الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 1st May,2006 العدد : 151

الأثنين 3 ,ربيع الثاني 1427

إرثنا التشكيلي إلى أين؟!

*محمد الخربوش:
لكل أمة من الأمم تراث ولكل حضارة من الحضارات تاريخ يوثّق مراحل بناء هذه الحضارة والفترات المختلفة التي مرت بها هذه الأمة سواء في مجال الحياة الاجتماعية أو الاقتصادية أو التعليمية أو الصناعية أو الزراعية أو أنماط الحياة وأشكال المعيشة وكافة المعطيات الإنسانية، ومن هنا فقد قامت الغالبية من الأمم والدول بتوثيق كل هذه المعطيات بما في ذلك التراث الشعبي والفلكلورات والعروض الفنية والحرف اليدوية والصناعات التقليدية.. وبلادنا كغيرها من بلاد الأرض تزخر بالعدد الهائل من المعطيات التراثية والتي شملت الفن والغناء والفلكلور والرقصات وأنماط البناء والألعاب الشعبية وغيرها، ومن هنا أيضاً جاءت فكرة أهمية الرصد والتوثيق لكل هذه المسارات الجميلة التي مرّت بها بلادنا والتي تتمثّل في العديد من الدور المختصة والمتاحف والقاعات والمعارض الدائمة التي توثّق وترصد كل هذه المعطيات المختلفة. إلا أن المتابع لمثل هذا النوع من المسار يجد أن الفن التشكيلي يكاد يكون الغائب الأبرز، فكما يعلم الجميع أن بدايات الحركة التشكيلية السعودية قد تجاوزت نصف قرن مرت خلالها الحركة بالعديد من الإرهاصات المختلفة بداية من صعوبات البداية وغياب المتلقي والإعلام مروراً بمراحل الازدهار والحضور المحلي والدولي والدور الذي قدّمته الدولة لهذه المسيرة من خلال بعض القطاعات التي لها مساس بالثقافة والتي تأتي الرئاسة العامة لرعاية الشباب الجهاز الأهم والأكثر فعالية في رعاية ودعم وإبراز هذه المسيرة.
وقد بدأت الرئاسة في عملية التوثيق والحصر لهذه الحركة ووضعت الخطوط الأولى لإنشاء متحف تشكيلي كبير إلا أن صدور الأمر السامي الكريم بنقل الثقافة بما فيها التشكيل إلى وزارة الثقافة والإعلام حال دون إكمال هذا المشروع الحيوي الهادف.
أتمنى بعد انتقال الشأن الثقافي إلى وزارة الثقافة والإعلام أن تبادر هي الأخرى إلى الشروع في ما بدأته الرئاسة والعمل على توثيق الحركة التشكيلية من خلال متحف يضم أعمالاً تشكيلية تشمل كافة المراحل التي مرَّت بها الحركة بما في ذلك مرحلة البدايات وإثبات الوجود والازدهار، وقد تسلّمت الوزارة من الرئاسة مؤخراً إرثاً تشكيلياً كبيراً تمثَّل في عدد هائل من الأعمال التشكيلية منذ فترات سابقة لمعظم الأجيال الفنية المتلاحقة.
ومن هنا فإن المعطيات متوفرة لاطلاع المشاهد والمتلقي والمتابع والمهتم والباحث وكذلك الزائر على تاريخ الحركة التشكيلية السعودية والمراحل المختلفة التي مرَّت بها منذ البداية وحتى وقتنا الحاضر.
أتمنى من وزارة الثقافة والإعلام أن تبادر إلى تبني مثل هذه الطرح الذي يمس رافداً ثقافياً مهماً من روافد ثقافتنا السعودية المعاصرة.
شاكراً لكم أنتم..
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved