اللغة العربية في مرآة الآخر مثل من صورة العربية في اللسانيات الأمريكية
|
*تأليف: نهاد الموسى - بيروت: المؤسسة العربية للدراسات 2005م
استحوذت اللسانيات الغربية عامة واللسانيات الأمريكية خاصة على الدراسات اللغوية العربية، لا سيما بعد ظهور النظرية التوليدية التحويلية، وأصبح تطبيق المقولات النظرية المستفادة من تلك اللسانيات بمدارسها المختلفة المتعاقبة - ولا يزال - تيارا سائدا وعنوانا رئيسا في اتجاهات الدرس اللغوي في العربية.
أما هذا الكتاب فيحاول تلمس الجانب المقابل، إذ يسعى للتعرف على صورة العربية في مرآة الآخر كما يراها ذلك الآخر.
لذلك يستقرئ الكتاب في هذا السياق، موارد العربية في أعمال الإعلام الرواد من اللسانيين الأمريكيين كبلومفيلد وكتابه (اللغة)، وسابير وكتابه (في اللغة)، وهياكاوا وكتابه (اللغة في الفكر والعمل)، وزليج هاريس وكتابه (اللسانيات البنيوية). وغيرهم من كتاب اللسانيات.
كما يستقرئ موارد العربية لدى المدارس اللسانية المتعاقبة هناك، من خلال الإجابة عن سؤال، صدّره المؤلف في فاتحته: ما صورة العربية في اللسانيات الأمريكية؟ ويتفرع من هذا السؤال الكلي، أسئلة تفصيلية:
- ما ملامح (العربية) في مرآة علماء اللسانيات في أمريكا؟
- ما موارد العربية في مؤلفاتهم اللسانية الأصول بمناهجها المتعاقبة؟
- ما مقدار (اطلاعهم) على (أنظار) علماء العربية؟
- ما مقدار الانتفاع بأنظارهم هم في مقاربة العربية برؤية (إضافية)؟
- ما موقفهم من العربية من حيث هي ظاهرة لغوية؟
- ما موقفهم من العربية من حيث هي وعاء لمحمول ثقافي حضاري؟
ولكن لماذا اللسانيات الأمريكية دون غيرها؟ يجيب الكتاب، بأن اللسانيات الأمريكية هي التي أخذت بزمام الدرس اللساني على نحو متواتر الفعالية. وعلى الرغم من إسهام (دي سوسير) المشهود في تأسيس البنيوية التزامنية، وعلى الرغم من نفاذ اللسانيات الأمريكية بتناميها المطرد في بعض الأنظار اللسانية الأوروبية، وعلى الرغم من التراسل بين الفريقين وتواردهما على مناهج متقاربة في الوصفية والوظيفية وتحليل الخطاب، إلا أنهما يظلان متمايزين، إذ بقيت اللسانيات الأوروبية بموروثها التاريخي والمقارن أقرب إلى المحافظة، بل يتخذ الحوار بينهما شكلا أقرب إلى السجال، وإن كان المنهج مشتركا كالذي نجده لدى (مارتنيه) الوظيفي الفرنسي من نقد النزوع إلى الكليات قبل الشروع في مقاربة اللغات الإنسانية الخاصة في أبعادها التواصلية، يعني بذلك على وجه الخصوص النظرية المعرفية العقلية في اللسانيات الأمريكية، وحين يتناول لساني اسكتلندي منصف هو (مايكل كارتر) منهج التحليل النحوي عند سيبويه يرجح في تقويمه، ويرى أن لو عاش سيبويه في هذا العصر لاحتل منزلة وسطا بين (دي سوسير) و(بلومفيلد).
وفي نهاية هذه الدراسة اللغوية، يصل المؤلف إلى أن العربية كانت لها موارد شتى في أعمال الرواد والكتب الأمهات والمدارس اللسانية المتعاقبة، فهي في اللسانيات الوصفية، والتاريخية، والكلاسيكية - الاستشرافية، واللسانيات الأنثروبولوجية، وفي اللسانيات الاجتماعية والتخطيط اللغوي، وفي اللسانيات التوليدية التحويلية أو نظرية تشومسكي، العربية في اللسانيات الحاسوبية، وفي اللسانيات العامة.
يقع الكتاب في (91) صفحة من القطع المتوسط.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|