الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 1st May,2006 العدد : 151

الأثنين 3 ,ربيع الثاني 1427

الحقيقة المحزنة في أدبي أبها!!
اسمحوا لي أن أكتب عما حصل ويحصل في نادي أبها الأدبي، في الاجتماع الذي كان بتاريخ 3-3- 1427هـ وكان عنوانه مهماً وهو (ماذا يريد مثقفو ومثقفات عسير من نادي أبها الأدبي؟) وهو عنوان شفاف وقاسٍ وفضفاض في نفس الوقت، والمفترض أن يكون العنوان هو (كيف يتم التغيير والتجديد والتحديث الثقافي في نادي أبها الأدبي؟) لكن ذلك ما حصل، أقول إنه بعد أسئلة أربعة ذكية أتى بها الأديب محمد زايد الألمعي مدير الحوار المرشح من قبل رئيس النادي.. وعلى الحاضرين رجالاً ونساءً الإجابة عليها (بنعم أم بلا) وبعد أن احتار البعض في الإجابة، إما تملقاً أو مجاملة، أو خوفاً من فقد عزيز عليهم، أو أنهم لم يتعودوا على الشفافية وتجربة التصويت..! بعد كل ذلك صوت العقلاء بالأغلبية لبقاء الرئيس الحالي، وهو جدير بتلك الثقة؛ لتواصله الدائم مع الثقافة والمثقفين ولأفكاره المتجددة دوماً في سبيل مجتمعه ووطنه، وهو بلا شك الأفضل حتى الآن في اعتقاد الكثيرين، بدليل أن الأغلبية صوتت لصالح بقائه في سِدة رئاسة النادي، ثم صوتت الأغلبية ضد التغيير لمجلس الإدارة الحالي وهو ما أثار حفيظة البعض، من (الأميين) فالنادي الأدبي، الذين لا يملكون أي موهبة إبداعية أو فكرية وليس لديهم أي أفكار تخدم الثقافة في عسير، فضلاً عن مساهماتهم في الشعر والقصة والرواية والمقالة معدومة تماماً، غير أنهم تحولوا مع رياح التغيير إلى ألسنة تهاجم كل صاحب فكر واعٍ، وذي نظرة عصرية للواقع الراهن.. وليس قبل ستين سنة، يهاجمون كل من يأتي بجديد ويطرح رؤية ثقافية معينة لا تتفق مع مبدئهم الواحد، حتى رئيس النادي لم يسلم من بعضهم رغم أنه قد أسدى لهم الخير الكثير، لكنهم كيف ما اتفق داخل النادي وخارجه يحملونه الجهل والعادات القديمة، وهم معدودون على الأصابع ليس لهم تأثير كبير، وهؤلاء لا يريدون أن تهتز عروشهم لما وجدوه من امتيازات متنوعة! وكأنهم أصحاب قرار نافذ..! ثم صوتت الأغلبية على دخول المرأة لمجلس الإدارة وانضمامها إلى أشقائها الرجال وهذا هو المفترض منذ زمن وفي كل مكان، كما صوتت الأغلبية بأن الترشيح والتغيير يجب أن يتم من داخل أروقة نادي أبها الأدبي ومن مثقفيه ومثقفاته على حد سواء، وهو أمر لا خيار لهم إلا بذلك، إلا أن البعض لا يزالون يرقصون خلف الصفوف، لم يعلموا أن التغيير حاصل لا محالة، وأن هناك جمعيات بصدد التنفيذ تعطي كل ذي حق حقه الأديب والعضو، والمثقف، وصاحب الحق في الترشيح، ومن ليس له حق في الترشيح، ولديها تصنيفات تعطى بالكيف لا بالكم لكل مثقف، كما هو في الدول العربية وغيرها، وسوف يتضح من خلال ذلك المثقف البارز والأمي الذي لن يكون له مكان في جمعية الأدباء أو الكتاب، وفي الأندية الثقافية الأدبية إلا بموهبته وإنتاجه وأفكاره المتجددة، فإذا حصل ذلك عندها نجد أنفسنا أمام تحدٍ كبير وهو كيف تخرج أو نخرج ثقافتنا المحلية الصرفة والمقيدة منذ عقود إلى العالم؟ أو على أقل تقدير إلى الآفاق العربية.. كيف لنا ذلك؟ وهناك من لا يزال يرجم البعض بمصطلحات سمع بها في الماضي السحيق وقد عاف عليها الزمن مثل حداثي.. وعلماني.. وغيرها، وهو ليس له أثر ثقافي يذكر، وغامض على الخارطة الثقافية على مستوى عسير! وهم موجودون في نادي أبها الأدبي مع الأسف، يبقى أن نقول إنه ليس المشكلة في تغيير الأشخاص، وإن بعضهم ليس مكانه النادي، وإنما المشكلة في تغيير المنظومة العامة للثقافية المحلية؟ كيف يتم هذا التغيير، فالثقافة إذا لم تستطع المسير فلا تستحق الوصول، وحتى لوجد في صرح أدبي من الأميين الذين لا يعلمون الثقافة إلا أماني، وأتمنى أن يغربل النادي الأدبي مثقفيه حتى يميز الصالح من الطالح، وتنكشف الرؤية، عندها لن نجد إلا مثقفين ومثقفات من الشباب والشابات على علم ودراية وإطلاع عصري خدمة للوطن والإنسان.. وهو ما يفتقده البعض.


عيسى مشعوف الألمعي

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved