الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 1st March,2004 العدد : 48

الأثنين 10 ,محرم 1425

الثقافية.. والصحافة المتخصصة
محمد سعيد طيب

إن حفاوتي الدائمة وفرحي الطفولي بولادة كل مطبوعة في هذا الوطن كنت دائما أجد لهما مايبررهما من قناعات متأصلة بأنها مهما كان توجهها تمثل إضافة جديدة وحراكا معرفيا.. بقدر مساحة الحرية التي تتحرك فيها وليس بمدى الانتشار الذي تحققه.. وهذه المساحة تضيق وتتسع بقدر مرونة الحركة من ناحية, ووفرة المعلومة من ناحية أخرى.. بدرجة تؤدي إلى تفاعل المتلقي عبر منهجية في الأسلوب والطرح والتناول تهدف إلى إثراء وجدانه، وتنمية معارفه وخياله.. للتعامل مع الواقع اليومي بشكل متجدد وحيوي من خلال تقديم وجبة صحية غير ملوثة بباكتريا التقليد الأعمى ومكيروبات التقوقع والانغلاق المتشنج، والادعاء غير المبرر بالخصوصية وتضخم الذات بدلا عن الموضوعية والتملّي العميق الذي يرتجى من أهل الفكر وحملة مشاعل التوعية والتنوير.
ولابد لي هنا أن أقر وأعترف بأن المطبوعة الثقافية كانت وستظل الاثيرة إلى نفسي فالثقافة في مجملها تنوير ومواجهة لقبح الواقع بجماليات التغيير في الرؤى والتصور، والالتزام بمبادىء الحق والعدل والجمال وحق الآخر في الاختلاف في الرأي وتفهم اختلافاته ومنطلقاته الفكرية والثقافية والعرقية للوصول إلى كسر الحاجز النفسي والوقوف على أرضية موحدة، وقواسم مشتركة تتساوى فيها الحقوق والواجبات في ظل كفالة تامة للحريات العامة في ساحاتها المضيئة الواسعة التي تشمل فيما تشمل حرية الرأي والتعبير وقيام مؤسسات المجتمع المدني في شتى المجالات.
وقد كانت (المجلة الثقافية) الأسبوعية التي تصدر كل اثنين عن صحيفة (الجزيرة) إحدى تلك الأثيرات إلى النفس والعقل منذ إطلالتها المشرقة منذ عام مضى.. والتي جاءت كإضافة جديدة لاتخلو من تميز للصحافة المتخصصة في بلادنا.. تميز في طرحها وتناولها للقضايا الفكرية والثقافية الساخنة المعاصرة محليا وإقليميا وعالميا، مع إتاحة المجال لكل التيارات والتوجهات الفكرية.. وماكان ذلك ميسورا لولا ذلك النهج التسامحي والسياسة التحريرية الواعية التي ترى في اختلاف الرأي والتنوع ثراء وعافية التي التزمها المشرفون على المجلة (أخي الأستاذ إبراهيم التركي، وأخي الأستاذ محمد الدبيسي وبقية النخبة القليلة الفاعلة).
فبرغم توجههم الحداثي المعلن وغير المعلن لم يغفلوا عطاء رموزنا الثقافية على اختلاف مشاربهم الفكرية، وفي مقدمتهم التراثيون.. كما لم يهملوا فكر ونتاج رواد التنوير احتفاء بحمزة شحاتة والمنيف والقصيمي وغيرهم.
فالتحية والتهنئة لكل من أسهم في إتحاف القارىء بهذا العطاء الثر والمجلة تكمل عامها الأول آملا أن تفتح (المجلة) المجال واسعا ورحبا للأقلام ذات التوجهات الإصلاحية التي يشغل الوطن وشئونه وشجونه وقضاياه في وجدانها وضميرها أكبر المساحات.. فللأسف فإن الساحة الثقافية اليوم مازالت تعاني من بعض الأقلام التي تبدو، وكأنها بعيدة كل البعد عن ضمير الوطن وحلم الأمة في غد أفضل وحياة أكرم.
مع أطيب أمنياتي بمزيد من التميز والنجاحات.
الصفحة الرئيسة
عدد خاص
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved