Culture Magazine Monday  01/10/2007 G Issue 218
أوراق
الأثنين 19 ,رمضان 1428   العدد  218
 
جحود
بدور الأحيدب

 

 

(قد أكون وحيداً.. قد أكون عرضةً لكل هبة ريح

ولكن ذلك ليس لأني خائف

بل بسبب قلبي الطيب!!)

***

نيكوس كازانتزاكيس

جحود

مسحت دموعه بكفها، وحين ارتوت كفها من ماء عينه بترها!!

خواء

هناك حيث لا أحد..

صحراء تلفظ السراب..

وحدقتان تتوسلان التحنان من شمس محرقة..

تزاحمت آثار الخواء على صدر الرمل..

بسطت الأشواك فراشها على قلبه..

لكن نبضه كان يركض في شرايينه وهو لا يزال يعصر الرمل بحثاً عن قطرة ماء تسللت من قربته حين استسلم للنوم!!

أنانية

حين اطمأنت نفسه أنها لفظت كل أنفاسها ترك جثتها التي لم تفتر تحتويه معلقة بين عينيه ورحل جذلاً، وحين سكنه الهمّ، واستحلبت خيبات الدنيا دموعه، حاول جاهداً جمع أنفاسها التي بعثرها الهواء، لكن يبدو أنه تأخر كثيراً!!

لا

لم تكن تجيد جمع أبجدية تلك المدعوة (لا)، كما أنه استعصى على لسانها حتى مجرد تجربة نطقها، بيد أن ليل صباحاتها السرمدي جعلها تهلوس بها حتى في نومها!!

متنفس

وضعت السماء الغطاء الأسود على وجهها..

طافت دمعة قهر مأسورة داخل عينيها..

ابتلعت صرخة الفزع التي خبأتها في صدرها منذ ذات يومها من العام المنصرم..

انتفخ صدرها جراء صراخها المكبوت..

أوقدت النار.. تقرفصت أمامها..

غزا طوفان دخانها عينيها..

التهبتا واحمرتا..

فبكت صراخ صدرها..

ونزفت دموع صمتها!!

تصحُّر

لم تكن ثمة غيوم تردع أشعة الشمس..

حتى ظل الأشجار كان شحيحاً..

كان بداخل الظل ظمأ..

وبداخل الظمأ وحشة..

وفي حضن الوحشة روح مغموسة في اليأس..

تعب

كل ليلة يدعوها الحزن إلى مائدته وقد امتلأت أطباقه بالبؤس وأترعت أقداحه بالغربة..

ثم يفرغ كل ذلك في روحها ويرحل إلى حين ليلة أخرى تاركاً لها حزناً يتسلى في عروقها كشوكة تتأرجح على قطعة قطن!!

يأس

خرجت روحه من جسده..

تقرفصت أمامه وصرخت في وجهه: لقد سئمتك..

وبهدوء دامع همس: حتى أنا سئمتني منذ زمن!!

قسوة

سحقت الحياة أحلامها كقطعة خبز جافة سقطت من يد عجوز فقيرة لتسحقها غير مبالية أقدام رجل ثريّ!!

ذروة الاحتياج

تحت سقف ميتم..

تضع وسادتها في الشمس كلما شعرت بقسوة البشر - الحياة..

وحين يصير جسد الوسادة دافئاً تركض لاحتضانه..

استرعت حركتها تلك انتباه من يرضعون اليتم معها مذ خلقوا..

حين سألوها عن كنه تصرفها أجابت:

سمعتهم يتحدثون عن دفء حضن الوالدين فأحببت أن أشعر بحنان لم يعرف الطريق إلى جسدي قط...

أسلموا جسدي للحياة ثم رحلوا.. إلى أين؟!! لاأعلم..

فبحثت عن أشياء تشبه دفء صدري والديّ حين يجلدني الحزن بسياطه الدامية!!

حياة

أحضرَت ورقة بيضاء غير مخططة...

رسمَت عليها كل آلامها...

كل أحلامها التي خبأتها في ردهات روحها...

ثم شطبتها الواحد تلو الآخر...

وحين انتهت خرجت من رحم الحياة أنثى جديدة...


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة