الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 1st May,2006 العدد : 151

الأثنين 3 ,ربيع الثاني 1427

رسالةُ إبراهيمْ..؟!
إلى إبراهيم البليهي.. ناقداً اجتماعياً ومفكراً حراً
*حمد العسعوس:
من القصيم أتى - في طرفه شُعَلُ
وفي أناملهِ.. يستفحلُ الأملُ
أتى - يجدّدُ ما أبلى الزمانُ، وما
رانَ الغبارُ عليه.. فانتشى الطلَلُ
أتى يشخّصُ في أذهاننا عللاً
وفي يديه ندى، تُشفى به العللُ
للراكضين مع الأوهام منطلقٌ
يقولُ: تاهتْ بكم، واحتارتْ السُبلُ
يقولُ: ردّوا.. فقد طال الهيامُ بكم
وكلُّ أحلامكم أودى بها الفشلُ
لا وحدةُ العرق قد لمّتْ قبائلكم
ولا استقامتْ لدينٍ هذه الدولُ
مشتتٌ أمركمْ - سبحان خالقكم
وكلُّ ما عندكم إرثٌ - به خللُ
لا حاضراً زاهراً تبني سواعدكم
ولا احتفظتم بما قد شيّد الأوَلُ
لا خير في أمةٍ تبني مفاخرها
على مفاخر أجدادٍ - لها - رحلوا
لا خيرَ في أمةٍ إنْ جاءَ ينقذها
من وهمها مخلصٌ.. ينفى ويعتقلُ
هذي رسالةُ (إبراهيم) يبعثها
لقومه.. حين ساد الوهمُ والدجلُ
لما رأى أمماً.. أقمارها سطعتْ
وقومهُ في عباءات الدجى دخلوا
لما رأى قومهُ رانَ الكسادُ على..
عقولهم، وتردّى - فيهمُ - البطلُ
لما رأى قومهُ ناموا على سُرُرٍ
مصنوعةٍ في بلاد الغرب، وابتهلوا
لما رأى قومهُ في الحرب.. ما خرجوا
من نار معركةٍ.. إلا وقد دخلوا
هذي رسالة (إبراهيم) يرسلها
لأمةٍ برزايا الجهلِ تحتفلُ
(يا أمةً ضحكتْ من جهلها أممٌ)
ولم يغادر حماها الفخرُ والخطلُ
يا أمةً في سهوب الأرضِ تائهةً
تتلو السراب، وفي أعضائها شللُ
يا أمةً زرعتْ - فينا - بلادتها
ولم تدعْ هذه الأقمارَ تشتعلُ
يا أمةً حول قبر المجد جاثمةً
وأهلها عن جديد المجد ما سألوا
قومي لأبنائك الأحرار قائلةً:
المجدُ ما صنعوا.. والمجدُ ما فعلوا
إنَّ العلوم التي اغتالتْ براءتنا
حشوٌ تمخضَ عنه العجزُ والمللُ
عقولنا أعطبوها في طفولتها
فلم تعدْ قدرةُ التفكير تحتملُ
أرى العقولَ نمتْ في الغربِ واشتعلتْ
وعندنا أفلتْ، والناسُ قد أفلوا
أرى عقولاً تجلتْ في روائعها
وأبدعتْ، وعقولُ القومِ تنسحلُ
علمُ الكلام بلغنا فيه غايته
يا أمةً غابَ في آفاقها العملُ
حريةُ الفكرِ والتجديدِ مقفلةٌ
أبوابها..، وإلى الأجيالِ لا تصلُ
والنحلُ إنْ حُبستْ أسرابه خملتْ
وكيف دون رحيقٍ يجتنى العسلُ..؟!
وشاعرُ الحي منبوذٌ، ومحتقرٌ
فالشعر ما ورثوا.. والفنُّ ما نقلوا
وكلُّ من خالف الإجماعَ منحرفٌ
فالعلمُ ما حفظوا.. والفكرُ ما عقلوا
وكلُّ من ليس منهم كافرٌ، نجسٌ
يرجو الشهادةَ في تمزيقه خبلُ..؟!
هذا التعصبُ آذانا، وشوّهنا
فكرٌ يحرفُ ما جاءتْ به الرسلُ
يا أمتي..! كلنا في الهمِّ ما حملتْ
حروفُ هذا الذي في الهمِّ يغتسلُ
يا أمتي..! أنقذينا من خرافتهم
فقد تناءى - بنا - التضليلُ والدّجلُ
هذي رسالةُ (إبراهيم) أطلقها
فلتسمعي صرخةً ألقى بها الرجلُ

* الرياض

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved