العواجي وكتوعة.. وبيداء الشعر
|
* الثقافية - عبدالحفيظ الشمري:
الشعر العربي غني بتراثه، وزاخر بمجد جدله، إلا أن هذا الاثراء في تراكم تراثه جاء على هيئة استنطاق جريء لمشهد الانسان على هذه الأرض، بل إن مجد الشعر يظل قوياً كلما تعلق العربي بالشعر، وأثنى على جماله، أو جادل في مقاصده ومراميه.
فالشاعر الدكتور ابراهيم العواجي لا يزال منحازاً إلى الشعر في ثرائه التراثي، ومستمتعاً بأي جدل يستنطق مكنون الشعر الفصيح، ذلك الذي تتراسل رؤاه الانسانية المعبرة بشكل آسر، وفاتن منذ شعر الجاهلية، مروراً بصدر الاسلام وطاقات شعر بني أمية، وبنو العباس وما تلاه من اعتلاج شعري ظل هو الأقوى من حيث الشكل والمضمون.
فلم يعد الشاعر العواجي مأخوذا بأي تحول جديد في الشعر العربي على نحو قصيدة (النثر) التي لم تعد مكتملة المعالم - حسب رأيه - بل يراها دائما، أو كلما سنحت سانحة، أو حفلت مناسبة (حوارية) أنها ليست من الشعر في شيء، مستنداً إلى رؤية افصاحية راسخة أن جمال الشعر في قافيته، وجرسه وموسيقاه.
في وقت يطل الشاعر أحمد كتوعة، وهو في مقدمة جيل يكتب قصيدة النثر بشكل متميز وفاتن، سجل حضوره في المشهد الابداعي على نحو يعكس قوة التجربة الجديدة تلك التي تنظر إلى الشعر باعتباره فكرة، وجملة معبرة عن أي مشهد بطريقة تلقائيه لا تحمل اللغة تبعات البوح الذي قد يتكلف صاحبه، وينحاز إلى رسم تفاصيل القصيدة من منطلق تقليدي يعتمد على الجرس، والقافية.
ففي بِيداء الشعر تقف تجربة الشاعر كتوعة كواحدة من محاولات بناء دور فاعل لقصيدة النثر، منطلقاً مع زملاء التجربة من أساتذة وتلاميذ إلى فضاء إفصاحي أكثر رحابة في تعاطي الشعر بوصفه فنَّاً إنسانياً متجدداً ومتطوراً وقابل للتحول نحو الأفضل.
فبين الشعر وتحوله تقف تجربة الشاعرين ابراهيم العواجي وأحمد كتوعة كحالة من التجاذب المبهج، والجدل الإيجابي.. ذلك الذي يستنطق الشعر مكنونه الخبيء. فليس لنا إلا أن نُسلِّم بشعرٍ يثير الذات، ويقوي الذائقة ويزرع بذور الإبداع في مساحات وعينا الأدبي المفضي إلى جماليات أكثر رحابة، وأجمل حضوراً.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|