الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 1st March,2004 العدد : 48

الأثنين 10 ,محرم 1425

تهنئة لـ (المجلة الثقافية)
عبدالله الجفري

* الكاتب والمحرر الدائم ب (المجلة الثقافية) الاسبوعية التي تصدر عن صحفية الجزيرة الاساذ محمد الديبسي اشعل في عقلي ووجداني شمعة ترتبط بعنوان عموده الاسبوعي (تكوين)، ولكن اضاءتها تشمل: تكوين هذه المجلة الثقافية التي مضى على انطلاقتها عام كامل.. وقال لي في محادثة هاتفية:
نريد ان تشاركنا بقلمك وكلماتك في الاحتفاء بمرور عام على هذه المجلة الثقافية!
وشكرته علىالدعوة الكريمة، ورغم ان قلمي (محتكر) للكتابة في (عكاظ) فقط، وهو حقها المشروع في تخصيص كتَّابها او حتى (تمحيصهم).. لكن واجب التكريم احسبه لايصنف (مقالا)، بل هي مشاركة واجبة نحو مطبوعة استطاعت في شكل (الملحق) ان تؤدي خدمة ملموسة للنشاط الثقافي وللحركة الأدبية في وطننا.. فلكزت خصر النوادي الأدبية، واغرت الأدباء والمبدعين بالكتابة عبر صفحاتها.. في الوقت الذي كان بعض الكتاب يقف على ارصفة دروب الكلمات في انتظار موكب (المعاني) الآتي، وسطوع شمس التنوير وخطوات الابداع التي نحاول انتشالها من لزوجه طحالب ذهنية اتسخت بها ارصفة دروب الكلمات وتشوهت.. وكأن (الصالونات) الأدبية وحدها بقيت هي التي تشعل شمعة النشاط الثقافي والحوار الهادف.
* * *
* ولو اننا تلفتنا قليلا في ارجاء (الحاضر) الثقافي، لوجدنا بعض الكلمات نعوشا لأصحابها، وبعض الشفاه من المطاط، وبعض الافكار من الكافور بعيون خلفية كعيون تماثيل الإغريق، حدقاتها الى الداخل، تهتم بالنظرة الىالظل، ولاتخطو الا لتتوقف.
وهناك افكار تقلصت داخل الادمغة، يملأ اصحابها الدنيا ضجيجا وعويلا واحتجاجا علىالقضايا الانسانية، لانهم يشعرون بالم جوع ادمغتهم وكأنهم بلا قضية انسانية.
والبعض صار يعاني من (انتفاخ في التطلع)، والبعض غذى (الجاذبية) في تأملاته التي يكتبها وينشرها، وكل مشكلته انحصرت في (إرتكاس الشعور)!!
والبعض: واصل بعثرة كلماته (فاترينات) من البلاستيك يطنها تنطق وتبدع.. والذي يشنق الفكرة، لحظةتفويت سطحي، والذي يسبب ركود اللقاح الذهني بشعور بغي يستهين حتى بالبهجة في الذة.. انهم هؤلاء الذين وقفوا على (منتصفهم)، وقرروا ممارسة مايشبه تلك المجابهة التي تعرض لها الكاتب المسرحي الامريكي يوجين اونيل، عندما حاول النقاد الربط بين عالم شخوص مسرحياته وبين عالمه لاشخصي لينالوا من نجاحه.. وهم ايضا هؤلاء الذين يريد كل واحد منهم تمثيل دور (الكونت دي مونت كريستو) على الحياة العامة، فيجعل له جانبا ابكم يتحرك بلا ضجيج وجانبا صاخبا يضرب في اللحظة المناسبة!
* * *
لقد حرصت (المجلة الثقافية) بانتقاء نخبة من الكتاب على تكثيف عدسة الزوم على ثنايا موقف الكلمة الاخلاقي، مقياس الكلمة الصادقة والمبدعة التي تمثل الوقوف على ارض صلبة، هي: العقل والضميروالوجدان، تجاوزا لمن يكرس الانفصام بين الفكر والحس.. فالكلمة ليست (وسيلة) التجريح لشرايين الاسئلة المولودة من عبارات تطمح الى العبور نحو مفاهيم الناس.. بل الكلمة هي (الغاية) النابضة في مفاهيم الناس بسؤال متحرك متواصل باجابة مكتملة في استكراد استفهاماتها!
وان كانت لنا (ملاحظات اخوية) صادقة نزجيها للأحباء المشرفين على (المجلة الثقافية). فهي تنحصر في (تكرار) الوجوه التي تكتب اسبوعيا، وكأن الصفحات تحولت الى (ضِيَع) لكل كاتب: صفحة ضيعة، حتى وان كان الكتُّاب من النخبة.. لكن التنويع: تجديد!
كذلك.. فإننا نتطلع الى مضاعفة اهتمام (المجلة الثقافية) بالبراعم وبالمواهب الصاعدة على درب الابداع، وتقديم اقلام جديدة تمتلك قدرة استنبات الابداع!
وغن تيقت (ملاحظات) فنخص بها: تعريف الجيل الجديد الصاعد العاشق للقراءة وللكتاب.. بالرواد من مبدعيا ومعلمينا الذين اضاءوا لنا الدرب بشموع فكرهم، وحت تبقي هذه الأمة (الوفية) التي لا تدفن مع الايام تلك الاجيال التأسيسية، فنستحق عبارة استاذنا محمد حسين زيدان رحمه الله الشهيرة: (نحن مجتمع دفَّان)!!
* * *
إننا نبحث في (الكلمات) عن فرص تحفل بمزيد من اشراقة ايام (الحياة).. فمن المحزن حقا: انى نموت نحن ونقتل معنا كلماتنا، كالغريق الذي يأخذ معه من يحاول انقاذه.
ان الرجل الحضاري الذي يخلو من التعقيد يعتقد: ان كل (متعلم) يشكل فكرة، وهو خطوة الدنيا نحو التطور.. انه يحترم رايك وان خالفك فيه.. ولايرفض التجديد ولا الزمن الجديد، ولا ترعبه الفكرة الجديدة بقدر مايريد ان يدخل (أصل فكرة) ليعنى هذا الاصل: ان الجديد والقديم يرتبطان، انهما خيط متصل، بدايته الماضي ونهايته: التجديد والابداع، فالاصول هي اصل فكرة، وليس شرطا ان تستمر قاعدة في كل زمان.
واصل الفكرة هو: عقل الانسان وقلقه وحيرته وطموحه واحلامه.. ولست ادري: كيف تبدو امة عندما تكون فقيرة من الافكار، من التجديد؟!
إننا لاندعو الى الافكار الشاذة والغريبة والجنونية، بل نرغب في افساح المجال للاجتهاد وللابداع وللحوار الذي يحترم الرأي الآخر، ولابد ان نتفوق بذلك كله في تطوير الحياة.
ان لدينا العقيدة والتراث،ة والقيم، والوشائج.. وكلها موانع صلبة ضد التقاليع وضد الانحراف الفكري وضد التقليد الاعمى.. اما الوقوف في حالة تجمد على التعود، فذلك يعطل مسيرة التطور والوعي ونضج الانسان!!
و... (للمجلة الثقافية) أصدق التهاني بيوم مولدها متمنيا لها المزيد من الانتشار والعطاء!!
الصفحة الرئيسة
عدد خاص
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved