Car Magazine Wednesday  10/06/2009 G Issue 111

الاربعاء 17 ,جمادى الثانية 1430   العدد  111

 

 

في هذا العدد

 

تقارير

 
نيسان ورينو تعززان تحالفهما

تقرير - حمد العنزي

«خلال العقد الماضي عملنا على استغلال هذا التحالف في تطوير عمليات تنسيق مربحة لرينو ونيسان، وقد نجحت هذه الطريقة بالفعل حين كانت الشركتان تتوسعان وتحققان المكاسب. أما اليوم فعلينا أن نتحرك بسرعة، فالبحث عن آفاق التنسيق لم يعد خياراً، بل صار ضرورة ملحة. لذلك، فقد أنشأنا فريقاً من الخبراء سوف تكون مهمته التركيز على إعداد عمليات تنسيق أشمل وأوسع لتجنيبنا تداعيات الأزمة الحالية والتغلب عليها في أفق تعزيز موقعنا في المستقبل). كارلوس غصن الرئيس التنفيذي لتحالف رينو نيسان. دخلت كل من شركتا رينو الفرنسية ونيسان اليابانية منذ سنة 1999 في شراكة استراتيجية ساهمت بشكل ملحوظ في تعزيز موقع الشركتين في سوق السيارات العالمية، وحقق هذا التعاون جملة من الإنجازات، شملت استغلال منصات مشتركة لصناعة المحركات، والتعاون في تطوير التقنيات المتطورة، وصياغات المعايير المتبعة في مناهج صناعة السيارات، وتعزيز مجموعة المنتجات وتنوعها، بالإضافة إلى توسيع نطاق نفوذ كلا الشريكين على الساحة العالمية، وكان من نتائج هذه الشراكة أن ارتفع مجموع مبيعات السيارات لكلتا الشركتين من 4.9 مليون سيارة سنة 1999 إلى 6.9 مليون سنة 2008 (بما فيها مبيعات شركة أفتوفاز)، ما جعل تحالف رينو نيسان يصبح ثالث أكبر مجموعة لصناعة السيارات في العالم. وفي ظل الظروف الاقتصادية الحالية، سوف تزيد الشركتان من نطاق التعاون بينهما، حيث تطمحان إلى تحقيق مستوى تنسيق بينهما سيحقق 1.5 مليار يورو هذه السنة سيتقاسمانها بالتساوي بينهما، ويمكن تلخيص أبعاد هذا التنسيق على الشكل الآتي:

لوجستية

- التصنيع والخدمات اللوجستية: من المتوقع أن توفر ما مجموعه 363 مليون يورو من إجمالي أعمال التنسيق، حيث سيواصل الشريكان استغلال وحدات التصنيع المشتركة للاستفادة من فرص الصناعة المحلية والتعامل بالعملات المحلية وتحسين أداء وقدرات وحدات الإنتاج الحالية. ففي سنة 2009 مثلاً سوف تنتج وحدة تصنيع السيارات التابعة لرينو في البرازيل طرازين إضافيين لنيسان بينما سينتج مصنع نيسان في جنوب إفريقيا طرازين إضافيين لصالح رينو. ومع نهاية سنة 2009، سوف يتقاسم الشريكان عمليات إنتاج لصالح كليهما تخص 11 طرازاً في المجموع. وعلى الجانب اللوجستي ستتمكن الشركتان من تخفيض المزيد من مصاريف الإنتاج في عمليات الخدمات اللوجستية الواردة والصادرة، وذلك من خلال التشارك في المزيد من مراكز تجميع أجزاء السيارات، وتسهيل عمليات نقل قطع السيارات والمعايير اللوجستية المتعبة في ذلك، خصوصاً داخل المنطقة الأوروبية.

- المحركات: سوف تساهم بمجموع 289 مليون يورو من إجمالي عمليات التنسيق حيث سيعمد الشريكان إلى تعزيز مستوى الشراكة من مجرد تبادل المحركات إلى الملكية المشتركة لطرازات مختلفة من المحركات، ما سيساهم في تخفيض تكاليف التطوير والشراء والتصنيع. وكمثال على ذلك، هناك مشروع رينو لتطوير محرك بنزين جديد صغير يعمل بشاحن توربيني اعتماداً على قاعدة محركات نيسان. وحتى الآن تتقاسم الشركتان حوالي 50 في المائة من إجمالي أجزاء المحركات لديها.

شراء موحد

- عمليات الشراء: سوف يساهم التنسيق في هذا المجال في توفير ما مجموعه 157 مليون يورو. فمنذ أبريل 2009، تكفلت مؤسسة الشراء الخاصة بتحالف رينو نيسان بمجمل عمليات الشراء الخاصة بالتحالف ومتطلباتها، وحتى اليوم بقي التركيز منصباً على التعاون في مجال أجزاء السيارات والمواد الخام غير أن نطاق التعاون سوف يتوسع الآن ليشمل خدمات الشراء أيضاً. وتشمل أمثلة التعاون بين الشركتين في إطار تحالفهما فرص توريد عمليات تصنيع المكابح لأطراف خارجية، بالإضافة إلى زيادة حجم توريد الأعمال المخصص لكوريا من أجل تعزيز شبكة التزويد الخاصة برينو وسامسونج، ومن المتوقع التوصل إلى المزيد من التخفيض في النفقات مع تمكن الشركتين من تقليص فارق الاختلافات في مجموعة أجزاء السيارات لديها.

- البحث العلمي والتقنيات المتطورة: من المتوقع أن تساهم في تخفيض النفقات بحوالي 115 مليون يورو، حيث إن الشركتين ستنسقان جهودهما لتفادي ازدواجية النتائج وتحسين استغلال الموارد. فمثلاً، سوف يتم تزويد السيارات الكهربائية لرينو ونيسان ببطاريات تم تطويرها في إطار التعاون بين الشركتين، كما أن سيارة رينو التي تعمل بالوقود الخلوي، التي تم الكشف عنها السنة الماضية تستخدم تقنية الوقود الخلوي الخاصة بنيسان. هذا بالإضافة إلى أن الشركتين سوف توحدان جهودهما في تطوير التقنيات المرتبطة بانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، وتحسين أساليب الراحة والرفاهية من الداخل، وتعزيز مستويات الأمان والأداء الديناميكي للسيارات.

- السيارات التجارية الخفيفة: تشكل ما مجموعه 102 مليون يورو من إجمالي عمليات التنسيق التي تم تحديدها، فمثلاً اتفق الشريكان مؤخراً على استخدام منصة تصنيع واحدة في أوروبا لإنتاج طرازين مختلفين من السيارات التجارية الخفيفة.

- أنظمة المعلومات ووظائف الدعم: تشكل ما مجموعه 48 مليون يورو من إجمالي عمليات التنسيق التي تم تحديدها. في أوروبا، ستعمد الشركتان إلى تكثيف استخدام الموارد الداخلية المشتركة في أنظمة وتقنيات المعلومات، كما ستقومان بتوحيد البنية التحتية لشبكات البيانات لديهما.

ميزة تنافسية

تمثل الشراكة القائمة بين رينو ونيسان ميزة تنافسية فريدة لكلتا الشركتين في مواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على قطاع صناعة السيارات، ولاستغلال المعرفة المكتسبة على مدى عشر سنوات بفضل التنوع الثقافي وتبادل التجارب، أنشأ هذا التحالف فريقاً مكوناً من ستة أفراد من نيسان وخمسة أفراد من رينو. وابتداء من 1 يونيو، شرع هؤلاء في استغلال معرفتهم الموسعة والعميقة لكلتا الشركتين من أجل تعزيز التنسيق على كافة المستويات بهدف بسط الممارسات والمعايير المشتركة لتشمل كافة مراحل الإنتاج لدى الشريكين ليس فقط من أجل سنة 2009 فحسب، ولكن ليبقى هذا التحالف قائماً في المستقبل.

وسيركز هذا الفريق على المجالات التي تم تحديدها على أنها من الأولويات كالآتي: عمليات الشراء، توريد أعمال الإنتاج على الصعيد العالمي، توحيد منصات الإنتاج وأجزاء السيارات، المحركات، وظائف الدعم، الخدمات اللوجستية العالمية، أنظمة وتقنيات المعلومات، البحث العلمي والتقنيات المتطورة، تطوير مشاريع التخلص من انبعاث الغازات الضارة.

ولطالما كان التحالف أفضل وسيلة لتحقيق أداء أفضل لكلتا الشركتين تجمعهما الثقة المشتركة بفضل عشر سنوات من العمل المشترك. وما من شك أن تسريع وتيرة عمليات التنسيق بين الشريكين ودعمها بتنظيم محكم سوف يساعد كلتا الشركتين على تفادي تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية والخروج منها قويتين وقادرتين على مواجهات تحديات المستقبل.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة


 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة