الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 1st March,2004 العدد : 48

الأثنين 10 ,محرم 1425

المجلة والصراع بين القديم والحديث
د. حافظ المغربي
استطاعت (المجلة الثقافية) بسبق رغم عمرها القصير الذي لا يعدو سنة أن تحقق ما لم تحققه خدمةً للمنجز الأدبي والثقافي، بل والفني دوريات أدبية سبقتها في الظهور وذلك لعدة أسباب نذكر من أهمها:
أولاً: انها استقطبت منذ صدور عددها الأول إلى جانب كبار المثقفين والأدباء من الشيوخ مجموعة من الشباب المثقف الواعي والواعد بما يكتب، مثل: محمد الدبيسي ومحمد جبر الحربي وعلي القحطاني ميسرة مساحة من جرأة وديمقراطية الحوار، بما يفعّل دور الثقافة في ألا تكون مكبلة بما يملأ عليها في سلطوية من رقيب متعسف.
ثانياً: انها استوعبت ماضي الساحة الأدبية من إنجازات ثقافية، سواء على مستوى الكتاب المؤلف وعرضه بطريقة مشوقة، تكشف ما به من جديد، أو على مستوى النص المنشور شعراً وقصاً، مميزة في هذا إلى حد مقبول بين الغث والسمين؛ إذ معظم النصوص المنشورة جيدة، رغم اختلاف توجه أصحابها وأعمارهم، مفسحة لكل شاب واعد صدر صفحاتها، وهو ما لا تخطئه عين النقاد أمثالنا، من الباحثين عمّا يمكن أن نتفق أو نختلف حوله، ولا أقول ما نختلف عليه.
ثالثاً: انها بحس صحفي ذكي استطاعت أن تحرك الراكد في الساحة الأدبية؛ من خلال قضية قديمة متجددة هي قضية الصراع بين الحداثة والأصالة. ولا يظن ظان أن الصراع مثلاً بين الغذامي الحداثي ومناوشيه من المحافظين ليس من صالح الأدب لخصومات شخصية كما يذهب البعض. وإنما هو صراع يفعّل الدورين للتراث والمعاصرة، لقد عاش المنفلوطي وشوقي كما عاش حمزة شحاتة والمازني والعقاد. ولكن بين هذا وذاك لا بد أن أهمس في أذن القائمين على المجلة بملحوظتين مهمتين أيضا:
أولاهما: ان ثمة أدباء ومثقفين ومحررين تتكرر أسماؤهم ويتكرر ظهورهم في معظم أعداد المجلة تقريباً، وكأن الساحة الثقافية سواء في السعودية أو في غيرها من بلاد الوطن العربي قد خلت إلا منهم.
اخراهما: على بعض كتابها الواعين مثل محمد الدبيسي الذي يمتعنا بوصفه ناقداً محترفاً يكتب نقداً للنص الأدبي وفق أسلوب ولغة راقية تحترم عقل المتلقي، أن يتخلى عن أسلوب (استعراضي) يعتمد التقويس المظلل أحيانا فيما يكتبه وفق لغة الصحافة، مما يمثل ازدواجية ومفارقة.
الصفحة الرئيسة
عدد خاص
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved