الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 1st May,2006 العدد : 151

الأثنين 3 ,ربيع الثاني 1427

التشكيليات في القطيف

*عبد الرحمن السليمان:
تشهد الساحة التشكيلية في المملكة، بين فترة وأخرى، ظهور أسماء تشكيلية نسائية تتراوح مستوياتها بين الجيد والمقبول وأحياناً الضعيف، وتختلف في صيغها واهتماماتها وتأثرها، والأهم جديتها.
وفي المنطقة الشرقية تشهد الساحة بين فترة وأخرى معارض جماعية وأخرى فردية آخرها ما أقامته خلود آل سالم في القطيف ثم المعرض الذي أقامته فاطمة الدهمش في الخبر.
والمعرض الذي حمل تجربة الفنانة خلود آل سالم منذ بدايتها تقريبا إلى العام الجاري كان بمثابة التعريف بما أنتجته من أعمال تنوعت وعبرت عن مسيرة شابة لها من الطموح والمثابرة ما يقابلها، وهي محاولة خاضتها الفنانة حميدة السنان مبكراً التي ميزها اجتهادها الشخصي وقدراتها الفنية، وصياغتها المتجهة إلى حالة من الخيالية المثيرة التي تؤلف فيها عناصر مختلفة تستوحي معظمها من محيطها في القطيف. وهاتان التشكيليتان - آل سالم وحميدة - إضافة إلى أسماء قليلة أخرى تحملان لواء من الاختلاف والجدية بين بنات جنسهن في القطيف خاصة اللاتي ظهرن في فترات متقاربة وبمستويات لا تخلو من التباين حتى في أعمال الواحدة (سوسن الحمالي ثم إيمان الجشي وليالي صليل وألطاف الناصر وعواطف آل صفوان وشذى الربعان ووداد المبارك). وقد أقدمت الجشي قبل اكثر من عام على إقامة معرض شخصي لأعمالها كان بمثابة التعريف بتجربتها القصيرة، إلا أنني أعتبر تجربة سوسن الحمالي مع قلة إنتاجها مهمة في قدرتها على بعث حساسية وإمكانية تعامل رهيف مع اللون الذي تمثل في أعمال عبر بعضها وحمل موضوعها بتأثير حريق القديح الشهير في القطيف. في أعمال سوسن المحدودة قدرة رهيفة في التعامل مع اللون والمساحة وإدماج العنصر الذي تمثل في بعض الأعمال في فتاة حالمة أو حصان راكض في نسيج العمل. أما عواطف آل صفوان فتتعامل مع الخامات ببساطة وفق محاولة للتعبير الشخصي. ولعلنا في تجارب مهدية آل طالب نلمس قدراً كبيراً من الاجتهاد في التعلم في مجالات النحت والحفر والخزف والرسم بالألوان الزيتية والمائية وغيرها مما يتاح لها تعلمه والاستزادة منه، وهي في هذا الجانب ومن خلال بعض المشاركات كانت تقدم أعمالاً ملفتة أحياناً ومعها تسعى إلى التخلص من بعض التأثيرات التي قد تحد من انطلاقتها وربما تأكيدها على جانب واضح يساعد على أن تصل إلى شكل من الاختلاف بين زميلاتها. ومهدية تمثل طموحا ومثابرة كبيرة وتسعى إلى تقديم تجاربها بشكل جيد لعل آخر هذه المشاركات كان في الخبر مع بعض من زميلاتها العام الماضي، كانت تشاركها في المعرض بدرية الناصر وعصمت المهندس بجانب النحات علي الطخيس.
وواقع التشكيليات في القطيف يتمشكل في انبهار البعض بنتاج بعض الفنانين الرجال الذي وجدنا أثره في أعمال اكثر من رسامة، وهو ربما ظهر من باب تأثير مقابل على الشباب أيضاً بسبب الإعلام والجوائز وغيرهما، والإشكال الأكبر هنا أنه تقليد ضعيف وأحياناً ساذج.
والقطيف التي شهدت من خلال برامج اللجنة النسوية في مركز الخدمة الاجتماعية دورات تدريبية للسيدات لحقها دورات مماثلة تم تنظيمها في سيهات القريبة منها التي أشرفت على الدورات فيها ذات الفنانة (سهير الجوهري) وأبدت من خلال بعض المنتسبات مستويات مبشرة.
وواقع ظهور الرسامات كان له أسبابه العديدة التي كانت مثل تلك الدورات أهمها، ومنه يمكن أن تجد الموهوبة مكانة ما بسبب ما قد تجده من تشجيع، وهو في الغالب تشجيع يجب أن تكون له أصوله ومبرراته؛ فالموهبة الشابة قد تصطدم أحياناً بآراء حادة أو مفاجئة وهو ما يسبب صدمة في ظل تشجيع الأهل والأقربين، ومن يأخذ بأسباب التشجيع من غيرهم، ولهذا الدعم العفوي أثره الطيب والسلبي في آن، إلا أنه يبعد الرسامة عن الجانب الأهم في ممارستها الفنية وهو القدرة الفنية في تناول ومعالجة مشكلتها الفنية على الخصوص واستمرارها على نحو يكفل تطورها وتنامي تجربتها.


solimanart@gmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved