الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 1st November,2004 العدد : 83

الأثنين 18 ,رمضان 1425

في ندوة (بعد الملتقى.. إضاءات لتنفيذ التوصيات):
تساؤلات..ووجهات نظر..لغدٍ ثقافي ينتظر
* متابعة عبدالله هزاع:

ضمن نشاطات إدارة التحرير للشؤون الثقافية أقيمت ندوة ثقافية تحت عنوان: (بعد الملتقى.. إضاءات لتنفيذ التوصيات) شارك بها:
الشاعر أحمد الصالح الشاعر عبدالله الصيخان
الأديب يوسف الذكير الروائي أحمد الدويحي
وأدارها الفنان الزميل فيصل المشاري.
تعرضت الندوة لمحاور عدة منها:
نظرة توصيات الملتقى الثقافي السعودي من وجهة نظر المثقف.
استنطاقية المعلومات الواردة في بيان التوصيات.
كيف عكست هذه التوصيات نظرة المثقف والرؤية الإدارية المفترض تشكلها في هذا السياق.
بالإضافة إلى محاور أخرى تعرضت لها الندوة التي ننشر ما جاء بها من مداخلات الحضور.
فيصل المشاري: نلتقي في هذا الشهر الفضيل وتواصلاً مع القارئ الكريم ورغبة في تفعيل النشاط المنبري للشؤون الثقافية بصحيفة (الجزيرة) نعقد ندوة حوارية بعنوان (بعد الملتقى إضاءات لتنوير التوصيات)
سير ذاتية
اسمحوا لي أن أرحب بضيوفنا الكرام:
(1) معنا الأستاذ أحمد الصالح:
عمل في عدة وظائف حكومية إلى أن وصل به المقام في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية مديراً عاماً للشؤون الإدارية وهو الآن متفرغ للشعر ونحتاج إليه وفي الشعر أكثر. له عدة دواوين (عندما يسقط العراف) وهذا الديوان صار عند وزارة الثقافة كأنه نبوءة أو استشراف مستقبل وقد اقتنيته قبل سنوات وأيضاً لديه (قصائد في زمن السفر) و(انتفضي أيتها المليحة). وشارك في كثير من الصحف والمجلات المحلية بقصائده ومقالاته كذلك شارك في عدد من الندوات والمهرجانات والأمسيات الشعرية داخل المملكة وخارجها ويرمز لنفسه باسم (مسافر).
(2) الشاعر عبدالله الصيخان هو عبدالله حمد الصيخان من مواليد حائل 1375هـ عمل محرراً صحفياً في مجلة اليمامة وتنقل فيها إلى أن أصبح مديراً لتحريرها ثم انتقل إلى الإدارة العامة بمؤسسة اليمامة الصحفية وله ديوان (هواجس في طقس الوطن) 1408هـ ونشر في كل الصفحات الثقافية بالصحف السعودية وبعض المجلات العربية وله مشاركات في عدد من الأمسيات الشعرية والمهرجانات الوطنية والعربية وقد مثل المملكة في أكثر من مهرجان وقد مثلنا في معرض فرانكفورت الأخير بألمانيا وهو عضو في نادي الرياض الأدبي.
(3) الأديب يوسف الذكير: وهو مهندس مدني وعرفناه كأديب أكثر مما عرفناه كمهندس مدني وقد عمل في صندوق التنمية العقارية منذ تأسيسه وهو أول رئيس لبلدية الروضة الفرعية بالرياض ثم عمل في العديد من الشركات المختلفة الحكومية منها والأهلية مثل شركة الفنادق والمناطق السياحية وقد كتب في العديد من الصحف المحلية والدولية مثل الشرق الأوسط والرياض والجزيرة والمجلات مثل مجلة الفيصل والمجلة العربية واليمامة وسطور المصرية ومطبوعات النوادي الأدبية بالرياض.
(4) القاص أحمد الدويحي: وهو أحمد سعيد حسن الدويحي ولد عام 1373هـ في العسلة ببلجرشي وقد تنقل في عدة وظائف داخل نطاق وزارة التجارة منذ عام 1396هـ وحتى الآن. وكان قد تفرغ للصحافة لمدة عامين في جريدة الرياض وتولى الإشراف على مكتب عكاظ بالرياض وله مجموعات قصصية منها (ريحانة) في 1990م وهي عبارة عن رواية و(أوان الورد) و(الثلاثية: المكتوب مرة أخرى) وله مشاركات عديدة من خلال عمله في الملحق الثقافي بجريدة الجزيرة في كتابة المقالة والعروض والتحليل ودراسات الكتب الإبداعية وكذلك نشر عدد من أعماله الإبداعية.
فيصل المشاري: طبعاً سنتناول هذه الندوة محاورة التوصيات التي تُليت في نهاية فعاليات الملتقى في مركز الملك فهد الثقافي في العاصمة الرياض. وأنا لا أريد أن أدخل في مقدمات وأترك الاهم ونسمع من ضيوفنا ونأخذ منهم أقصى ما نستطيع في وجهة نظرهم حول التوصيات ولدينا اثنتان وعشرون توصية.
الصالح
(1) المحور الأول الأستاذ أحمد النظرة إلى التوصيات من وجهة نظر المثقف الذي ينتظر المزيد من التحولات الايجابية في سياق التطوير والتجديد المطلوب. هل من وجهة نظرك كمثقف وباعتبار انك شاعر ترى شيئا ايجابيا في التوصيات في سياق التطوير والتجديد المطلوب؟ على سبيل المثال الفقرة السابعة وهي اعادة هيكلة المؤسسات الثقافية القائمة في الأندية الأدبية والجمعية العربية السعودية هل معنى هذا ان نبدأ من الصفر بعد أن نمحو كل شيء؟
* أحمد الصالح: أولاً بالنسبة لنظرة المثقف للتوصيات موضع التنفيذ فلا بد أن تستوفى بعض النقاط التي كانت عبارة عن رموز وايماءات ويصدر بشأنها قرارات وتنفذ ما فيها من التوصيات وهذا شيء جيد ولكن التوصيات التي غالبا ما تكون من الأدنى للأعلى عادة ليست ملزمة وهي توصيات قد تُؤخذ بها أو لا يؤخذ بها وهل هذا الملتقى كان هدفه أن يعمل شيئا وهل من نتائج هذا الملتقى سنعمل شياً أم انها مجرد وجهات نظر ونهايتها الادراج. أما بالنسبة لهيكلة الجمعيات والأندية لا أدري ما المقصود بهذه الهيكلة هل المقصود بذلك الأشخاص القائمون عليها أو لوضع خطط أم هي برامج لأن الهيكلة تشمل أشياء كثيرة منها هيكلة الجمعيات والأندية الأدبية. فإذا كان المقصود هم الأشخاص القائمون عليها فبعض الأندية لا أقول كلها كان فيها ناس قائمون عليها وكان لديهم طموح لتنفيذ ما لديهم من الطموح وربما وجدوا عقبات لم يستطيعوا معها أن يصلوا أو يحققوا ما يريدون ولو أنهم تركوا المكان لغيرهم لكان أفضل فهذا يحتاج إلى تأمل وما هي الأسباب التي تجعل الأندية الأدبية تراوح مكانها وان كان لها بعض المجهودات الطيبة ولكن المأمول منها أكثر من ذلك.
عقبات
* فيصل المشاري: أنت ما هي توصياتك بالنسبة للأندية هل يبدأون من النقطة التي انتهوا إليها أم من الصفر؟
* أحمد الصالح: المجهود الذي عمل من قبل يجب أن يستفاد منه ومع هذا التطوير فإن الواجب تلافي العقبات التي كانت أمامهم وتلافي السلبيات وادخال دماء جديدة للأندية الأدبية لكي لا تكون الإدارة عبارة عن ميراث يبقون فيها دون أن يتغيروا لسنوات عديدة وأكثر الأندية الأدبية اعضاؤها دائمون منذ سنوات والمفروض ان يعاد انتخاب الأعضاء كل ثلاث أو أربع سنوات لكي تأتي دماء جديدة من المثقفين وكل مثقفي الوطن يجب أن يكون لديهم دور في الانتخابات سواء أكان ذلك لانتخاب أعضاء جدد أو انتخاب رئيس النادي ولكن كثير من الاندية أعضاؤها دائمون ولجانها ثابتة منذ سنوات عديدة ولا يتغيرون إلا في حالة الوفاة أو اعتذار أو استقالة وليس بسبب اعطاء الفرصة للغير.
صندوق
وبالنسبة لبعض التوصيات الأخرى غير هيكلة المؤسسات الثقافية والأندية الأدبية مثل إنشاء صندوق تعاوني لرعاية المثقفين والمبدعين ما رأيك؟
بالنسبة للمحور الاول في سياق التطوير والتجديد المطلوب. الفقرة (11) إنشاء صندوق تعاوني لرعاية المثقفين والمبدعين وايجاد صندوق لرعاية الموهوبين هذا شيء طيب وعمل جميل ولكن يحتاج إلى دعم من الدولة ودعم من القادرين سواء من المثقفين أو من الأثرياء أما كثير من المثقفين فمستواهم المادي قد لا يسمح لهم بالمساهمة في أي شيء مثل تشكيل صندوق قادر على أن يرعى مواهب ويطوِّر من مستواها.
راتب
* هل المقصود هو تقديم راتب شهري؟
أبداً أنا أقصد أن يكون هنالك دفع دون أن أقصد مرتباً شهرياً فمثلاً إتاحة الفرصة لمواصلة التعليم بالنسبة للموهوب وإتاحة الفرصة للاشتراك في المنتديات وحضور المنتديات حتى لو لم يشارك يستفيد منها وليس دفع الراتب هو المقصود لأن دفع الراتب ربما يكون مساعدا على البطالة وعدم العمل أما دفع الراتب مقابل عمل او مقابل مجهود فلا بأس به أما دفع الراتب لشخص على أساس انه مثقف فهذا غير صحيح.
حرية
حرية التعبير مسؤولية وكلمة المسؤولية صارت هنالك اشكالية عليها في الصحافة، وكلمة المسؤولية كل واحد لديها وجهة نظر فيها أو حسب هواه وأهم شيء ان لا تتعرض للعقيدة ولا تمس الوطن كوطن أو الكيان الوطني ووحدته. فالجهة الإدارية والإشرافية هي الجهات المسؤولة التي تفسر هذه المسؤولية.
حواجز
* هل تشعر بأنك تمارس حريتك في كتابة الشعر؟
أم هنالك بعض الحواجز وأنت تكتب القصيدة ولكن الشاعر والقصصي والكاتب يتحايل على هذه الحواجز بطرق خاصة. أما الحواجز فهي موجودة في كل بلد.
وهل لهذا السبب اطلقت على نفسك مسافر؟
* أحمد الصالح: لا أبدا ليس هذا برمز لكي اطلقه على نفسي وانما تطويع القصيدة بحيث تتخطى الحواجز وتصل إلى المتلقي او القارئ يفهمها من يفهمها ويقف عن فهمها من لا يفهمها هذا لا يخص الشاعر إنما اكتب قصيدي ووجهة نظري واحاول ان اتخطى الحواجز التي وضعت لي بطريقتي الخاصة والقارئ يفسرها كما هي أو كما يشاء سواء تخطت الحواجز أو غير ذلك فهو حر في تفسيره كقارئ ويقول المتنبي:
أنام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر الخلق جراها ويختصم
وهنا كل في صراع بطريقته الخاصة.
جمعية
* فيصل المشاري: بالنسبة للفقرة الثالثة الاستعجال في ترخيص جمعية الكُتّاب والأدباء السعوديين التي سبق ان رفعت عنها وزارة الثقافة والإعلام إلى المقام السامي في صفر 1425هـ ونعرف أن أول لقاء للكُتّاب كان في عام 1395هـ ثم في 1415هـ إذن ما السبب في استعجالها؟
* أحمد الصالح: بخصوص الترخيص عندما يعطى ترخيص لجمعية الكُتّاب والأدباء ممكن يعطى هنا الترخيص ولا يعطى حرية العمل. فالمهم ان يكون الترخيص مقروناً بحرية العمل والمنهج، وقصدي من كلمة ترخيص شيء طيب ولكن لها تبعات ولابد أن تستوفى هذه التبعات.
الصيخان
* فيصل المشاري: شكرا يا أستاذ أحمد وننتقل إلى الشاعر عبدالله الصيخان.
بالنسبة للمحور الأول النظرة إلى التوصيات من وجهة نظرك بصفتك إنسان مثقف بجانب كونك شاعرا تنتظر مزيدا من التحولات الايجابية في سياق التحويلات والتجديد المطلوب وينبغي معرفة وجهة نظرك بالنسبة للتوصيات والنواحي الايجابية التي ترى فيها وفي سياق التطوير والتجديد المطلوب.
* عبدالله الصيخان: نشكر أولا الزملاء في جريدة الجزيرة على استضافتهم لهذه الندوة ويبدو انني اعطيت موافقتي المبدئية للزميل عبدالحفيظ الشمري على أساس انها ستكون ندوة داخلية والحمد لله على أنها لازالت ندوة داخلية بينما الاعلانات كانت تشير بأنها ستكون بها حضور عام. ولأننا كعادتنا أنا والأستاذ احمد الصالح لم ننته من أمرنا في الجانب التحريري بين الأمس واليوم في قراءة بعض الأوراق المقدمة للملتقى. وفي الملتقى سأتحدث بشكل عام. الملتقى نقطة ضوء في صحرائنا الثقافية جاء بعد فترة من غياب لقاءات مماثلة ثم في اجتماع الأدباء السعوديين ورؤساء الأندية الأدبية وهو غالبا ما تصدر عنه توصيات لا تجد طريقها إلى التجسيد على أرض الواقع. وفي الواقع لفت نظري في إحدى الأوراق المقدمة ان خطة التنمية السابعة من 1420هـ إلى 1425هـ الصادرة بقرار مجلس الوزراء في 2851421هـ رؤية جديدة للثقافة فاعتبرتها قطاعا وتطلعت إلى تنظيمه مقررة مجموعة من الخطوات الرائدة التي لم تنفذ منها إنشاء مجلس أعلى للثقافة وتبني خطة وطنية للكتب والترجمة ووضع قاعدة بيانات للثقافة واستثمار عضوية المملكة في الهيئات الدولية للاستفادة من الخبرات في قطاعات الثقافة ودعم معارض الكتب وملتقيات الثقافة في الداخل والخارج وتشجيع القطاع الخاص على المشاركة في العمل الثقافي واقترحت إلى جانب ذلك كله هيئة عامة للآداب والفنون والعلوم. وللأسف الشديد كل هذه كانت أحلاما على الورق لم يتجسد منها شيء وأنا أعتقد انه كان بعيداً عن التوصيات وكنت أتمنى أن يركز الملتقى على ثلاثة أمور. أولاً ثقافة الطفل فنحن نعيش فجوة ثقافية هائلة في حياة أطفالنا لعدم وجود ثقافة الطفل وليس هناك أدب أطفال سعودي إن صح التعبير إلا من محاولات يقوم بها الزملاء مثل سعد الدوسري ويوسف المحيميد كمثال ولكنها كمجموعات لم تصل إلى الطفل عبر المكتبة المدرسية ولم تصل عبر المكتبة العامة وظل هنالك حاجز لفقر الواقع إلى جانب قلة عدد الذين يكتبون للأطفال وفي رأيي المتواضع ان غياب أدب الطفل عن حياتنا في فترة العشرة السنوات أعطى للأطفال آحادية الثقافة ولم يجدوا أمامهم إلا الثقافة الملتزمة وهي بلا شك جزء من ثقافتنا وركيزة من ركائز حياتنا ولكن ليست هي كل شيء فالطفل في حاجة إلى أن يفتح خياله ويعرف ماذا قال العصفور للشجرة لكي يصقل المواهب الذي لديه عبر القراءة وعبر القصص المصورة ولذلك اعتقد وأقولها جازما ان غياب أدب الطفل كان أحد الثغرات التي نفذ من خلالها الفكر الضال إلى أبنائنا وأطفالنا سواء عبر النشيد غير الموضوعي وعبر النشيد الذي يعلم الطفل في الصف الخامس أو السادس اسم الرشاش واسم الكلاشنكوف وما شابه ذلك. وأشير بكثير من الأهمية بأن غياب أدب الطفل كان أحد المآخذ الذي وقع فيه مجتمعنا والذي لا يزال هو فيها ولذلك كنت أتمنى أن تتجه التوصيات وان كانت اتجهت التوصيات 16، 17، 18 تقول تتولى وزارة الثقافة والإعلام إنتاج برامج مناسبة للطفل تبث من خلال وسائل الإعلام المختلفة. وهذا كلام في الفاضي فالبرامج موجودة الآن ولكن التلفزيون السعودي يستقبل ويستقطب الأطفال أم قنوات فضائية أخرى ويجب ان نسأل التلفزيون السعودي لماذا يهرب منك أطفالنا إلى قنوات فضائية أخرى؟
مراكز
إنشاء مراكز ثقافية وفنية أخرى للأطفال تسهم في زيادة الوعي الثقافي والفني بأشكال مختلفة وهذا مشروع كبير يمكن ان يكون جزءا من المراكز الثقافية الواردة في إحدى التوصيات.
معارض
إقامة معارض الكتاب واعطاء عناية لكتاب وكتابة الطفل وتخصيص جوائز للكتب والبرامج الثقافية المميزة. أنا اعتقد ان الخطوة الأولى في سبيل وضع أدب الطفل الجديد عندنا هو تشجيع القراءة في المنزل وما لم نصل إلى هذه المعادلة لن نستطيع ولا أقول في المدرسة فقط ان لم تبدأ حب القراءة في المنزل فلن يستطيع الطفل ان يحتفل بالكتاب ويجعل الكتاب رفيقه ليكون لديه يوما ما اعز مكان في الدنا .. الخ وخير جليس في الزمان كتاب ..كما يقولون.
الطفل
أدب الطفل هو أحد الركائز التي يجب ان تتجه لها استراتيجية الثقافة والتوصيات تجب أن تلتفت إلى هذه الناحية بشكل موضوعي وبشكل واقعي وليست المسألة إنشاء مراكز للأطفال مستقلة وهكذا وإنما كيف نحبب الطفل في القراءة وكيف نؤسس لديه شهية القراءة وكيف نوّجد عنده أول خيوط المعرفة في المكتوب والمدون بعد أن كان مرتبطا بالمصور الفلم والكرتون وما شابه ذلك.
المسرح
الأمر الثاني الذي يجب الالتفات إليه هو المسرح والمسرح أبو الفنون وان لم نهتم بالمسرح لا نستطيع فيما يبدو أن نضيف شيئا في حياتنا وفي ورقة الزميل راشد الشمراني (المسرح العربي في المملكة إرهاصات وتحديات) يقول لن يكون الجمهور مصدر تحفيز وتشجيع للمسرح إذا لم يؤمن بأهمية المسرح باعتباره مصدراً للمتعة والفائدة معا وبكلمات أخرى أن الناس وفي أي مكان لن يمارسوا عادة الذهاب إلى المسرح إذا لم يدخل المسرح وعيهم الجمعي وذاكرتهم ثم يذهب إلى الاستعانة ببعض أوراق الزملاء مثل عبدالعزيز اسماعيل مدير الجمعية بالدمام يشير إلى واقعنا المسرحي المحلي الذي يظل يعاني منذ أكثر من ثلاثين عاما من مأزقين كبيرين هما:
أولهما غياب البنية التحتية اللازمة لتفعيلها على أسس علمية وعملية مثل مباني المسرح والمعاهد المتخصصة رغم بروز الطاقات المحلية وغيرها في أعمالها.
ثانيا: هنالك مأزق آخر اقوى وأخطر تأثيرا تمثل في محاربة هذا الفن والمنتمين إليه فكريا وثقافيا والتشكيك في دينهم ووطنيتهم بهدف وضع هذا الفن والمنتمين إليه في نظر المجتمع في خانة المحرم والفاسق.
الذكير
* فيصل المشاري: ننتقل إلى الأستاذ يوسف الذكير بالنسبة للمحور الأول يا أستاذ يوسف النظرة إلى التوصيات من وجهة نظر المثقف الذي ينتظر مزيدا من التحولات الايجابية في سياق التطوير والتجديد المطلوب.
بريق
يوسف الذكير: المحور الأول: النظرة إلى التوصيات من وجهة نظر المثقف فالتوصيات بكل صراحة وصدق تنظر لها نظرة سلبية فالتوصيات يمكن وصفها ببساطة وبصراحة وبايجاز بأنها براقة المظهر ضبابية الجوهر هلامية توفيقية الصياغة تجميدية الهدف حمالة اوجه فقيرة الالفاظ يثير من التساؤلات اكثر مما تحمل من الاجابات تكرس الصفات الجزافية وانما مستقاة من استنطاق المعلومات الواردة ضمن تلك التوصيات كما هو مقرر في المحور الثاني للندوة بهدف متساوٍ لمدى الإلزام والاختيار وأيضاً من انتقاء المفردات المبهمة المعاني والمقاصد وعلى سبيل المثال تنص الفقرة الثانية من التوصيات على الاهتمام بالثقافة بوصفها أساساً لتحصيل وتحصين الأمة والنهوض بها.. تحصين الأمة من أية ثقافة مثل ثقافة العنف والإرهاب أم ثقافة الخنوع والاستسلام ثقافة العلم والفكر المعاصر أم ثقافة تحريم التشبه بالكفار ثقافة اجترار التراث والحجب والتعتيم والتحريم والتكميم ام ثقافة الانفتاح على العصر بكل ابداعاته الفكرية والعلمية والفنية والأدبية وهي عبارة غامضة فضفاضة لها أكثر من وجه وتفسير.
هيكلة
الفقرة الثالثة تنص على الاستعجال في الترخيص لجمعية الكُتاب والأدباء دون غيرهم من المثقفين من فنانين وعلماء ومفكرين بالترخيص وكيف ستؤسس تلك الجمعية هل ستكون اختيار مجالس إدارتها على غرار الغرف التجارية أو المجالس البلدية مناصفة ما بين انتخاب وتعيين دون الخوض في ايجابيات وسلبيات ومدى مواءمة ذلك التنظيم اللامع الهدف الاساسي من تكوينها فحسب بل ومدى تعارضه وازدواجيته مع ما جاء في الفقرات السادسة والسابعة من تحديث أنظمة ولوائح النوادي الأدبية واعادة هيكلتها فهل ستحل الجمعيات محل تلك النوادي ام ستقام بجانبها وهل ستكون جزءا خاصا قائما بذاتها أم فرعا لما جاء في الفقرة الخامسة من توصيات بإنشاء مراكز ثقافية شاملة؟ فقرات تحمل من التساؤلات الكثير فيما لا تحمل من الاجابات ان وجدت سوى النذر اليسير.
آلية
أما هلامية آلية التنفيذ فقد يكون أصدق ما يبرزها القاء الضوء على ما جاء في الفقرتين الثامنة والرابعة عشرة من المضمون فالأولى منها تنص على رصد مخصصات كافية في الميزانية بالانفاق على كافة الانشطة الثقافية، فإذا ما شملت الأنشطة الثقافية المراكز الثقافية الشاملة والمنصوص عليها في الفقرة الخامسة فإن رصد المخصصات يتطلب اعداد ميزانية تتضمن ابوابا تأخذ في الاعتبار البعد الرأسي في شمولية تلك المراكز في المدن الرئيسية والبلدان والقرى في مختلف مناطق المملكة والبعد الأفقي الذي يشمل النشاطات الأدبية والفكرية والفنية بكل ما توجب ذلك من عقد ندوات تستقطب لها الأدباء والمفكرين من داخل وخارج المملكة واقامة نشاطات مسرحية ومعارض فنية ومناسبات احتفالية تشارك بها فرق عربية واجنبية فلكلورية ومسرحية بكل ما يتطلبه ذلك من تكاليف ومصاريف. فهل سيتم توظيف وتكليف لجان متخصصة لاعداد الميزانيات والتكاليف ام هي لا تخرج عن اوهام واحلام؟
الفقرة الرابعة عشرة تنص على حث المؤسسات الاهلية والبنوك والموسرين على تبني المشروعات الثقافية الخاصة، فمن الذي سيتولى حث المثقفين والموظفين الرسميين في وزارة الاعلام والثقافة فإن كانت الفئة الاولى فبأية طريقة قانونية او تنفيذية ان لم يكن اصلا للمثقفين كيان رسمي معترف به كالجمعيات والاتحادات المسجلة والمنتجة وان كانت فئة الموظفين الرسميين فسيعني ذلك ضمنيا تحديد ما هية المشاريع الثقافية رسميا والتي قد تكون او لا تكون ملبيا لطموحات المثقفين واهدافهم بقدر ما تصب في عداد الثقافة الموجهة أما بقية المضامين فهي تجلت فيما تضمنته الفقرة التاسعة التي تنص على تأكيد مشاركة المرأة الثقافية من داخل المملكة وخارجها وفق مبادئ وقيم مجتمعنا الإسلامي فإن كانت تلك المبادئ والقيم تفرض على المرأة السعودية دون غيرها من نساء جميع بلدان العالم الإسلامي الاخرى بأن تتم مشاركتها في المؤتمرات وتلقيها المحاضرات الجامعية من خلال شبكات مرئية أو سمعية داخلية مغلقة فهل ستشترط توفير تلك الآليات في المؤتمرات الخارجية أم سيسمح للنساء بالمشاركة دون توفرها مما يعني تخطيا وخرقا لتلك المبادئ والقيم ازدواجية لا تقتصر على اشتراك النساء السعوديات في المؤتمرات والندوات بل وبكل ما يفرض عليهن فيما يتحررن منه عند السفر للدراسة في جامعة أجنبية أو في السياحة ما بين منتجات وأسواق بلدان العالم بما فيها البلدان الخليجية المتطابقة دينا وعادات وقيما وتقاليد مع المجتمع السعودي. ثم هل سيتم اشتراك المرأة السعودية في المجتمعات والندوات الخارجية بصفتها الشخصية أم ممثلة لنساء المملكة في ظل انعدام وجود جمعيات أو اتحادات نسائية؟
غموض
هنا في إمكاني ان اقول ان حرية الرأي هي المسؤولة عن الأدباء والمثقفين والفناين الفئات الأربعة وفي ظل انعدام انظمة وقوانين بدقة ووضوح ما هو محرم وممنوع وما هو مباح ومسموح فإن غموض حرية الرأي هي المسؤولة وقد يحمل من الوعيد ما يعيد إلى أذهان العديد من المثقفين لذكرى غربة جثامين مثجاج ما بين مقابر القاهرة ودمشق وبيروت لمفكرين وأدباء ومثقفين اوبيانات اهدرت دم مفكرين ومثقفين لازالوا بيننا احياء يرزقون، أما أكثر الفقرات إثارة للاستغراب فهو ما ورد في الفقرة الثامنة عشرة منها التي توصي بإقامة معارض للكتاب وكأنما من صاغ خطاب التوصيات لا يعيش في بلد تقام فيه مثل تلك المعارض منذ سنوات دون الخوف أو يُباح عرضه في تلك المعارض من كتب ومؤلفات.
الدويحي
* فيصل المشاري: على حسب ما قلته ليست هنالك ايجابية، نذهب للقاص أحمد الدويحي
* القاص أحمد الدويحي: اسمحوا لي إذا جاءت ورقة الليلة إنشائية لأن الوقت الذي كان أمامي قصير واستجبت لدعوة الأصدقاء بهذه الصحيفة بخاصة الأستاذ إبراهيم التركي بان أكون معكم في هذه الليلة مع هذه النخبة والدنيا رمضان والأجر على الله أو من الله لنقف الليلة في هذه الندوة على محاور جملة من التوصيات بالتأكيد لن نستطيع أن نوفي بها كاملة، طابت الليلة بأن أبدأ مشاركتي معكم بحكاية من الملتقى، الملتقى الذي نتناول الليلة الممكن من توصياته،ففي محاضرة ثقافة الثقافة الورقة التي جاءت خارج ملفات الملتقى ولم تكن خارج برنامج الملتقى وسأعطي الفرصة للصديق فيصل بعد قراءة ورقتي ففي محاضرة ثقافة الثقافة التي اجتز مقطعا من سياقها بما يحمله من دلالات لأقول لكم إني في كل ما ذكرته عن الرقابة لا أقصد الرقابة التابعة لصديقي القديم معالي الدكتور فؤاد الفارسي وهو بالمناسبة أوسع من عرفته صدراً وأكثرهم تسامحاً لكنني أقصد كل رقيب والرقيب في نظري كل من يسمح لنفسه بالتفكير نيابة عن الآخرين سواء أكان في موقع رسمي أو غير رسمي وأنتم تعرفون بُعد الرقابة غير الرسمية وكثيرا ما تكون أشرس وأعنف وأقسى من الرقابة الرسمية ذريعتها في طابعها التطوعي والفضولي هي الكلمة الأدق. ان البلابل لا تغرد وهي سجينة الاقفاص والمياه لا تعزف سيمفونية الخرير وهي حبيسة الخزانات والسدود أو قوارير المياه والاغصان لا تشنف الآذان بالحفيف وهي مشدودة إلى الجذوع فهل نستكثر إذن على مبدعي الثقافة حقوقا اقتضته سنن الخالق العظيم في خليقته والتي تتمتع بها الحيوانات والجمادات. وأردف بجملة من عندي أخيرة سمعتها ليس لها وزن من هموم العمل والعمال إلى هموم المثقفين قالها نصر الله في نهاية أيام الملتقى الثقافي الأول وهو يأخذ مكانه ليقرأ التوصيات التي نحن بصدد تناول محاورها مع اننا نعرف جميعا جملة من أوراق الدكتور غازي القصيبي تاجرا ووزيرا وسفيرا الشاعر والمفكر والروائي اردت ان تكون هذه الصورة المقربَّة التي سبقت قراءة التوصيات والتباهي الحاصل ما بين الثقافي والرسمي لتكون المدخل لجملة من الأسئلة في هذه الليلة بيننا ونعرف ردود الفعل لمستنوى هكذا الطرح واتذكر منها الآن بالصدفة رد القاص محمد علي علوان في هذه الصحيفة بالذات مدير عام المطبوعات وطبعا لأننا لا نغرم بالمناصب الرسمية اكثر مما نتكئ على الحالة الثقافية في تعريفنا للشاعر والقاص والروائي والمسرحي والفنان التشكيلي فعالم الثقافة بلا حدود ونحن نفتح ثلاثة ملفات للملتقى الذي أعدّ الفعل الثقافي الأول من مسؤولية منتظرة لوزارة الثقافة والإعلام وهي تحمل هموم وأحلام اجيال متباينة وكان الوعد ان تصاغ أحلامها وتنصهر في مناخ ثقافي حر عندي حكاية القشعمي يعرفها بعضكم وخرجنا على سبيل المثال من قراءة أوراق اليوم الأول بسؤال حول التصور الاستراتيجي للتعبير بمفردها ظلت هي الفقرة المفردة الطاغية الأولى إلى نهاية الفعاليات رددتها أسماء من اللجنة الاستشارية لخطط الثقافة وهنالك محور مثل أسئلة في التباس المفاهيم لدور المرأة الثقافية بطبيعة الحال والحوار حولها قضية شائكة ومعقدة في وجوه منها مختلفة دينية وتعليمية واقتصادية وفنية واجتماعية وثقافية بما فيها من تناقضات وتراكم تعني المرأة ذاتها والمتحدثون من الجنسين اقتربت اصواتهم فيهم وبالذات المبدعات وبيننا الآن رجال بعضكم ممن شخصوا احوال المرأة في ابداعهم فلابد ان نذكر الرائد عبدالكريم الجهيمان ودوره الريادي (العصفور الصغير) هذه أيضاً لها حكاية ومعهم كل أسراب العصافير ولا بأس أن نقرأ جزءا من توصيته تعاطفا مع المرأة التي ليس لها حضور الليلة بيننا مر بها الدكتور عبدالله الغذامى للملتقى لكي يتحقق الاستقلال التام عن الوصاية والتقتير المعنوي والمادي عليهن ولم يحضر ليجعل عقله بعقل امرأة فأوصى في موضوع دور المرأة الثقافي بما يلي:
أقول لو اننا رفعنا وصايتنا عن المرأة ثم تركناها لتقرر لنفسها ما يخصها وعضدنا ذلك بقانون عملي يضمن حرية التصويت والاختيار في المؤسسات المفترضة للمرأة فإننا سنكون خطونا الخطوة رقم واحد ولسنا في هذا اللقاء إلا بصدد الخطوة الأولى رقم واحد وأولها أن يعترف الرجل بأن المرأة تعرف مثل ما يعرف هو وأنها تستطيع مثلما يستطيع هو وأنها ذات حق ديني وطبيعي وانساني لا تحتاج إلا إلى رفع الوصايا عنها وترك صاحبة الشأن ترى شأنها ونعرف ان كل ما جاء في التوصيات النهائية عن هذا الموضوع بما فيه من سعة وخصائص مازالت جوانب منها محظورة إبداعياً على سبيل المثال من واقع الأجناس فإن الرواية كجنس إبداعي تشكل المرأة فيها عنصراً مهما تُكتب في الداخل وتقرأ وتنشر في الخارج بسبب جملة من المحاذير والأخطاء التي مستها رواية ما بعد التسعينات الميلادية ونعرف ان سبب غياب المسرح بسبب أساسي وهو غياب المرأة وكل تلك الإشكالية في عالم المرأة قد حُصر في فقرة واحدة هي الفقرة التاسعة التي تقول تأكيد مشاركة المرأة الثقافية في داخل المملكة وخارجها وفق مبادئ وقيم مجتمعنا الإسلامي وهذه الفقرة بالذات أعتقد تحدث عنها الزملاء بشكل كافٍ وهي تحمل توصية خطاب لا يخلو من حق الوصاية الثقافية وأشك أن المرأة شاركت فعلاً في صياغة مستقبلها بما يكفي لطرح ذاتها كما لم يشارك الرجل المثقف في صياغة سؤاله الاستراتيجي وهو هل يحتاج إلى سؤال آخر لرفع الوصاية عن الرجل وترك صاحبة الشأن أن ترى شأنها وشكراً.
مداخلات
* فيصل المشاري: بعد المحور الأول نفتح باب النقاش ونأخذ بعض المداخلات فقط هنالك سؤال موجه للأستاذ احمد الصالح نتمنى لو تجيب عليه والسؤال هو: كيف ترى أهمية قيام اندية متخصصة للشعر في ظل هذه التغيرات الجديدة؟
* أحمد الصالح: نعرف ان بمصر ناديا خاصا بالشعر والشعراء ولا أدري ان كان ما زال قائما ولكنني اذكر انه كان موجودا من قبل اكثر من عشرين سنة كنت انا والأستاذ عبدالله الماجد في مصر وزرنا هذا النادي وهي فكرة جيدة ولكن اعتقد ان ناديا خاصا بالشعر فقط أمر عليه علامة استفهام إذ سيأتي الشعر الشعبي وسيحشر نفسه في القضية ويطالب بأن يكون عضوا في هذا النادي فالشعراء سيرحبون به وسيعتبرون هذا مكسبا لهم ولكن تخصيص نادٍ مستقل لا أعتقد انه هو الأفضل ورئيس النادي سيكون أساسا شاعرا وليس من الضروري ان يكون شاعراً وهنالك كثير من رؤساء الأندية الأدبية ليسوا بأدباء بالمعنى الواسع وهنا أقول ليس من الضروري أن يكون كل رئيس نادي الشعر شاعرا وأنا شخصيا أفضل ناديا أدبيا تتفاعل فيه كل الانشطة الأدبية والفكرية لأنه سيكون أفضل شمولاً.
إيجابيات
* فيصل المشاري: شكرا للأستاذ أحمد وهنالك سؤال موجهة للأستاذ يوسف الذكير والسؤال هو:
في ورقتك يا أستاذ يوسف شددت على نقاط الضعف فكيف ترى الجوانب الايجابية في العمل الثقافي الحالي؟
* يوسف الذكير: بدون شك ان هامش حرية الكتابة توسع نسبيا لكن الذي يطمح إليه المثقفون أو الكتاب او غيرهم على الأقل أن يكون موجودا أولى مبادئ الثقافة وهي الصحافة الحرة وصحافتنا فيها من الرقابة الذاتية ربما مثل ما تطرق إليه الاخ أحمد ما يفوق الرقابة الرسمية ولكن ما من شك ان هنالك جوانب ايجابية للثقافة ولكن إذا ما تناولنا كل التوصيات فإنا من وجهة نظري نجد انها مجرد تحذير أو ذر الرماد في العيون.
فقرتان
المحور الثاني الإلزام والاختيار من خلال استنطاق ورد من معلومات وقيل استنطاق ما ورد من معلومات لابد من الإشارة ان كلمة الاختيار وكلمة توصيات كعنوان للبيان يحمل دلالات كافية بان كل ما ورد فيه يمثل إلى معنى الاختيار لا الالزام وما يؤكد ذلك هو ما تم تنفيذه من توصيات في ختام ملتقيات اهم شأنا وأعم مساسا لتطلعات وطموحات مختلف الطبقات من الناس وليس المثقفين فقط وبالأخص التوصيات التسعة عشرة للقاء الثاني على سبيل المثال للحوار الوطني ما الذي تم فيها. اما ما ورد في بيان المعلومات فهي لا تشير سوى في فقرتين فقط من اثنتين وعشرين فقرة إلى من هي الجهة المنوط بها تنفيذ التوصيات والتي هي وزارة الإعلام والثقافة. أما في العشرين فقرة الباقية ودون الخوف من تفاصيل قدرة وزارة الإعلام والثقافة على تنفيذ ما ورد في الفقرة السادسة عشرة عن انتاج برامج الأطفال والفقرة التاسعة عشرة عن تنظيمها الإنتاج والعرض المسرحي وما يتطلبه ذلك من إعداد كواد مؤهلة في الإنتاج والاخراج والديكور والإضاءة والتمثيل وغيرها من تخصصات ناهيك عن وجود نصوص أدبية محلية أو معربة أو مترجمة جديرة أساسا بالاخراج والإنتاج ولذا العشرين فقرة الباقية خالية تماما من الإشارة حول من سيضطلع بتنفيذ تلك التوصيات بل ان ما يزيد من الاعتقاد بعدم الزامية تنفيذ تلك التوصيات هو ما ورد في الفقرة الاخيرة التي أشرت لها من نص على إقامة هذا الملتقى دوريا مع مراعاة توسيع دائرة المشاركة فيه وتنقله بين مدن المملكة فقد أغفل تماما الإشارة إلى ضرورة مراجعة ما تم تنفيذه من توصيات من الملتقيات السابقة وليس المهم هو اصدار التوصيات انما المهم هو تنفيذ تلك التوصيات وتحديد المعوقات او الجهات التي عرقلت او حالت دون تنفيذها.
الجمعية
* فيصل المشاري: نحب نفتح باب النقاش. وهنالك ناصر بن جرِّيد وفي إمكانه أن يتداخل معنا.
* ناصر بن جريد: تطرق الأستاذ يوسف الذكير لفكرة جمعية الأدباء والكتاب ونحن هنا نتساءل كيف سيكون إنشاء هذه الجمعية وكيف يتم تكوينها؟ ثم ما هو وضع جمعية الثقافة والفنون وهل ستكون تجربة هيئة الصحفيين مقياسا ونبراسا لهذه الجمعية التي تجرى المطالبة بها؟
* يوسف الذكير: الثقافة عندنا ملتبسة بالأدب وهذا الكلام يمكن ان أوجهه لمن هو في موقع المسؤولية فالمجلات والملاحق الثقافية هي في حقيقتها ملاحق أدبية فالثقافة علم وهنالك بعض الصفحات للفنون وأخرى للعلوم والثقافة بمفهومها الأوسع ليست أدباً فقط ولا شعراً فقط مع احترام أن الأدب والشعر يمثلان رافدا رئيسيا من روافد الثقافة فلذلك ما طرحته أنا في التساؤل وما أشارت إليه التوصيات هو إنشاء جمعية للأدباء والمثقفين ليسوا أدباء فقط هنالك فنانين وهنالك علماء وغيرهم من مختلف الاتجاهات فلماذا اختصت التوصيات الأدباء دون غيرهم فيما الندوة كانت عبارة عن ملتقى للمثقفين وهل هنالك ستكون أندية ثقافية شاملة وما هو دور النوادي الأدبية الحالية هل ستزال أو ستقام بجانبها وأين التخصصات فيها وبالضبط هذا ما أردت قوله بأن التوصيات هلامية ضبابية وان شئت ذئبقية ولا نستطيع أن نمسك منها شيئا لأنها عمومية شمولية ومن كان تشاؤمي من خلال تلك الأشياء.
الرقابة
* فيصل المشاري: نكمل مع ناصر الجريد بسؤال موجه للأستاذ أحمد الدويحي للرقابة الرسمية وغير الرسمية والسؤال هو كم هي فروع الرقابة وما مدى تصرفها وحدودها وكيف ومن هو الذي يسمح بها والذي سمح بها وكيف سيكون حسابها للمثقف بصفة عامة وخاصة؟
* فيصل المشاري: وسؤال ثانٍ للأستاذ أحمد والسؤال هو:
كشف الأستاذ الدويحي وطرح دور المرأة في الحياة الثقافية وأنا هنا أتساءل هل الازدواجية في الفكر والتفكير بالنسبة لنا جميعا هو الذي صعَّد من النقاش حول دور المرأة أولا ترون معي ان ما طرحه الأديب نجيب محفوظ في إحدى ثلاثياته هو الواقع ثم ان المرأة شاركت أكثر من الرجل في الرواية والشعر والقصة والكتابة؟
* أحمد الدويحي: ما حاولت ان أطرحه في المحور الأول من مداخلة هذه الليلة تناولت حقيقة فقرتين من فقرات توصيات الملتقى الأول للثقافة والفقرة الأولى هي ما يتعلق بشكل أوسع بأحوال المرأة من مختلف النواحي الثقافية والاقتصادية حتى السياسية والاجتماعية والطفولة وهي تشتمل عالم المرأة بشكل عام ولا أدعي انني استطيع ان اتحدث عن عالم المرأة في وقت قصير جدا كهذا الوقت الممنوح لي في هذه اللحظة ومجتمعنا في نظرته للمرأة ما زال هناك شيء سيء نعم ولا زالت هناك القبلية ولازالت هناك اللصوصية حتى ما زال عندنا امتهان لكرامة المرأة إلى حد كبير وأنا كجنوبي أعرف أننا في الجنوب نحرمها من الإرث.
قالب
أما بالنسبة للفقرة الثانية التي حاولت أن ألامسها عن بعد في مداخلتي الأولى فهي الرقيب وربما يكون أحد الرقباء الذين يعاشرونها صباح مساء وتحدث الأستاذ يوسف الذكير بما يكفي عن الثقافة ومن قبل سبقه الأستاذ عبدالله الصيخان وتحدث عن ثقافة العنف.
أعود إذا سمح لي اخونا وصديقنا الأستاذ فيصل للمحور الثاني وفي الواقع أنا لم أتحدث عن الفقرتين التي تحدثت عنها قبل قليل بالتفصيل إنما حتى الآن أنا أتحدث عن الشكل الرسمي الذي عقد على غراره الملتقى وتحت سقفه ولذلك حرصت في المداخلة الأولى أن أعطي رأيي عن الرؤية وصورة ذاتية عن وقائع الملتقى وربما يراها غيري قاتمة وإذا كان الايحاء بأن التوصيات كانت جاهزة في قالب رسمي فالملتقى الذي حضره أعداد كبيرة وغابت عنه أعداد ثقافية أخرى كبيرة صاحبة تجربة في الحقل الثقافي والأدبي على وجه الخصوص وقد يكون سبب الغياب مشتركا بمعنى وُجهت لهم الدعوة أو لم توجه وحتما جاءت التوصيات في ذات الطموح والهدف بمعنى دعونا نتساءل من الذي حدد أسماء المدعوين والمشاركين حتى بأوراق في مختلف القضايا والحقول الثقافية المختلفة ويظل السؤال حول نوعية الفعاليات وبالتالي حضور نوعية المثقفين موجهة لأمين عام الملتقى والذي هبط بيننا كأنه نزل علينا بالبراشوت والكل يدرك بالذات الفاعلين في الميدان الثقافي ان المشهد مليء بالثقوب فإذا كان ليس عسيرا ان تشخص الاشكالية فهل نحلم لضمان حرية التعبير للأدباء والمثقفين وبالمشاركة الحقيقية في بناء واقع ثقافي حقيقي في مجتمع مدني ليس من رسم الدولة وتأليفها واخراجها والقيام بكل الأدوار فيه ولتأتي التوصيات بالاستعجال مثلا في واحدة من التوصيات والذي تحدث عنها الأخ فيصل ودار وسيدور الحوار حولها وما يعنينا في الحقيقة الترخيص لجمعية الكتاب والأدباء السعوديين وبما في هذا التصنيف من تعميم كما تناول الأستاذ يوسف مع ان الحضور الحقيقي لهذه الشريحة الأدبية التي يفترض ان يكون لها حضور كان محدودا مقارنة بغيرها لتبدو مطلبا واقعيا في وجه آخر كعروس تنتظر فارسا ليخطبها على الأقل بالجانب الرسمي وليس تجربة الصحفيين ببعيدة وغير خاف بأنه من سنوات يطرح مثل هذا الحلم وبينكم من قدم لمجلس الشورى ومن قدم لمجلس الوزراء لتكون لهذه الحرفة أهلية تنظمها أسوة بغيرها من المهن الحرة الذي وُجد لها اطار ينظم فعلها وفعالياتها. على كل حال فنحن في النهاية ملفات أوراق الملتقى الأول للمثقفين وبقراءة تلك الأوراق التي دارت في مركز الملك فهد الثقافي وهي تحفة معمارية غاية في الجمال والإبداع صُمم على أحدث مبتكرات التكنولوجيا فقبته الفلكية تُدار بالطاقة الشمسية وصالات الاوبرا الأربعة مسارح لا يتوفر مثلها إلا في طوكيو ونيويورك وهذا كصرح ثقافي لم يكن معروفا من قبل لولا ان ثمة صفحة كُتبت قبل خمسة عشرة عاما تشير إلى هذا المبنى الفخم.
طيف
عادت أصوات المثقفين بالمداخلات والحوار التي شكلت في النهاية جملة من التوصيات التي تعرفونها جاءت في نهاية أعمال الملتقى وتلك الأوراق وتلك الأصوات تشكل ألوان الطيف الثقافي منها المؤسسون من الذين انخرطوا في تجربة المؤسسة الثقافية والأكاديمي وسرب من الكُتَّاب والفنانين ودور النشر والمكتبات وهم جزء أصيل من حركة الثقافة وربما كانت المعلومات والأرقام الواردة في ملفات الثقافة لا تسر إذا عرفنا نسبة القراء والنشر والتوزيع فوردت المقترحات الرصينة والناقدة والبائسة والكلمات الإنشائية ككلمتي هذه إلا ان تجربة المؤسسة الثقافية قبل تولي وزارة الثقافة هذا الهم في هذه المرحلة لابد ان تستدعي فتح ابواب الحوار بين المثقفين وبدون وصاية وللوزارة قانونها فيجب ان تدفع المجتمع الثقافي إلى هذه الخطوة أقصد خطوة الانتخاب وإنشاء المؤسسات الثقافية وقد تبدو صعبة كما هي البدايات في الحياة عامة فالأندية الأدبية وجمعية الثقافة لا زالت تدار بعقلية الإلهام ويمكن العودة إلى الوراء لقراءة ورقة الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين التي تصور بعضاً من تلك الهموم. إن ما نريده في تقديري وتقدير المعتدلين ساحة من الانطلاق والانفتاح على العالم كله في عصر الفضائيات التي غطت سطح اليابسة وكذلك الإنترنت ونريد ما يصلح وما يرتقي بالحياة الجادة المثلى ونريد دعماً أو دعما ماليا واسع وتذليل صعوبات واختيار القيادات الواعية الملتزمة في الشأن الثقافي. فإذا أعطيت القوس لباريها فإن فجراً جدياً جيداً سينبلج وسينطلق من هذا الوطن يحمل رسالة الهدى والمعرفة في الرأي والخطاب الصادق وشكراً شكراً للأستاذ أحمد.
نظام
فيصل المشاري: شكراً للأستاذ أحمد وهنالك مداخلة للأستاذ محمد الشقحاء تفضل يا أستاذ محمد
محمد الشقحاء: قضية جمعية الكتَّاب والأدباء أو رابطة الكتاب والأدباء وبيننا مجموعة الإخوان الحضور مثل الأستاذ إبراهيم الناصر وأحمد الدويحي والدكتور سلطان شاركوني وهم مجموعة من الإخوان فكرة إنشاء أو قيام جمعية للكتَّاب أو رابطة للأدباء مثل الجمعيات القائمة في الوطن العربي والعالم واتفقنا ذات ليلة وكتبنا معروضاً باسم عشرة من الإخوان يمثلون بقية الزملاء ولو أن بعضهم زعل وغضب وبعضهم احتج وبعضهم تساءل هل تكون هذه الجمعية برعاية الشباب أو برعاية وزارة الثقافة والإعلام، بينما تم نشره في المجلة الثقافية وباركه الأستاذ إبراهيم التركي، إن هذه الجمعية جمعية أهلية تقوم بمنشطها وتتكفل مواردها المالية من الأعضاء وإن كان هنالك دعم من الدولة فعلى الرحب والسعة وإن كان هنالك دعم من بعض المثقفين الأثرياء لا بأس ولكن نشاط الجمعية ودورها وتأسيسها ونظامها يقوم على الجمعية العمومية وعلى مفاهمة الأعضاء وأن تكون أهلية مائة في المائة والجهة الراعية هي فقط الجهة التي تجيز إنشاء مثل هذه الجمعية، ومن خلال متابعتي لجمعيات المملكة العربية السعودية مثل جمعيات البر الخيرية والجمعيات النسائية فإن وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لديها صيغة لنظام عام يعرف بجمعيات النفع العام ولكن بعد ربط الثقافة بوزارة الإعلام كانت تجربة هيئة الصحافة وما تم من مناقشات حول تأسيس هذه الهيئة اتفقنا على أن تكون بادرتنا أو خطابنا موجهاً لمعالي وزير الثقافة والإعلام للسماح لنا بتأسيس هذه الجمعية ونحن كأعضاء هيئة تأسيسية فقط ينتهي دورنا إذا تم إجازة مثل هذا المشروع.
رابطة
والنظام الذي نشر كصياغة أولى في المجلة الثقافية بالجزيرة قبل شهرين أو ثلاثة أشهر ثم تابعته جريدة عكاظ ونشرته وكان الأخير مصادفة جميلة مع الملتقى الثقافي ونشر في الأسبوع الأول منه والصيغة الثانية للنظام وكل ذلك بالتفاف الزملاء والأصدقاء والمهم أن هذه الجمعية هي شبيهة برابطة أدباء الكويت، وشبيهة باتحاد الكتاب والأدباء العرب في سوريا وشبيهة باتحاد الكتاب في مصر وباتحاد الكتاب بدولة الإمارات العربية المتحدة يهتم بشؤون الثقافية التعبيرية للأدباء والكتاب، وقد تكون هنالك مؤسسات أو جمعيات لفعاليات أخرى وهذا ما سمعته في برنامج مستشارك بالقناة الإخبارية وحضره الدكتور علي الخضيري وعلى ما أظن الدكتور السلوم وأن هنالك هيئات أخرى ذات نفع عام مثل هيئة المهندسين وهيئة المحامين وهيئة رجال القانون شبيهة بمثل جمعية الصحافة وكل هذه الجمعيات للخدمة المدنية والشأن المدني الاجتماعي. فإذن جمعية الثقافة والفنون وجمعية الكُتَّاب، وهنالك دراسة لها في مجلس الشورى باسم رابطة الأدباء والكتاب تقوم بمنشطها إذا تأسست كمساعد للأندية الأدبية وعلى حسب الفكرة المطروحة الآن ستكون هذه الجمعية على مستوى الوطن مقرها الرئيسي مدينة الرياض ويكون لها مكاتب فرعية مرتبطة بها وأهم شيء هو أن تكون هذه الجمعية جمعية أهلية مائة في المائة وشكراً.
سؤالان
* فيصل المشاري: لدينا سؤالان ثم نعود للمحاور الأستاذ أحمد الصالح من الأستاذ إبراهيم الناصر كاتبنا المعروف وأحد روادنا في عالم الرواية وسؤاله هو:
كيف سيتم تفعيل توصيات الملتقى الأول للمثقفين وما هي آلية المتابعة؟
* أحمد الصالح: بالنسبة للتوصيات أريد أن أشير إلى توصيات سابقة للأندية الأدبية وأعضاء الأندية العربية يجتمعون في كل عام ويعملون تقريراً أو محضراً أو توصيات وأعتقد أن توصيات الأندية السابقة السنوية لم تنفذ بل مجرد يجتمعون ويعملون توصيات وتحفظ هذه التوصيات القادمة للعام القادم، فهذه التوصيات التي صدرت عن الملتقى من الذي يستطيع أن يفعلها ومن الملزم والتوصيات ليست ملزمة إلا لو كانت من جهات عليا والمسؤول الأعلى فقط هو الذي يستطيع أن يفعل التوصيات إذا كان جاداً، أعتقد أن في إمكانها أن تفعِّل ويكون لها نتائج وهذا هو السؤال الذي نريد له الإجابة وكل الذين بحثوا أو قرأوا أو حضروا الندوات أو سمعوا بهذه التوصيات والإجابة لدى وزارة الإعلام وشكراً.
ربط
* فيصل المشاري: هنالك سؤال لشاعرنا عبد الله الصيخان هل تتوقع إن وفقنا في ربط وزارة الثقافة بوزارة الإعلام أو كنت ترى أن من المهم أن يكون لها كيانها المستقل تماماً والسؤال من عبد الحفيظ الشمري:
* عبد الله الصيخان: بدون شك أن الثقافة إرث تتوزعه أكثر من خمس جهات هي وزارة التربية ووزارة التعليم العالي وجمعية الثقافة والفنون والأندية الأدبية أي رعاية الشباب وأنا أعتقد أن إيكالها إلى جهة واحدة فيه الكثير من التنظيم وفيه الكثير من الحيثيات التي تهيىء لفعل جاد.
عمومية
* فيصل المشاري:
هناك سؤال عن التوصيات لماذا هي عبارة عن أهداف عامة.
* الأستاذ أحمد الصالح:
الجهات العليا إذا لم تنفذ هذه التوصيات سيكون مصيرها كمصير التوصيات السابقة في الأندية الأدبية ولذا على الجهات العليا المسؤولية في أن تعطي الضوء الأخضر بتنفيذ هذه التوصيات.
خطوات
* مداخلة من عبد الله الفريحي: أولاً أعترف بأنني لست أديباً ولا مثقفاً وسؤالي كل هذه الأشياء عبارة عن خطوات نحو الأمام ولكن التوصيات لم توضح على أن هنالك بداية شكل مؤسسي لهذا العمل ليشكل نواة لما يأتي فيما بعد وشكل تنظيمي وكل هذه الأسياء مهمة لمتابعة المؤتمر الذي انعقد لهذا العمل .
هناك آلية للموظفين لتنفيذ التوصيات.
* أحمد الدويحي: كلكم مثقفون وكلكم حضرتم الملتقى وكلكم ناقشتم أعضاء اللجنة وكلنا نعرف أن بعض أعضاء اللجنة انسحبوا وأقصد بذلك اللجنة الاستشارية بمعنى آخر أن هنالك تمرداً والأستاذ أشار إلى نقطة مهمة. إحدى توصيات الملتقى تدعو بضرورة انعقاد الملتقى سنوياً وفي أماكن ومدن مختلفة وسؤالي من سينفذ هذه التوصيات كل هذه الأشياء المعني بها وزارة الثقافة؟ ونحن نتساءل هل الموظفون هم الذين سينفذون أو المثقفون، هذه النقطة مهمة جداً وسيمر علينا كثير من المثقفين بدون عناية وشكراً.
صوت
* فيصل المشاري: معنا الشيخ عبد المحسن التويجري.
* الشيخ عبدالمحسن التويجري: صدق مفكرنا الذي قدم إلى ربه رحمه الله وسامحه الله وعفا عنه حينما قال في أحد عناوين كتبه (العرب ظاهرة صوتية) ما أحلى الكلام الذي قلتموه كبيركم وصغيركم وقد قلت في الورقة إنني حشرت نفسي لهذه الجلسة وأنا لست بمستواكم لا علماً ولا ثقافة إلا السن الذي أتميز به ومن شذوذي أنني الوحيد الذي أحمل الدشداشة كما يسمونها وقد انتهى دورها ولما كنت شاباً مثلكم وهذا خروج عن الموضوع قليلاً لئلا أطيل في موضوعكم الحساس الدقيق المخيف المرعب كتجربة سابقة لي في ميدان الرعب والخوف ولو كنت ممثلاً لعملت فيلماً باسم الرعب أو الخوف ولكن مع الأسف هذا شيء أفتقده لأن التطوع بلغة الشارع أخذتني ولفتني مع المطاوعة ورحم الله أحمد السباعي فقد نادى بالمسرح قبل ستين سنة وهو شيخ الصحافة ولكنه لاقى عنتاً وضيقاً ولا أبالغ أنه قد كُفِّر عند بعض العقول النخرة للأسف الشديد.
أما النقطة التي أريد وأحب أن أركز عليها أن الأدب بمعناه الحديث والرواية والقصة والشعر أمور تخطتني ولم أحضرها حتى أكون أهلاً للتعقيب فيها ولأنني لست أقدر على الشعر أبداً فإنني لست مع عبد الله ولا مع أحمد وناسيني طرح الاثنين اللذين عن يمينهما ويسارهما وأنا مع الاثنين ومع الأطراف وليس هذا تشاؤماً ولكن نحن نكرر أنفسنا منذ مدة وحرية الرأي مفقودة من قبل أربعين سنة وحتى الآن إنما قبل الأربعين كتبنا في الصحف على قدر حالنا لما لم يكن هنالك مثقفون ونحن كنا كتَّاباً وأدباء ضرورة لعدم وجود أدباء ولا أطيل أكثر من ذلك والله المستعان أعانكم الله أيها الشباب والحمد لله أننا لسنا مسؤولين الآن ولا نستطيع أن نقدم أي شيء إلا أن تواضع هذا الجيل الطيب الحاضر وأراد من أمثالي وليس حتى الاستشارة أو شيء حسب التجربة والسبعة والثمانين سنة التي نحملها ونحن مستعدون على قدر حالنا.
ادعاءات
* سلطان القحطاني: في البداية أشكر جريدة الجزيرة والقائمين عليها لإتاحة هذه الفرصة أو على الأقل لنلتقي في هذه الليلة الرمضانية وكل عام وأنتم بخير ما أريد أن أقوله الاجتماع اجتماع جميل جداً ولكن كان الأجدر أن يكون بيننا أحد منظمي هذا الملتقى أو الذين صاغوا هذه التوصيات وأنا أول ما قرأت التوصيات في ليلتها ومثل ما تفضل أبو نواف على أساس أنه مطاط ومضغوط ومنقول أيضاً من بنود سابقة مثلاً مثل تشجيع الكاتب السعودي.. إلخ هذه الأمور من زمان أيضاً وعمل عليه دراسات ولو كان بيننا من يناقشه أو يفسر لنا بعض هذه البنود لكان أجدر.
النقطة الثانية أن الادعاءات كثيرة لأن ليس هنالك مثقف وليس هناك مسرحي وليس هنا ممثل وليس هنا مخرج.. إلخ وليس هنا حق المرأة تشارك بالرأي وفي رأيي أن هذه كلها موجودة ولكنها تحتاج إلى تفعيل فإذا كان التفعيل وكما قلنا وكتبنا من زمان وسنضطر إلى ترديده وإذا كان التفعيل سيكون من العقليات القديمة القائمة على النوادي وعلى جمعيات الثقافة والفنون وعلى المسؤولين بوزارة الإعلام فأعتقد ما أشبه الليلة بالبارحة فإن كان هنالك تجديد وهذا الأمل فيه ضئيل وقد أكون متشائماً دائماً ونجد في التشاؤم عزاءنا ولكن إن شاء الله أن تكون عقليات جديدة ويكون هنالك تنظيم لشؤون الثقافة.
هدف
* فيصل المشاري: معنا الأستاذ إبراهيم التركي أحد الفاعلين في الشأن الثقافي.
* إبراهيم التركي: أولاً أشكر الأساتذة الذين تفضلوا بحضورهم رغم أنها ليلة رمضانية ورغم مشاغلهم وارتباطاتهم، نقطة ثانية هي أن هذه الندوة مثل ما تفضل الأستاذ عبدالله هي ندوة داخلية ولذلك حينما نعمل الدعوات نعملها بشكل اعتيادي لأن الهدف الأساسي من هذه الندوة هو نشرها وبالتالي الإفادة منها في وقت لاحق.
أما النقطة الثالثة فإنني أشكر ونيابة عن كل الحضور الشيخ عبدالمحسن التويجري والشيخ عبدالمحسن لمن لا يعرفه في الحقيقة رقم مهم في المعادلة الثقافية وخلال فترة سابقة كانت له مشاركات وله إسهامات وله توجهات وأنا أعتقد أن ما سمعناه منه اليوم ويكفي في الواقع للدلالة على أن هذا الشيخ سبق زمنه وأن الأفكار التي انطلق منها مع الأسف نفتقدها في كثير من شباب هذه الأيام فأقدر له حضوره وقد رأيته أيضاً في الملتقى، والواقع أنا لم أكن رقماً فاعلاً في الملتقى وإنما كانت لي مشاركة بسيطة عبر ورقة إضافة إلى ما يتصل بالنشرة، أما ما وراء ذلك من التنظيم فقد كنت مجرد استشاري في أمور بسيطة وفي تصوري أن النقاط التي تحدث عنها الأساتذة هي نقاط مهمة جداً في هذا الإطار لأن الهدف في الواقع من هذا الملتقى كما ذكر هو صياغة إستراتيجية ثقافية وحينما ننظر إلى التوصيات ستجد أنك بعيد جداً عن تمثيل هذه الوصيات إستراتيجية أو أن تمثل حتى خطة وإنما هي فقرات إنشائية كانت في الواقع بعيدة عن طموح الملتقين وبالتالي في تصوري أن هدفنا من هذه الندوة هو أن نحرك هذه التوصيات وأن نحرك هذا الملتقى وأن نحاول تفعيله على المدى البعيد، لأن الذي حصل هو أن الثقافة ضُمت إلى الإعلام قبل أكثر من سنة ونصف وتحديداً في شهر صفر من العام الماضي، مضى عام ونصف ثم عقد الملتقى وخلال هذه الفترة كونت لجان ولا أكتمكم أنه كان لدينا قضية ملتهبة أعدها الزميل عبد الحفيظ ثم آثرنا أن لا ننشرها وكانت تتعلق بالهيئة الاستشارية بالثقافة وقيل ما قيل في هذه الهيئة من أنها حاولت كما قلت أن تبتدىء من حيث انتهى الآخرون فقامت بزيارات لأماكن متعددة ولكنها لم تزر نادياً أدبياً ولم تزر فرعاً من فروع جمعية الثقافة كما يتردد.
وأنا أعتقد من يريد أن يسأل عن حال الثقافة فليطالع في المجلة الثقافية «العدد 81» تقريراً أعده الأستاذ خالد اليوسف وفي تصوري أنه كان تقريراً جيداً، من هذا المنطلق نحن لا نريد أن نغيب لمدة سنة ونصف أخرى حتى نصل إلى ملتقى آخر وبالتالي مثلما تفضل أبو محمد الأستاذ أحمد الصالح أننا سنضيف توصيات إلى توصيات ثم إلى توصيات والنتيجة أننا سنكون في متاهة، وخصوصاً أن هناك تخوفاً من المثقفين بكافة أشكالهم من ضم الثقافة إلى الإعلام لأن الإعلام جهة رقابية والثقافة فضاء مفتوح والجمع بينهما كالجمع بين الماء والنار وشكراً.
خارطة
* فيصل المشاري: شكراً للأستاذ إبراهيم والأستاذ إبراهيم في الواقع تعلمنا منه الوفاء يعني من أجل الكلمات منذ عشرين سنة بحكم أني فنان تشكيلي كنت دائماً أرسم كلمة حب وتبنيت هذه الكلمة التي تتكون من (الحاء والباء) وعندما التقيت بالأستاذ إبراهيم التركي تعلمت منه كلمة وجدت أنها من أجمل الكلمات في الحياة وهي كلمة الوفاء وهو حقيقة رجل وفي عندما تشاهدون جريدة الجزيرة وثقافة الجزيرة بالذات تشاهدون فعلاً وفاءه للمثقفين ولكل من ترك بصمة على خارطتنا الثقافية بالمملكة العربية السعودية بدون استثناء لا ينظر إلى الكاتب أو الأديب أو الشاعر من القرية الفلانية أو من المدينة العلانية بل ينظر إليه على أن سعودي من الوطن فقط وهذا الإنسان ترك بصمة وهذا تعلمت منه حقيقة ولذا أنا الآن نسيت أنا أين ولدت حقيقة وأشعر أنني من السعودية سعودي وأواجه العالم على أني مواطن سعودي لدي شيء أقدمه وهذه إشادة أحببت أن أقولها عن الأستاذ إبراهيم التركي.
تفعيل
بالنسبة لندوتنا الأستاذ أحمد الصالح. لدينا بالنسبة للمحور الثالث هل تعكس هذه التوصيات نظرة المثقف والأديب أو الرؤية الإدارية المفترضة تشكلها في هذا السياق.
* أحمد الصالح: والله هي تعكس وجهة نظر الأديب والمثقف تعطي جزءًا وبعض الطموحات ولكنها ستفعل هذه التوصيات ومن المسؤول عن تفعيلها هل هي وزارة الإعلام وزارة الثقافة وهي التي تبنت مشروع الملتقى الثقافي فإذا هي تبنت هل التي ستفعل التوصيات كهيئة ثقافية أو ستترك للملتقى موضوع تشكيل الهيئات وتدعمه فقط.
فرص
* فيصل المشاري: يعني لأن المثقفين خارج المؤسسات ومنهم أطياف مختلفة لا تعمل في وزارة الثقافة والإعلام.
* أحمد الصالح: نعم تعطيهم الضوء الأخضر ليعملوا ويفعلوا هذه التوصيات وقد يستجد من ملاحظات عليها أو توصيات أخرى من المثقفين سواء حضروا الملتقى أو لم يحضروا ولذا تهيىء لهم الفرصة والإمكانيات وهذا لا شك أنه جيد.
محور
* فيصل المشاري: شكراً يا أستاذ أحمد
الأستاذ عبدالله الصيخان بالنسبة للمحور الثالث هل تعكس هذه التوصيات نظرة المثقف والأديب أم الرؤية الإدارية المفترض تشكيلها في هذا السياق؟
* عبدالله الصيخان: أنا أرى أنها تحمل بعض آمالنا هذه التوصيات إنما المسألة ما هي الآلية التي يمكن أن يطبق ويفعل ويطبق على أرض الواقع خاصة أنها تجد متزامنة مع فترة بناء إستراتيجية للثقافة بعد تولي وزارة الثقافة لشؤون الثقافة وأنا أعتقد أنه ما زال الأمل في الهيئة الاستشارية أن تفعل وتضم لها أعضاء جدداً تضع تصورها لما يمكن أن تبني عليه إستراتيجية الثقافة وكيف يمكن النهوض بالمؤسسات الثقافية القائمة وتغييرها مسألة اتحاد الكتاب مراكز ثقافية وأعتقد أنه يجب أن تتولى جهة ما وأعتقد أن الاستشارية بعد دعمها للأطياف الأخرى التي تمثلها في فكرنا الثقافي الوطني وأعتقد أنها هي الملزمة لأن الوزارة نفسها لا تستطيع أن تفعل ذلك بدون شك لأنها جديدة على الواقع الثقافي وأعتقد أنه لا بد من آلية ولا بد من لجان.
ترجمة
* فيصل المشاري: في الآلية من يدخل ويتحمل المسؤولية الموظف أو المثقف؟
أعتقد أن الجميع الأكاديميين الواعين لموضوع الإدارة إلى جانب المثقفين والأدباء بشكل عام، لكن أنا كنت أتوقع أن تشير التوصيات أو جلسة قراءة التوصيات إلى الخطوة القادمة ولا يمكن أن ننتظر عاماً كاملاً حتى انعقاد المؤتمر المقبل لكي تعرف ما حدث وإذا جاء بجديد يمكن هذا يكون إجابة لسؤالك، وأضيف أيضاً أنه في زمن الدفاع عن هويتنا وعن ديننا وعن إسلامنا ولم تشر التوصيات إلى موضوع الحوار مع الآخر وإلى موضوع حوار الحضارات والذي نحن جزء لا يتجزأ منها مع أن سمو الأمير سلمان راعي المؤتمر في افتتاحه للمؤتمر أشار نصاً إلى موضوع الترجمة وموضوع فهم الآخر وموضوع النقل الأدبي الآخر إلينا ونقل أدبنا للآخر ولا أدري كيف التوصيات تناست هذا الأمر المهم، وأنا أعتقد من خلال تجربتنا في فرانكفورت والتي عدنا منها قبل أيام كان هنالك تشوق عند الجمهور الألماني لسماع إبداعنا بالعربية وكان يركز على منطقة الخليج والمملكة بشكل خاص وأكبر من غيرها وهذا تجسد من خلال الجمهور الموجود من الجمهور الألماني في مسرح الإلقاء من خلال احتفاء النصوص التي كانت تنقل إليه والمعدة سلفاً والمترجمة سلفاً ورسمت عند النصوص التي لا توجد بها ترجمة وكأنه صمت احتجاجي أكثر منه أنه صمت عدم معرفة للنصوص التي لم تترجم إلى الألمانية وأعتقد أن التوصيات لم تولِ هذا الأمر عنايتها وأتمنى أن نلتفت جميعاً سواء مؤسسات ثقافية رسمية أو مؤسسات ثقافية خاصة إلى موضوع العلاقة مع الآخر والوصول للآخر وفهم الآخر وإيصال ملامحنا الصحيحة ودون تشويه إلى الآخر وكل هذه الأشياء مهمة أن نعمل عليها نحن كمثقفين وأدباء ومؤسسات رسمية.
فروع
* فيصل المشاري: يعني ممكن يكون هنالك فوق المائة فرع لوزارة الإعلام والثقافة في سفاراتنا؟
* عبدالله الصيخان: لا أبداً لم أتمن هذا. الملحقيات الثقافية في سفاراتنا قادرة على أداء بعض الدور فقط الدور الرئيسي هو دور المثقفين أنفسهم والأدباء في محاولة نقل بعض إبداعنا محاولة الوصول إلى مترجمين من خلال آليات منظمة من خلال وزارة الثقافة وأتوقع أن تكون جزءًا من إستراتيجية الوزارة في سنواتها القادمة هي تضع إستراتيجية للترجمة لأن الحضارة العربية بلغت أوجه ازدهارها عندما تلاقحت مع الحضارات الأخرى وصار هنالك عمل للترجمة وتواصل وفهم للآخر ومحبة للآخر لفهمه.
تقوقع
* فيصل المشاري: وصلت الفكرة.
الأستاذ يوسف الذكير بالنسبة للمحور الثالث هل تعكس هذه التوصيات فعلاً نظرة المثقف والأديب أم الرؤية الإدارية التي من المفترض تشكلها في هذا السياق؟
* يوسف الذكير: قبل خوضي في هذا الموضوع هذا هو التعقيب على ما قاله الأستاذ عبدالله بخصوص الملتقيات الثقافية وحركة الترجمة وهنا تجدر الإشارة إلى المقارنة بين فعاليات مهرجان الجنادرية ومعرض الكتاب في فرانكفورت ما الذي يجري في مهرجان الجنادرية تقام أوبريت تحضر وفود تأتي للتعرف على حضارتنا وشعبنا هل تعرف على حضارات الآخرين وما الذي يجري في معرض الكتاب في فرانكفورت كل عام تخصص في معرض فرانكفورت عرض ثقافة الشعوب الأخرى على الشعب الألماني فمن المستفيد؟.. المستفيد حتماً هو الشعب الألماني، ومن المستفيد من مهرجاناتنا؟.. المستفيدون هم الوفود التي تأتي للتعرف على ثقافتنا وهنا في اختلاف في النظرة إلى اتجاه الترجمة التي لا تجب أن تكون باتجاه واحد اتجاه الترجمة لا يجب أن يكون من جانب واحد أن تترجم ثقافتنا وأشعارنا وأدبنا للآخرين بل أيضاً تترجم ما يبدعه الآخرون ونتعرف عليه لكي نعين عصرنا ولا نتقوقع داخل ثقافتنا وحدها وهذا هو الذي كنت أود أن أضيفه، أما عن نظرة المثقف والأديب أولاً غياب حرية التعبير في مختلف أنواع المنابر سواء أكانت صحفاً أو غيرها مثل المحطات الفضائية بدون رقابة رسمية، وكما أشار الأخ أحمد كيف تعكس نظرة المثقف إذا كان بعضهم قد انسحب من اللجان فإن التوصيات لا تعكس منطقياً نظرة المثقف إذا كانت لا تعبر عن كل الآراء وشكراً.
اختلاف
* فيصل المشاري: لي مداخلة وبالنسبة لوجهة نظري عن الترجمة يعني أحمد الصالح مسافر نحن نستغل هذا المسافر ونصدره كمترجم للعالم يعني مثلاً يستضاف في إيطاليا باللغة الإيطالية ويستضاف في فرنسا باللغة الفرنسية لأننا محتاجون لنصحح صورتنا عندهم أما صورتهم خلاص نحن أصلاً معجبون بهم من غير ما يحتاج تصحيح.
ولكننا نرفض أفكارهم ونحن نرفض ثقافتهم هذه النقطة الأساسية وإذا حاولنا إقامة حوار بين الثقافات فكيف تحاور ثقافة لم تتعرف عليها أصلاً نحن نعرفهم على ثقافتنا ونعطيهم أوراقنا ونكشف لهم كل أوراقنا ولكن عندما نأتي إلى ثقافتهم نجد أنفسنا أميين لا نعرف شيئاً عند ثقافتهم فكيف سنحاورهم هذه هي النقطة الأساسية وأقصد كما قاله الإخوان إن الترجمة تكون من اتجاهين وليس باتجاه واحد فسيترجم ثقافتهم لنا وثقافتنا لهم أو نحن فقد عرضنا أشعارنا وأدبنا واستفاد من ذلك الشعب الألماني ولكننا لم نتعرف على ثقافة الشعب الألماني على أدب الشعب الألماني وعلى منجزات وإبداعات الشعب الألماني، وعلى كل حتى في مهرجان الجنادرية من كل عام يجب أن يكون هنالك نوع من التركيز لكي نتعرف على ثقافات الآخرين.. إنتاجهم وإبداعهم الأدبي وإبداعهم العلمي والثقافي والفكري أما أن نضع الحواجز ونغلق أنفسنا ونقول: هذه آراء مستوردة وهذه آراء هدامة ولذا نحن متقوقعون داخل ثقافتنا وننافس أنفسنا فقط، قبل يومين في إحدى الفضائيات علمنا أن الترجمة للعالم العربي ثلاثمائة مليون نسمة تعادل خمس الترجمة في الولايات المتحدة وهذه في إحصائيات دقيقة وبهذه الطريقة تعادل نسبة الترجمة نسبة 5 إلى 1.
تجربة
* فيصل المشاري: نسمع لنا مداخلة من عبدالله السمطي.
* عبدالله السمطي: سيكون حديثي من خلال المتابعة ليس أكثر بالنسبة لآلية عقد ملتقى المثقفين أعتقد أن الآلية كانت غير منضبطة أو غير منهجية بشكل أو بآخر لأنها اتخذت شكل أوراق عمل وبحوث وشكل منصة حوارية مع حضور ليس مختلفاً تماماً عما في المنصة وكانت المسألة لا يوجد طرفان، طرف معين يمثل الوزارة وطرف آخر يمثل المثقفين وبالتالي فقدت عملية الملتقى مغزاها الأساسي بمعنى أن ما لدى المنصة هو أيضاً ما لدى المثقف ولذا لا يوجد جدية في الطرح بشكل أو بآخر وفق هذه الصيغة أعتقد أنه لو كانت المسألة تمت على هيئة ورش عمل لكل فرع من فروع الثقافة المسرح الفن التشكيلي والأدب.. إلخ لكان ذلك أجدى عن طريق ورش العمل وإصدار توصيات جديدة جدية ومنهجية كانت ستكون أكثر صدقاً وأكثر قرباً وملامسة للواقع الثقافي بشكل أو بآخر أما أوراق عمل إنشائية والتي طغت في المؤتمرات ثم تصدر توصيات عنها فلا أتوقع ولا يتوقع المرء تنفيذاً لها والأمثلة كثيرة على المستوى المحلي والمستوى العربي.. وهنالك توصيات بعقد مؤتمرات قادمة للمثقفين وملتقيات والسؤال هنا كيف يتم عقد الملتقى الثاني والثالث دون أن يتم تنفيذ بعض أو كل التوصيات التي صدرت عن الملتقى الأول وهذه نقطة أساسية لا بد أن توضع في الحسبان، وبالنسبة لوزارة الثقافة أعتقد أن جدة التجربة جعلتها تشكل لجنة وعند تشكل لجنة وظيفية روتينية بيروقراطية ستأخذ مداها الطويل جداً دون فعل شيء ملموس وحقيقي ولذلك أعتقد أن المبادرة تتم بين المثقفين أنفسهم.
سأتحدث عن تجربة القاهرة ويوجد اتحادان للكتاب، اتحاد الكتاب الرسمي تم بمبادرة من مجموعة من المثقفين قدموا أوراقاً لوزارة الشؤون الاجتماعية وتم تنفيذ اتحاد الكتاب وأصبحت وزارة الثقافة مشرفة عليه من بعيد دون أن تتدخل في انتخاباته أو تعيين أعضائه ولكن تشرف عليه بموجب حق الناس في ميزانية الدولة أنها تصرف على هذا الاتجاه الرسمي وهنالك اتحاد آخر هو اتحاد الكتاب والفنانين وكذلك مجموعة كبيرة من الفنانين التشكيليين قاموا بتقديم طلب لإنشاء جمعية كما ذكر الأستاذ محمد المنصور الشقحاء وربما لا توجد علاقة كبيرة بين تقديم الطلب إلى وزارة الثقافة أو إلأى مجلس الشورى أعتقد أن الطلب يتم من خلال وزارة الشؤون الاجتماعية إذا كان على القانون على اعتبار إنشاء الجمعية.. جمعية أهلية بشكل أو بآخر مثل جمعيات الاتصالات أو جمعيات المهندسين أو غيرها بالنسبة لوزارة الثقافة ستأخذ مداها الطويل لأنها جهة رسمية وما يطلب من المثقف حقيقة ومن خلال المتابعة هو كسر الخوف الموجود بين المؤسسة الرسمية وبين المثقف فأعتقد أن الدور الحقيقي للمثقف يقوم بمجموعة من المقالات التي تبين أن المثقف هذا هو مثقف وطني وأنه لا خوف منه وأنه هو الذي سيستثمر هذه المرحلة بالذات التي يمكن أن يحافظ فيها المجتمع على هويته وثقافته واختلافه إلى آخر هذه الأشياء.
كسر هذه المساحة من الخوف بين المؤسسة والمثقف أمر ضروري جداً لتفعيل دور الثقافة وبالتالي ستكون كل المطالبات والتوصيات التي سيطلبها المثقف في هذه الحالة ستكون موضع اعتبار أو موضع اهتمام من المسؤولين وأعتقد أن التوصيات الآن مجرد توصيات وتفعيلها يتطلب جهداً كبيراً أوله كسر مساحة الخوف ما بين المؤسسة والمثقف وشكراً.
حقوق
* فيصل المشاري: معنا الأستاذ أحمد الدويحي في المحور الثالث نريد تعليقك لكي نختم لقاءنا.
* أحمد الدويحي: سأجمل رؤيتي حول المحورين بملاحظة عن الفقرة التي كلنا نتحدث عنها جمعية الكُتَّاب والأدباء والأندية السابقة أو جمعية الثقافة الحقيقة بأن بقاء المؤسسة الثقافية القائمة كالأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون وغيرها من المؤسسات الثقافية أنا أرى أنها مضيعة للوقت فالثقافة في شرطها الحركي هي من يقود حركة المجتمع لكن الرؤيا في واقعنا الثقافي والأدبي على وجه الخصوص مقلوبة فالمجتمع الذي ينوي الآن خوض تجربة انتخابية بلدية أولى يعجز المجتمع الأدبي أن يجد له خصوصية كهيئة أو جمعية أو رابطة بمعنى أن صوته الأدبي لا يعبر عن حقوقه المهندسين والمهنيين والمحامين وكل المهن الحرة والصحفيين الفنان ليس مصلحاً اجتماعياً والموضع يشير للحساسية المتوقعة وقد لا يتصالح مع المجتمع وربما مع السلطة وكثيراً ما أُهدرت حقوق كتاب وفنانين بسبب بيروقراطية المؤسسة وتصلُّت نماذج نراها دائماً في النادي وفي الصحيفة وفي المسرح وفي كل مواقع مناشط الحياة الثقافية وهنالك من لا يريدون مغادرة التكايا الفاخرة في الأندية من عشرات السنين والركود في الحياة الثقافية حالت مواد والسلطة والتسلط ليست بيئة ثقافية صالحة لرعاية المواهب، نذكر في نهاية السبعينيات الميلادية وعقد الثمانينيات كيف واجهت حركة الحداثة السائد والراكد وكيف جوبهت بردة فعل من بيئة غير صالحة لرعاية حركة أدبية تجسَّد في خطابها في الجنس الشعري على وجه الخصوص وبما للشعر كجنس أدبي من حضور أثير في الدائرة المحلية وإذا تجاوزنا الجانب الفني بما آل إليه من تهريجات لنصل إلى رواية التسعينيات التي أشرت إليها في مداخلة سابقة فقلت إنها تكتب في الداخل وتقرأ وتنشر في الخارج بسبب نفاذها إلى مواطن الإبداع وأظن أن الأستاذ إبراهيم الناصر لم يستحب معي تسميتها بالرواية المهاجرة، هذه الحالة تشكل أولى ملامح التحول في فعل الرواية كجنس أدبي يقوم على الانهيارات والتراكم السرقي والتأويل المتنوع الذي تتمثله الرواية في شخوصها ورائحة أمكنتها وأجيال أزمنتها ومستويات أبنيتها لأنها كفن تأخذ من السياسي والتاريخي والاجتماعي والأسطوري والتراثي واليومي والكلام المحلي وهو نهر يجرف كل شيء كما قال ذات مرة عبدالرحمن منيف وما من رواية بعد حرب التسعين لم ترفض جانباً من هذه التحولات الضخمة في حياتنا أربع وعشرون رواية في موسم ثقافي واحد ونحن الذين كنا نشكو حتى التصحر، صحيح أن الرواية تنعش في أجواء المدينة وكما هو صحيح أن الذائقة المحلية شعرية، فسائر الفنون بما فيها الشعر والمسرح والفلكلور والحكايات الشعبية واللوحة والرقص روافد وضفائر تسند الخطاب الثقافي وبما يتوفر من ثورة معلومات ووسائل اتصال تتجاوز المحظور وحدث الرواية فضاؤها بما فيه من خصوصية وتعددية ولكن يجب أن نعرف أنه ليس من نص روائي يخلو من إشارة ولو لردة فعل ترصد جانباً من التحولات التي حدثت في حياتنا بعد التسعينيات وما تبعها وسيتبعها من حروب إنني حيثما أستطرد في هذا الاتجاه فإنني أطرح أسئلة بديهية تتعلق بحرية الفضاء الكتابي وضمان حق الفنان في التعبير عن أفكاره ورؤاه وهنالك أسئلة كثيرة كانت قبل انعقاد الملتقى وبعده وأثناء انعقاده دعوني أكون أكثر صراحة، هل يظن أحد أن تشخيص الحالة الثقافية ومعرفة المعوقات كانت تحتاج إلى ملتقى تدعى إليه كافة أطياف المجتمع الثقافي ومن كافة أرجاء المملكة ويحشد له كل تلك الأعداد لمجرد أن تقرأ الأوراق وتعد التوصيات وترسم ملامح إستراتيجية وطنية لخطة الثقافة؟.. أحسب أن تلك الأعداد للمثقفين من كل أنحاء المملكة والمكسب الحقيقي لهم جميعاً ورؤيتي أن كثيراً من التوصيات وخصوصاً ما يتعلق منها بالجانب المالي ستجد أرضية للتنفيذ كالمطبوعات والمهرجانات في شكلها الرسمي ولكننا سنحتاج لزمن بعيد وأتمنى أن لا نحتاج هزة جديدة لنسمح بمرور الجانب الإنساني إدارة وحقوقاً في الحياة الثقافية وشكراً جزيلاً.
ختام
* فيصل المشاري: شكراً أستاذ أحمد.
في ختام لقائنا لا يسعني إلا أن أشكر الشاعر أحمد الصالح والشاعر عبدالله الصيخان والأديب الأستاذ يوسف الذكير والقاص الأستاذ أحمد الدويحي ونشكر الحضور والأستاذ إبراهيم الناصر والدكتور سلطان القحطاني وشيخنا عبدالمحسن التويجري والأستاذ محمد القشعمي والأستاذ محمد الشقحاء والأستاذ ناصر بن جرِّيد وفعلاً كسبنا ضيوفاً وكسبنا حضوراً وشكراً جزيلاً لكم جميعاً.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved