Culture Magazine Monday  01/10/2007 G Issue 218
حوار
الأثنين 19 ,رمضان 1428   العدد  218
 

بعد صدور روايته الأولى (بنت الجبل)
صلاح القرشي: أكتب ما يمثل اقتناعاتي الأدبية ولا أؤمن بمسألة الأجيال

 

 

حوار - عبدالله السمطي

صدرت للقاص الروائي صلاح القرشي أخيرا رواية بعنوان (بنت الجبل)، وهي تجعل من أجواء مكة المكرمة خلفية حدثية تاريخية واجتماعية للبنية السردية. صدور الرواية وبما تنطوي عليه من أحداث مهمة أثار كوامن السؤال، وبتركيز شديد جاءت إفادات صلاح القرشي في هذا الحوار الذي نستكشف فيه تجربته في الكتابة الروائية كما تتجلى في روايته الأولى (بنت الجبل) بعد أن صدر له من قبل مجموعة قصصية بعنوان (ثرثرة فوق الليل). ويرى القرشي أن الاسترسال والاستطراد لا يمنحان العمل الروائي قيمة فنية حقيقية، ويؤكد على اهتمامه بالإشارة لا بالتوصيل، وبالكثافة لا الإطناب، كما يشير إلى أنه لا يؤمن بمسألة الأجيال في الكتابة، فيما يلفت إلى أنه استثمر حدث الجهيمان في مطلع 1400هـ فنيا، حيث بين أثره وعلاقته بالحرب الأفغانية من خلال بعض شخصيات الرواية.. آراء كثيرة انطوى عليها هذا الحوار المركز، فإلى نص الحوار:

* في رواية (بنت الجبل) تركيز سردي، ودقة شديدة في توصيف الوقائع والأحداث، ألم يغرك المكان (مكة المكرمة) لكسر حاجز الكثافة والتركيز والدقة؟

- فعلا كان المكان مغريا، وكان يمكن الاسترسال في مسألة الوصف بشكل قد يمنح الرواية حجما أكبر، لكنه في اعتقادي لن يؤدي إلى قيمة فنية حقيقية، كما قلت أنت في سؤالك كان يمكن للانجرار خلف الوصف أن يكسر حاجز التركيز، وبعيدا عن كوني نجحت أم لا.. إلا أنني كنت واعيا منذ بداية الكتابة لمسألة التركيز هذه.

* كيف تحكمت في طريقتك السردية في هذه الكتابة بحيث لا تتجه إلى الاستطراد والإطناب السردي والتفاصيل المتوقعة؟

- هناك الكثير من الملاحظات التي وصلتني قبل نشر الرواية وبعد نشرها تلومني لأنني لم استثمر الرواية لحشد المزيد من التفاصيل، بالتأكيد أحترم وأقدر هذه الآراء لكنني أعتقد أن المبالغة في الاستطراد والتفاصيل هي مما يعيب العمل الروائي، شخصيا اعتقد أن القارئ هو شريك للكاتب بطريقة أو بأخرى وبالتالي فلا بد من ترك مجال لخيال القارئ نفسه ولأسئلته أيضا.

* لماذا تعاملت مع أحداث كبرى مثل حدث الجهيمان واحتلال الحرم المكي بشكل مركز جدا لا تفصيلي، مع أن رواية (بنت الجبل) تعد - فيما أتصور - أول رواية تتناول هذا الحدث؟

- لم أرد تناول المسألة من خلال طرح هو أقرب للتاريخ أو للتسجيل، كان الحدث يعنيني من جهة تأثيره وعلاقته الرمزية بأحداث أخرى مهمة كالحرب الأفغانية مثلا أو مسألة التشدد الديني.. إضافة إلى ما قلت في الإجابات السابقة، في أنني شديد الحرص على مسألة الإشارة أكثر من التفصيل، ربما يُعجب البعض بهذا الأسلوب وربما يجد فيه آخرون قصورا أو خللا، لكني كتبت الرواية بالطريقة التي أؤمن بها لا أكثر.

* هل انتقلت طريقتك السردية في القصة القصيرة إلى كتابة الرواية؟ أعني هل استثمرت الكثافة التي تتطلبها القصة في كتابتك هذه الرواية، خاصة أن الفصول مركزة جدا، ويمكن القول إنها عبارة عن متتاليات قصصية يربطها المكان الروائي؟

- ربما أنني لم أفارق كثيرا طريقتي في القصة القصيرة، وخصوصا أنني شديد التعلق بفن القصة القصيرة، لكنني أيضا أعي تماما أن الكتابة الروائية تختلف عنها في القصة القصيرة. وبخصوص مسألة التكثيف فهي في نظري مطلوبة ومهمة في الكتابة الروائية كما هي مطلوبة ومهمة في القصة القصيرة، فالرواية كما تبدو لي ليست هي الحكي المتواصل والتفاصيل الأقرب للحشو.

* ما الذي يلحظه صلاح القرشي كمبدع سردي على تحولات الرواية السعودية في السنوات الأخيرة؟ وكيف تنظر إلى مسألة المجايلة الروائية في ظل مقولة (نفي الآخر) الشائعة بين الروائيين السعوديين؟

- بكل صدق أنا لا أؤمن بمسألة الأجيال هذه، وأستغرب هذا التركيز الشديد على هذا الأمر وكأن كل جيل هو أشبه بفريق يواجه فريقا آخر.. تبدو لي الأجيال متداخلة وهي أشبه بدوائر لا يمكن فصلها، وهناك كتاب محسوبون على أجيال أسبق هم بالنسبة لي أقرب كثيرا من بعض الذين ينتمون لجيلي.. أما تحولات الرواية السعودية فأنا متفائل حول هذا الأمر، بل أعتقد أن الزخم الروائي الموجود الآن هو أمر طبيعي ويمكن له مع مرور الوقت أن يصبح أمرا إيجابيا.

* ثمة روايات في المشهد الروائي السعودي تتوسل بالتجربة الشخصية في صنع الرواية، ما رأيك؟

- لا أحب ممارسة التنظير وخصوصا أنني لا أدعي المعرفة النقدية التي تؤهلني للحديث عن تجارب الآخرين.. أعتقد أن الزمن كفيل بغربلة الكثير من الأشياء.

* ما موقع ما تكتبه من سرد قصصي أو روائي بين تقنيتي التذكر والتخيل؟ هل يمكن مزج الأمرين بطريقة فنية بحيث تصبح الذاكرة خيالا ويصبح الخيال جزءا من الذاكرة؟

- يبدو لي ولا أعرف صحة هذا الأمر أن الفن السردي هو النظر إلى الواقع بخيال والتعامل مع الخيال بواقعية..

* ما الأفق الروائي الذي يود القرشي إضافته إلى نسق الرواية السعودية؟

- بصدق لا أعرف، سوف أكتب فقط ما أعتقد أنه يمثل قناعاتي الفنية والأدبية، هل سأضيف شيئا ولو صغيرا للرواية أو للقصة السعودية؟ هذه مسألة يحسمها الزمن.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة