثة مراكز للإشراف التربوي تابعة للإدارة افتتحت لتغطي القطاعات المتوسعة في المنطقة، وهذه المراكز هي: مركز إشراف بدر وافتتح عام 1415ه ويعمل به 10 مشرفين تربويين، ومركز إشراف الحناكية ويعمل به 4 مشرفين تربويين، ومركز إشراف خيبر ويعمل به 7 مشرفين تربويين وافتتح المركزان الأخيران عام 1420ه.
ولأهمية التدريب خصوصا في عالم اليوم شديد التغير والتسارع في النمو المعرفي والوظيفي، فقد أعطت وزارة المعارف للتدريب التربوي اهتماما كبيرا، فأنشأت مراكز للتدريب التربوي في جميع المناطق والمحافظات التعليمية في المملكة، ومنها مركز التدريب التربوي بالمنطقة الذي تم إنشاؤه عام 1419ه، وتم دعم المركز بعدد من مشرفي التدريب، وبأجهزة وتقنيات متطورة للتدريب والتعلم، واستطاع المركز تدريب آلاف المعلمين ومديري المدارس والمشرفين التربويين، وقد بلغ عدد المتدربين والمبتعثين للتدريب في الجامعات والكليات من خلال المركز 2552 متدربا ومبتعثا، وبلغ عدد المستفيدين من الدورات التنشيطية في المركز 9770 متدربا.
وتم في المنطقة إنشاء إدارة التطوير التربوي في عام 1418ه، كان الهدف من إنشائها؛ المشاركة في العمل على تطوير العملية التعليمية والتربوية بغرض رفع كفاءة وفعالية البرامج التعليمية والتربوية، وأصبح اليوم في إدارة التطوير التربوي أربعة أقسام هي: قسم البحوث التربوية، وقسم تطوير المكتبات، وقسم المكتبات المدرسية، وقسم المقررات المدرسية.
الصحة المدرسية
وقد شهدت الصحة المدرسية بالمنطقة تطورا كميا ونوعيا فمن وحدة صحية مدرسية واحدة إلى أربع وحدات صحة مدرسية، تغطي خدماتها كامل منطقة المدينة المنورة التعليمية وقراها وهجرها.
وقد واكب هذا التوسع في نطاق الوحدات الصحية المدرسية، تطور في مفهوم الصحة المدرسية ودورها ونشاطاتها، إذ تطور مفهوم الصحة المدرسية من التركيز على الجانب العلاجي فقط إلى تفعيل الدور الثقافي والتوعوي لدى الطلاب من خلال الزيارات المدرسية التي يقوم بها أطباء الصحة المدرسية، وحملات التطعيم، وحملات التبرع بالدم.
إضافة إلى دورات تدريبية لطلاب المدارس المتوسطة والثانوية على الإسعافات الأولية، وعقد دورات تدريبية لمعلمي التربية الرياضية، وإصدار نشرة دورية بعنوان «منتدى المعارف الصحية»، إضافة إلى إصدار عدد من النشرات والمطويات لمختلف المناسبات الصحية، كما تم افتتاح «عيادة مكافحة التدخين» في المنطقة وهي تابعة للصحة المدرسية، وهي الأولى من نوعها على مستوى الصحة المدرسية في مختلف مناطق المملكة.
مركز المدينة المنورة للطلاب الموهوبين
مواكبة للاهتمام العالمي بالموهوبين فقد تم ضمن اهتمام الدولة ممثلة في وزارة المعارف بهذه الفئة افتتاح وتأسيس مركز المدينة المنورة لرعاية الموهوبين، لاكتشاف الموهوبين ورعايتهم وإتاحة الفرص والإمكانات المختلفة لنمو مواهبهم.
ففي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز تأسس المركز في 12/7/1420ه الموافق 21/10/1999م، حيث افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس الحرس الوطني، ورئيس مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين.
وتتلخص أهداف المركز بشكل عام فيما يلي:
1 اكتشاف المواهب والقدرات غير العادية من الطلاب في مختلف مجالات المعرفة والعلوم وتعهد الطلاب الموهوبين بالرعاية والعناية بالطرق العلمية الحديثة.
2 تهيئة الإمكانات التي تساعد المبدعين والموهوبين على تطوير إبداعاتهم وتنمية قدراتهم.
3 تزويد الموهوبين باتجاهات البحث الجديد وترسيخ حب كسب المعرفة وتنميتها.
وللمركز تنظيم إداري وفني خاص يعمل على تسهيل مهمة العاملين فيه من معلمين وسواهم.
خدمات مساندة
وقد تم خلال العشرين سنة الأخيرة تطوير وتأسيس وافتتاح العديد من الخدمات المساندة الأخرى في الإدارة العامة للتعليم بمنطقة المدينة المنورة ونطاق إشرافها، مثل: مركز المعلومات والحاسب الآلي لإيصال المعلومة بسرعة ودقة لدعم اتخاذ القرار ومساندة الأجهزة وشبكة الحاسب الآلي بالإدارة، وموقع للإدارة على شبكة الإنترنت لتقديم معلومات عامة عن الإدارة والنشر السريع للمعلومة والالتقاء بمنسوبي التعليم عن بعد، وشبكة للاتصال والتراسل الإلكتروني للاستغناء عن التراسل اليدوي بين الإدارة والمدارس والإدارات التابعة لها.
إلى جانب مكتبة عامة (قديمة التأسيس تم تطوير أنشطتها) لتوفير مقر لخدمة الباحثين والقراء من منسوبي التعليم وغيرهم من أفراد المجتمع، بالإضافة على مكتبة الإشراف التربوي بداخل الإدارة لتوفير مقر للباحثين والقراء من المشرفين التربويين وكافة منسوبي الإدارة والمنطقة التعليمية.
ومركز للإرشاد الطلابي لمعالجة سلوكيات الطلاب وتوجيههم الوجهة الصحيحة، ومركز تدريب كشفي لاستيعاب الطلاب في النشاط الكشفي وصقل المواهب في مجاله، وناد للحاسب الآلي لإقامة دورات الحاسب الآلي بهدف تنمية المجتمع حاسوبيا، ومتحف للآثار للاهتمام بالآثار وتصنيفاتها والمحافظة عليها. كما تم استحداث وحدة للإعلام التربوي بالإدارة قامت بدور هام خلال السنوات الماضية تمثل في إبراز أنشطة المنطقة التعليمية إعلاميا من خلال التعاون مع وسائل الإعلام العامة (صحف إذاعة تلفزيون) كما قامت بإصدار العديد من النشرات الإعلامية أهمها نشرة (المنارة) التي تحولت إلى مجلة هذا العام.
المشروعات التعليمية
بلغ عدد مباني المدارس المشيدة خلال الفترة 1420/1422ه 62 مدرسة ابتدائية بتكلفة قدرها 197 .672. 265 ريالا، و 45 مدرسة متوسطة بتكلفة قدرها 80 .143. 970. 235 ريالا، و 11 مدرسة ثانوية بتكلفة قدرها 172.844.80 ريالا، وبهذا يكون إجمالي تكلفة مشروعات بناء وتشييد المدارس 3 .513 .486. 600 ريالا.
وفي مجال المباني الإدارية فقد تم خلال هذه الفترة تنفيذ عدد من المشروعات من بينها إنشاء مبنى المكتبة العامة بتكلفة 423 .147. 6 ريالا، ومبنى الوحدة الصحية الرئيسية بتكلفة 343. 444 .3 ريالا، ومبنى الإدارة العامة للتعليم بتكلفة 792 .122. 13 ريالا، ومبنى الوحدة الصحية الفرعية بتكلفة 935. 975 .2 ريالا، ومبنى المستودعات المركزية بتكلفة 016. 293 .19 ريالا، وبهذا تكون تكلفة إنشاء وتشييد المباني الإدارية 409. 983. 44 ريالا. كما تم تنفيذ عدد من المشروعات التعليمية لصالح التربية الخاصة؛ حيث تم خلال هذه الفترة تشييد وبناء مباني معهد التربية الفكرية بتكلفة 000 .760 .3 ريال، ومعهد النور بتكلفة 000 .195 .3 ريال، ومعهد الأمل للبنين بتكلفة 230. 856 .9 ريالا، وبهذا يكون إجمالي تشييد وبناء مباني معاهد التربية الخاصة 230 .811. 16 ريالا.
اهتمام خادم الحرمين بسقي المدينة المنورة
من أبرز السمات الرائعة في شخصية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله والتي تؤكد تميز هذه الشخصية هو بعد النظر ووضع حسابات المستقبل على اجندة التخطيط المستقبلي وهو ما اشار اليه باعجاب وتقدير العديد من الدارسين لشخصية الملك فهد بن عبدالعزيز وهم يدرسون ابعاد هذه الشخصية منذ ان تم تكليفه من والده الملك المؤسس/ عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله وحتى تقلده مهام الحكم في المملكة العربية السعودية وخاصة في اشارتهم للانجازات الكبيرة التي تحققت خلال العقدين الماضيين من هذا العهد الزاهر الميمون، وقد ركز اكثر الدارسين لشخصية الفهد وانجازاته على ما انطوت عليه هذه المنجزات من صفات الشمولية والتكامل وانها انجازات مدروسة خضعت لبحث ونقاش على قاعدة من المعلومات حول الحاجة الحقيقية للمشروعات قبل البدء في تنفيذها وهذا ما يؤكد مدى ما يتمتع به الملك فهد من بُعد نظر واستقراء للمستقبل ووضع الاحتياطات المناسبة لمواجهة الحاجيات المستقبلية ومن الادلة الواضحة على هذه السمة لدى الملك المفدى ما سمعته من شخصية نافذة في منطقة المدينة المنورة والذي حضر دراسة حول مشروعات تطوير المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف رأس حلقاتها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وذلك لتغيير وجه هذه المنطقة وزيادة حجم استيعابها الى عشرة اضعاف ما كانت عليه وعند طرح آفاق التطوير شعر الملك ان هذه الزيادة تحتاج الى توفير كم كبير من الخدمات والتي يجب ان تأتي متزامنة مع تنفيذ هذه المشروعات واهم هذه الخدمات المياه والكهرباء وعندها اصدر الملك المفدى حفظه الله توجيهاته السديدة بضرورة ايجاد آلية مناسبة لتوفير المياه وسد احتياجات المدينة المنورة المستقبلية من هذين العنصرين الحيويين وبناء على هذا التوجيه الكريم شرعت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بدراسة العديد من الافكار والبدائل لتنفيذ هذه التوجهات وكان ان نفذت المؤسسة مشروعها الكبير المتمثل بانشاء محطتي تحلية وتوليد كهرباء وقد قام صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني بافتتاح محطتي التحلية والتوليد في العاشر من شهررجب عام 1420ه خلال زيارته لمنطقة المدينة المنورة ورعايته للعديد من المشروعات الكبيرة وتبلغ الطاقة الانتاجية للمحطة حوالي «000. 227» متر مكعب من المياه المحلاة كما تبلغ القدرة التصديرية لمحطة الكهرباء حوالي «35» ميجاوات من الكهرباء.
ان مشروع محطتي التحلية وتوليد الطاقة الكهربائية ونظام نقل المياه المحلاة الى منطقة المدينة المنورة المرحلة الثانية بكل اجزائه يمثل حلقة في منظومة مشاريع التحلية التي اولتها الدولة ايدها الله كل العناية والاهتمام.
ويشتمل هذا المشروع على خمسة عقود رئيسية بتكلفة اجمالية بلغت 566 .826 .869 .4 اربعة بلايين وثمانمائة وتسعة وستين مليونا وثمانمائة وستة وعشرين ألفاً وخمسمائة وستة وستين ريالا سعوديا.
ويتكون هذا المشروع من محطتين لتحلية المياه المالحة احداهما تعمل بطريقة التبخير الوميضي والاخرى تعمل بطريقة التناضح العكسي بطاقة انتاجية للمحطتين تبلغ 227 مائتين وسبعة وعشرين الف متر مكعب من المياه المحلاة يوميا.
اما بالنسبة لمشروع نظام نقل المياه الى المدينة المنورة المرحلة الثانية فقد تم انشاء هذا النظام بطاقة تصميمية تصل الى 585.353 ثلاثمائة وثلاثة وخمسين الفا وخمسمائة وخمسة وثمانين مترا مكعبا يوميا.
ويتكون من خطوط انابيب ذات ضغط عال ومنخفض يصل مجموع اطوالها الى حوالي 372 ثلاثمائة واثنين وسبعين كيلو مترا بالاضافة الى محطتي ضخ في كل من موقع المحطة بينبع والمسيجيد وثلاثة وعشرين خزانا تجميعيا او تشغيليا في مواقع المشروع المختلفة بسعة تتراوح بين 5000 خمسة الاف و 000 .140 مائة واربعين الف متر مكعب لكل خزان وبسعة اجمالية مقدارها 000. 256. 1 مليون ومائتان وستة وخمسون الف متر مكعب لكل من خزانات محطة الضخ الاولى بينبع والمفرحات والحمراء وبدر والمسيجيد والرايس والمدينة المنورة بالاضافة الى انشاء عدد تسع نقاط توزيع لايصال المياه الى معظم القرى الواقعة على امتداد خط الانابيب لتغذية ما يقارب من 20 عشرين بلدة.
كما تم انشاء نظام تحكم عن بعد ونظام الحماية الكاثودية وانظمة مكافحة الحريق وصمامات التهوية والتصريف والغلق والتحكم لكامل اجزاء المشروع ويتكون المشروع من عقدين رئيسيين بمبلغ 000 .000. 362 .2 بلونين وثلاثمائة واثنين وستين مليون ريال سعودي.
ويتكون المشروع من محطة لتوليد الطاقة الكهربائية، محطة تحلية المياه المالحة بطريقة التبخير الوميضي، محطة لتحلية المياه المالحة بطريقة التناضح العكسي، الانظمة المساعدة، نظام نقل المياه ومحطتا الضخ، وتشتمل مكونات المشروع على غلايتين طاقة كل منهما «570» طن/ ساعة عند درجة حرارة «525» درجة مئوية وضغط «67» بارا، كما يشتمل المشروع على توربينين بخاريين طاقة كل منهما «81» ميجاوات كهرباء لخدمة المحطتين اضافة الى توفير ثلاثة خزانات كبيرة للوقود منها خزانان للوقود الرئيسي «الزيت الثقيل» سعة كل منهما «000. 22» متر مكعب وخزان للديزل بسعة «7500» متر مكعب.
محطة تحلية المياه المالحة
تعمل هذه المحطة بطريقة التبخير الوميضي وهي عبارة عن مجموعة من الانابيب التي تسحب مياه البحر الي المحطة بعدد «3» انابيب قطر كل انبوب «60 .2» متر وبطول «240» مترا وبعمق «1720» مترا وتصل المياه الى مبنى مضخات مياه البحر حيث تتم عملية تصفيتها من غالبية الشوائب ويضم المشروع اربعة خزانات مياه للتخزين سعة كل منهما «000 .140» متر مكعب.
محطة التحلية بالتناضح
وتعتبر هذه المحطة اكبر محطة تحلية بالتناضح في العالم وتشتمل على انبوبين لسحب مياه البحر قطر كل منهما متران وبطول «240» مترا وبعمق «1720» مترا وتشتمل المحطة على مبنى مضخات مياه البحر والذي يحتوي على صفايات قضيبية اخرى دوارة لتصفية مياه البحر وثلاث مضخات طاقة كل مضخة «8500» متر مكعب/ ساعة ومرشحات ثنائية الوسط ومرشحات خرطوشية.
مضخات الضغط العالي
ولتحقيق الضغط التناضحي المطلوب لعملية التحلية بمرور المياه غير المالحة عبر اغشية التناضح العكسي فانه يجب توفير مضخات ذات ضغط عالٍ لهذا الغرض وتتكون المضخات من «15» مضخة طاقة الواحدة «170 .1» مترا مكعبا في الساعة تعمل عند ضغط «72» بارا، «15» وحدة استعادة سعة الواحدة «600» متر مكعب في الساعة.
نظام نقل المياه
وللاستفادة الجيدة من امكانيات هذه المحطة وتوزيع مخرجاتها حيث تخدم المدينة المنورة ومحافظة ينبع فقد تطلب الامر انشاء نظام لنقل المياه من موقع المحطة على شاطئ البحر الاحمر الى مواقع الاستخدام ويشتمل هذا النظام على خطوط الانابيب ذات الضغط العالي منها خط انابيب حديدي بقطر «60 بوصة» وطول «150» كيلو متراً لنقل المياه من محطة التحلية بينبع الى خزانات النقطة العليا بالمفرحات على مقربة من المدينة المنورة، خط انابيب حديدي بقطر «32» بوصة وبطول «51» كيلو متر لنقل المياه من محطة الضخ الاولى في ينبع الى محطة ينبع الطرفية، خط انابيب حديدي بقطر «20» بوصة، خط انابيب حديدي بقطر «52» بوصة وطول «20» كيلو متراً لنقل المياه المحلاة من المفرحات الى محطة المدينة المنورة الطرفية، خط انابيب بقطر «26» بوصة يتفرع من الخط الرئيسي المتجه للمدينة المنورة عند الكيلو «160» تنساب فيه المياه المحلاة الى المليليح.
كما يشتمل المشروع على محطات ضخ تتكون من خزانات كبيرة ومبني المضخات الرئيسية والمعدات الكهربائية الكبيرة.
المليك المفدى في المدينة المنورة يلقي خطابه التاريخي الذي أعلن فيه تخليه عن لقب «صاحب الجلالة» وتشرفه بلقب «خادم الحرمين الشريفين»