الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 1st March,2004 العدد : 48

الأثنين 10 ,محرم 1425

(نصوص) المجلة الثقافية.. عام من الإبداع والتميز
خالد محمد الخضري *

بداية لابد أن نشير إلى الجهود المتميزة للمجلة الثقافية؛ التي تسعى إلى تقديم المفيد والمناسب؛ فهي تجربة رائدة أثبتت نجاحها وأهميتها في مشهدنا الثقافي؛ ولا أخفيكم إن قلت: إنها لفتت انتباه القارئ بوقت قصير؛ بل أثرت في الذائقة، فأنا مِمّن شدتهم (المجلة الثقافية) واجتذبتني صفحات (نصوص) بوجه خاص لأنني أقرأ حقيقة العمل الإبداعي شعرا وقصة، وأتابع زاوية (مطالعات) التي تهتم بالإبداع المحلي، ولاسيما ما ينشر في مؤلفات حيث نرى هذه الإضاءات، وقد عرفت بما لدينا..
أصدقكم القول: إنني سعدت حينما طلب مني مُعِدُّ صفحتي نصوص الزميل الشمري لأنه سيعيدني إلى تأمل ما قدمَتْه (المجلة الثقافية) في نحو عام من إبداعات وكتابات ومطالعات إلا أنني ارتأيت أن تكون القراءة من واقع عيِّنة محدودة، وهي عشرة أعداد من المجلة الثقافية حرصت أن تكون (صفحتي نصوص) هي مادة تأملي ورصدي لهذا المنجز الإبداعي المتميز في مراحل صدورها الأولى.
هاتفت الزميل عبدالحفيظ أكثر من مرة أشكره على سعيه الحثيث لتقديم الإبداع المحلي من خلال هذه الصفحات التي (تَحْتَجِبُ) أحياناً لأسباب يرونها داخل المجلة؛ فكنت أحث الزميل الشمري على أن تكون هناك فرصة مناسبة للعمل القصصي، وذلك بدوافع رغبتي أن تكون النصوص المنشورة طابعها السرد، إلا أنه ظل يؤكد أن الصفحات هي مزيج من الإبداع الشعري والقصصي، وأحياناً العمل النثري الذي يقترب من الخاطرة.
لقد لفت نظري حينما أخذت العينة العشوائية أن (الشعر) في المرتبة الأولى فيما تأتي الكتابة النثرية أو المقالية في المرتبة الثانية، فيما تأتي القصة في المرتبة الثالثة؛ لذلك آمل من الزملاء في المجلة الثقافية أن يكون هناك اهتمام في الإبداع القصصي؛ لأن العمل السردي أصبح ظاهرة أدبية مميزة على المستوى العربي والعالم.. بل أصبح الكاتب السعودي ينافس كتاب العالم، وهناك من حاز العديد من الجوائز المحلية والعالمية.
وفي هذه العينة اكتشفت أن هناك أسماء جديدة وكثيرة ترد على صفحتي نصوص، وهذا يعكس حجم الإقبال على المجلة الثقافية التي تقدم من خلال صحيفة الجزيرة ،وهي صحيفة يومية، كما هو معروف لأن القارئ يجب أن يكتشف ما لدينا من إبداع في ظل بحثه عن الخبر والصورة.
(صفحتي نصوص) هي بالفعل منبر أدبي جديد يحاول جاهداً أن يقدم الأدب المحلي، ولاسيما الإبداع الجديد، لكن هذا الإبداع تغلب عليه صفة (الجدة).. تلك التجارب التي تتم من قبل الجيل الجديد الذي يجب علينا أن نأخذ بيده لنقدمه للساحة الثقافية، والمشهد الأدبي، فيجب أن تكون المشاركة في الكتابة ذات طابع أدبي محدد المعالم، وواضح الغايات كأن تكون القصيدة مكتملة العناصر، والقصة واضحة المعالم، والخاطرة محققة شرطية الإبداع من غير إكثار، أو مجاملة لأن الأدب الحقيقي هو الذي يجب أن يطلع عليه القارئ؛ فمن هذه الصفحات الإبداعية سينطلق المبدعون الجدد إلى مشهدنا الثقافي.
إلا أنني أرى ومن خلال هذا التأمل لمسيرة مادة (نصوص) أن هناك اهتماما بالإبداع الجديد؛ فقد يفوق هذا الإبداع حقيقة ما يقدمه النقاد الذين أخذ أكثرهم جانب الحياد عنه، فيما تناوله البعض بالتعريض المؤذي.. ذلك الذي لايقدم للعمل الإبداعي المحلي أي شيء سوى أنه يقلل من قيمته في وقت بات من الواجب أن تتضافر الجهود من أجل خدمة أدبنا وثقافتنا، ولاسيما العمل الإبداعي الذي أعتبره الركيزة الأساسية لأدبنا وثقافتنا التي تذهب إلى الآخرين.
(نصوص) بين الشعر والقصة
لفت انتباهي توارد النصوص الشعرية من خلال صفحتي (نصوص)، فقد يعود السبب من وجهة نظري إلى أن مايرد ل (الجزيرة) هو قبيل الشعر، فيما يأتي العمل بمرتبة تالية، فالشعر هو ديوان العرب، كما هو معروف، ولايمكن لنا أن نضع هنا ضوابط على مايقدمه الشعراء الجدد، إنما يجب أن تكون المادة الشعرية متحولة عن هيئتها التقليدية ومضمونها الكلاسيكي من أجل أن يقدم الشاعر تجربته الجديدة على أسس داعية تدرك حقيقة المرحلة، ولا نعمم هنا إنما نقول: عن بعض ما ينشر من خلال هذه الصفحات أو ما نسميه (صفحتي نصوص).
لقد اهتمت هذه الصفحة في تقديم ما نفتقده في الصحافة المحلية، وهو غياب النص المحلي؛ ولا يخفى على أحد ما لهذه العطاءات من إبداع في مجال النشر المحلي الذي سيكون هو الواقع الذي سنحاكم من خلاله المرحلة؛ فإماأن يكون واقعاً أدبياً قوياً نفخر به أو عكس ذلك، وهو مالا نرجوه أو نتمناه.
لقد لفت الانتباه تعدد الأسماء التي تنشر، فهناك من هو أستاذ جامعي، ومبدع معروف، وهناك من هو في بداية الطريق حيث للجميع الحق فيما أعتقد في النشر والعطاء من خلال (الجزيرة الثقافية) وصفحاتها التي نفخر بها جميعاً ولاسيما (نصوص) التي نطل من خلالها على القارئ الكريم.
(مطالعات).. جهد رائع
أقف عند زاوية (مطالعات) كثيراً؛ فهي بحق جهد رائع لأنها تهتم بأدبنا وإبداعنا المحلي، بل إن محررها ينطلق من واقع التجربة ذاتها؛ إذ يقدم، ومن خلال هذه الزاوية، وبشكل منتظم ما يجد على الساحة الثقافية من إبداع منشور؛ وهو تقليد جيد يحسب للمجلة الثقافية وللزملاء فيها.
وأظل أقول: إن (مطالعات) هي عمل نقدي تحفيزي يتم من خلاله التعريف بالكتاب الجديد؛ وذلك بإبراز أهم منطلقاته وفصوله؛ لتسهم هذه الإضاءات في خلق فضاء إبداعي مميز؛ سيقدم العديد من القدرات الأدبية، والمواهب التي ستشق طريقها نحو أفق المعرفة.
ولدي أمنية لعلها تتحقق، وهي أن تكون زاوية (مطالعات) مفردة في صفحة مستقلة، ولا مانع من أن تكون متصلة بالعمل النصوصي الذي يقدم من خلال (صفحتي نصوص)؛ وكنت أتمنى لو كانت هناك مساحة أكبر للعمل الإبداعي من شعر وقصة وخاطرة..
(النصوص المترجمة)
نافذة على إبداع الآخر..
يطالع القارئ الكريم نافذة أخرى من نوافذ الإبداع وهي زاوية (نصوص مترجمة)، وهي عمل أدبي يحتاج إلى متابعة وجهد؛ فهذه النافذة التي تظهر بشكل متميز تعطي للقارئ فرصة مناسبة من أجل أن يتعرف على ما لدى الآخر من إبداعات وتجليات كتابية.. بل إنني أشعر أنها مرحلة راقية في العمل الصحفي الثقافي الذي تمارسه صحيفة الجزيرة.
هناك جيل من المبدعين الشباب الذين يهتمون بالترجمة الأدبية، وعلى رأسهم الدكتور حسن النعمي وخالد العوض وحسن الصلهبي وآخرون مازالوا يتواصلون في بناء ثقافة جديدة متميزة ستكون جهودهم بالفعل نوافذ مهمة من نوافذ الأدب التي نطل منها على مالدى الآخر من إبداعات.
وحقيقة أن الجزيرة الثقافية ومن خلال مجلتها وأوراقها المتميزة سعت ولا تزال تبذل الجهد تلو الآخر من أجل أن تقدم الطاقات الشابة، وتكتشف المواهب الإبداعية التي نحن بأمس الحاجة لها؛ والأمل يحدونا بأن تتواصل هذه الصفحات الإبداعية لأنها كما أشرنا هي الركيزة والمنطلق الذي تبدأ منه خطوات الأدباء والمبدعين نحو القارئ.


* قاص سعودي

الصفحة الرئيسة
عدد خاص
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved